آخر تحديث: 1 / 5 / 2024م - 11:08 م

شعراء وكُتَّاب: التجربة الشعرية للراحل السبع فريدة من نوعها

جهات الإخبارية فضيلة الدهان، انتصار آل تريك - الدمام

أشاد عدد من الشعراء والكُتاب بشخصية الراحل الشاعر حسن السبع وبتجربته الشعرية الفريدة من نوعها - حسب وصفهم -، كان ذلك في حديثهم لجهينة الإخبارية على هامش تأبينه في أمسية «بوصلة الحب والدهشة» التي اُقيمت الخميس في جمعية الثقافة والفنون.

قال الدكتور سعد البازعي: ”قصائد حسن السبع تتوزع بين لونين لون الدعابة والفكاهة، ولون الحزن والفقد والأسى الإنساني، حسن السبع كان يحس بهاتين القوتين“.

وأضاف؛ أن الشاعر السبع عمق تجارب ورؤى التجربة الشعرية السعودية، وتوسع في القرين أو الظل في ديوانين مختلفين.

وتابع؛ أن السبع كان إضافة كبيرة للتيارات الشعرية الأساسية وهو حداثي من ناحية ورومانسي من جهة أخرى، محتفظاً بالشكل التفعيلي للشعر وكتب العمودي ولكنه لم يقصد القصيدة النثرية.

وأردف قائلاً: تجربة السبع الروائية فريدة من نوعها، حاكى فيها واقعنا ووظف معرفتنا الواسعة في التراث العربي لاسيما في استحضار شخصية المرأة، وأنه زاوج بين واقع الظلم الاجتماعي على المرأة والإبداع لديها.

ونعاه صديقه المقرب مدير جمعية الثقافة والفنون بالدمام الشاعر أحمد الملا، أن الشاعر السبع منحهم الكثير من الروح العالية التي جعلتهم أقرب للشعر والحياة، ”الشاعر الراحل كان مزيج بين الشاعر والأدب وكان حسيا في الحياة“.

وقال: ”كان يمارس الشعر في حياته اليومية مليء بالحس العالي لحياته كلها الكل أجمع على حكمته وروحه العالية“.

وأثنى الشاعر رائد الجشي على تجربة الشاعر حسن السبع وعلى دعمه للكتاب والشعراء الشباب معنويا للاستمرار في الكتابة.

وعبر عنه بالشخصية الفريدة من نوعها، مشيراً إلى أن له مسارين من أشعاره الفكاهي والشاعرية الرومانسية.

وقال عنه: ”كان ظاهرة استثنائية صعب أن تتكرر له الفضل علي وعلى الكثيرين في الساحة الأدبية، كان يقدم نمط دقيق مبهر بالشعر التفعيلي حقيقي في مقابل كان الشعر العمودي التفعيلي في الشعر السعودي هو السائد“.

وأضاف؛ أن شعر السبع كان تفعيلي بكل المقاييس متمرد على الأنساق الموجودة، كان عموديا بحتا في ركلات ترجيح من باب النظم الضاحك والكوميديا السوداء، وكان يقدم نقدا اجتماعيا فكاهيا.

ووصف الكاتب حسن آل حمادة الشاعر حسن السبع بالشخصية العصية على النسيان، ”فكل من اقترب من عالمه الإنساني أو الأدبي سيحتفظ بشيء من السبع في رزانة كلماته الجادة أو إيقاعها الضاحك والساخر من الواقع المر الذي نكتوي بناره على مختلف الصعد“.

وقال: ”السبع من الشعراء القلائل الذين أحب أن أعود لمجموعاتهم الشعرية بين فينة وأخرى، لا سيما في شعره الفكاهي الذي أحفظ بعضه عن ظهر قلب، وأتذكر أنه كان سعيدًا حين وجدني في ملتقى ثقافي وأنا أرتجل بعض أشعاره، وأضاف مازحًا: كويس أن أجد من يحفظ بعض أشعاري“.

