آخر تحديث: 1 / 5 / 2024م - 9:37 م

داعياً إلى الاقتداء والتأسي بسيرة رسول الله (ص) الأخلاقية

الشيخ اليوسف: لتتسع قلوبنا تجاه بعضنا البعض وإن اختلفنا في الأفكار والآراء والمواقف

جهات الإخبارية

أكد الشيخ عبدالله اليوسف على أن نجاح القيادة الاجتماعية والشخصية الإدارية تكمن في التحلي بسعة الصدر وانشراح القلب، جاء ذلك في محاضرة ألقاها بمناسبة مولد الرسول الأكرم وحفيده الإمام الصادق بمأتم باب الحوائج الإمام موسى الكاظم بصفوى في محافظة القطيف ليلة 17 من شهر ربيع الأول.

وبين إن من صفات الرسول الأكرم الرئيسة هي انشراح الصدر وسعته والتي كانت من أبرز أسباب نجاح الدعوة النبوية الشريفة.

وأشار إلى معنى انشراح الصدر قائلاً بأن هنالك معنيان لانشراح الصدر، فالمعنى الأول هو السعة العلمية والفكرية والمعنى الآخر هو السعة الأخلاقية في التعامل مع الناس وفي التأثير فيهم.

وذكر بأن الرسول الأعظم قد بعث في مجتمع تسود فيه الأعراف والتقاليد والطبائع الجاهلية فضلاً عن حالة الجهل والتخلف وتدني المستوى الأخلاقي لكنه بعث بعظيم أخلاقه وبسعة صدره وتحمله للأمزجة المتناقضة والحادة مما جعله قادراً على التأثير القوي في مجتمعه.

وقال بأنه كان يتعامل مع قومه برحمة ورفقة ولين وقد مدحه الله تعالى بأجمل الأوصاف في آياته التي تشير لخلقه العظيم.

ولفت إلى أن النبي الكريم قد واجه قساوة وفضاضة بعض قومه بمكارم أخلاقه وسعة صدره وانشراح قلبه، ومزيد من الحلم وكظم الغيظ، فقد ضرب أروع النماذج وأجمل الأمثلة التي تدل على عظيم أخلاقه وسعة صدره، وقوة حلمه وصفحه وعفوه، ذاكرًا قصتين على ذلك.

وذكر الشيخ اليوسف بأن قسماً من الناس يعاني من انقباض في القلب وضيق في الصدر، فهناك من تكون لديهم كراهية لمن يختلف معهم في آرائهم وأفكارهم.

وشدد على ضرورة أن يكون لدى المجتمع اليوم السعة الفكرية والعلمية والأخلاقية لتقبل آراء وأفكار الآخرين، وأمزجة وطبائع البشر بدلاً من حمل الحقد والكراهية تجاههم.

ودعا الجميع إلى التحلي بسعة الصدر، وأن تتسع قلوبنا تجاه بعضنا البعض وإن اختلفنا في الأفكار والآراء والمواقف والأمزجة.

وأشار إلى أهمية أن تكون الانطلاقة في التعامل بسعة الصدر داخل المنزل، فعلى رب الأسرة أن يتعامل برفق وحلم وشفقة وحكمة وانشراح في صدره مع زوجته وأولاده، مشيراً إلى أن الشخصية الاجتماعية كعلماء الدين والمعلمين والأطباء وغيرهم العاملين في المجالات العامة المعتادة على مواجهة الجمهور المتنوع بأفكاره وانتماءاته وأمزجته بأن يتصف الشخص أكثر وأكثر بسعة الصدر وانشراحه.

وذكر في تتبعه لقضايا الشباب بأن انشغال الجيل الجديد بالتقنية الحديثة والإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي يجعل الإنسان في حالة ضيق في الصدر.

وفسر ذلك قائلاً بأن التعامل مع العالم الافتراضي التقني أشبه بالتعامل مع آلة وهمية تفتقد المشاعر والأحاسيس إلى من حولهم.

واستدل على ذلك بالمقارنة مع الجيل السابق الذي كان يعيش بساطة في العيش وطيب في القلب ولديه سعة في الصدر وانشراح في الأخلاق داعياً إلى أهمية العودة لسيرة النبي العطرة وجعلها القدوة في ذلك.

وبيّن أن نجاح الإنسان في مسيرة حياته وتميزه في علاقاته الأخلاقية والاجتماعية يعتمد على مدى انشراح قلبه وسعة صدره.

وختم كلمته قائلاً إن سر السعادة في الحياة والنجاح في المجتمع هو انشراح القلب وانفتاحه داعياً الجميع إلى ضرورة التحلي بهذه السمة الجميلة والصفة الرائعة من خلال التمسك بالقدوة العليا والسيرة الأسمى لرسول الله محمد بن عبدالله قولاً وفعلاً وسلوكاً.