وأضاف: ”أن السبع قامة إبداعية متجددة مع كل قراءة جديدة لأنه آتٍ من حديقة الزمن الآتي، ليصنع لنا بوصلة الحب والدهشة، بإيقاع ركلات ترجيح“.

وقال الشاعر جاسم الصحيح واصفاً الراحل حسين السبع: أنه استاذًا لجيل كامل وقد تتلمذ على يديه في جريدة اليوم في التسعينيات من القرن الماضي.

وتابع: ”كبرت العلاقة وقد قدمت برنامجًا في القناة الثقافية وتحدث لي عن تجربته في الشعر والإنسانية، فهو شاعرًا قد قدم للساحة مايقارب الخمسة دوواوين إضافة لكونه راويًا“.

وذكر أعد الشاعر أبو نزار شاعرًا ثمانينا من الشعراء الذين قدموا الحداثة الشعرية إلى المشهد السعودي في روايات استطاع ان يقدم ايضًا على صعيد الانسانية متجسدة في رجل.

ونوه إنه كانت تربطه به عدة صداقات تجلت في الكتابة، موضحًا أن أكثرها تأثيرًا هي القاء قصيدة فيه ليلة محفله والتي طلب منه فيها بكلمة ”هذه القصيدة تصلح للإلقاء في ليلة تأبيني“.

وبين الشاعر عبد الوهاب أبو زيد أن الراحل حسن السبع هو من علاقات الصداقات التي كان ولازال يعتز بها، مشيرًا إلى أنه كان ينظر لها سابقًا كأستاذ وشاعر وعندما اقترب منه تولد لديه إحساسًا بأن الحواجز بينهم غير موجودة لكونه انسانًا متواضعًا وبمعرفته به اغنت تجربته الشعرية والكتابية.

ووصفه محمد الجلواح بأنه ”صديق كلمة ومشوار“ وإن آخر زيارة له كانت قبيل وفاته ب ”ثلاثة أسابيع“ ودخل مكتبته الخاصة، مشيرًا إلى أنه قد كتب عنه مقالًا بأن الجلواح أحد الكتاب الذين لهم قلمًا في جريدة اليوم.

ومثل الجلواح الراحل السبع في حديثه لـ «جهينة الإخبارية» انه ولد وفي فمه ملعقة شعر، وهو من الكتاب الذين سيكون لهم بصمة في عالم الشعر لأنه شاعر حقيقي غير تقليدي بل عميق.

وأوضح الدكتور مبارك الخالدي إنه في الثمانينات من خلال جريدة اليوم ب ”القسم الثقافي“ توطدت العلاقات بينه وبين الراحل الشاعر حسن السبع، لافتًا إلى أن أجمل العلاقات بينهما استمرت خمس سنوات باستلامهما عضوية بمجلس إدارة النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية ومن بين كلماته التي ذكرها فيه هو مقال ألقاه بليلة تكريم في نادي الخليج بسيهات وصفه فيه بأنه ”إنسان متسامح مع غيره ومع الآخرين“.

وأعرب المذيع محمد الحمادي عن سعادته لتقديم حفل تأبين إنسان أحبه الجميع، مضيفاً أن الراحل السبع شخصية ودودة ترحب بالجميع، كانت علاقته به في المحافل الثقافية والندوات.

وأضاف أنه إنسان يدخل القلب لأول وهلة ومن سوء الصدف أني قد دعيت للتكريم الذي كان في حياته واعتذرت وشاءت الظروف أن أقدم هذا الحفل بعد وفاته.

وبلغة الحزن تحدثت إبنة أخيه رائدة السبع عن علاقتها بعمها الراحل الشاعر حسين السبع بأنه كان هو الصديق والأب الروحي ولا توفيه كل المدونات، وبأنه هو من علمها كيفيه انتقاء الكتب والكتاب وشجعها على القراءة.

واضافت كان يشاركها تجاربه الثقافية وأشعاره ورواياته، منوهة ان اصعب المواقف ماكان في اللحظات الاخيرة قبل وفاته وهو المقال ”في غرفة العناية الفائقة“ وقد كتبت مسودته قبل أن يغادر الحياة.