آخر تحديث: 2 / 5 / 2024م - 1:07 ص

رجل دين: التنقيب عن عيوب الناس ونشرها حرام

أرشيفية
جهات الإخبارية

ذكر الشيخ الدكتورعبدالله اليوسف أن التنقيب عن عيوب الناس ونشرها في المجتمع يعد من المحرمات، ومن أسوأ العيوب وأشد السيئات، وأقبح الأفعال، وذلك في خطبة الجمعة التي ألقاها في احد المساجد.

ولفت إلى أن تتبع عيوب الآخرين وزلاتهم وأخطائهم من أقبح العيوب وأسوأ الخصال الرذيلة؛ داعياً إلى ستر عيوب الآخرين، ومبيناً حرمة نشرها، وإشاعتها لما في ذلك من انتقاص لكرامتهم الإنسانية، وانتهاك لحقوقهم المعنوية.

وقال: نهى الإسلام في تعاليمه ووصاياه الكثيرة عن تتبع عورات وعيوب وزلات المؤمنين، لما في ذلك من مساوئ كثيرة، ولأن الإسلام يحرص على سلامة المجتمع وحماية الأسرة ونشر المحبة بين المؤمنين.

وأوضح أن الله تعالى توعد بالعذاب الشديد الذين يطعنون في الناس بغير حق، وينتقصون من مكانة المؤمنين بالغمز واللم، مستشهدا بقوله تعالى: ﴿وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ، والهمزة واللمزة تأتي بمعنى كثير الطعن علي غيره بغير حق، سواء كان في الغياب أم في الحضور، وسواء كان باللسان أم بغيره.

وحذر من الوقوع في نشر معايب المؤمنين وزلاتهم، لأنها من الأمور المنهي عنها شرعاً وعقلاً، وكل إنسان له عيوب وزلات.

ولفت إلى أن من الخصال الأخلاقية الحميدة هو نشر إيجابيات الآخرين وحسناتهم، والإغضاء عن سلبياتهم، والكف عن تتبع عوراتهم وزلاتهم وهفواتهم.

وتابع: على المؤمن أن يتصف بهذه الصفة الحميدة، وأن يسلك مسلك النحل الذي لا يحط إلا على الزهور والورود العبقة الرائحة حتى يمتص منها الرحيق، بخلاف الذباب الذي لا يحط إلا على الأماكن الوسخة والقذرة.

وشبّه من ينقب عن عورات الآخرين ويفتش عنها وينشرها بأنه يسلك مسلك الذباب الذي يترك الأشياء الجميلة وذات الرائحة العطرة، ويبحث عن الأشياء ذات الرائحة النتنة والقذرة.

ودعا إلى النظر للأمور الإيجابية في الآخرين، وغض الطرف عن سلبياتهم وعيوبهم وزلاتهم، في حين أن الإنسان السلبي لا يرى إلا الأمور السلبية، ولا يبحث إلا عن عيوب الناس وزلاتهم وكأن ذلك هوايته المفضلة.

وقال: ”إن الكثير من الأمور في حياتنا ستتغير عندما ننظر للأشياء بمنظار إيجابي، ونتجنب النظر إليها بمنظار سلبي، فالكثير من المشاكل الزوجية والأسرية، والكثير من المشاكل الاجتماعية، والكثير من المشاكل الأخلاقية ناتجة من النظر إليها بنظرة سلبية، وعدم رؤية الجوانب الإيجابية منها“.

وضرب مثالاً بالحياة الزوجية، حيث أن بعض المشاكل في الحياة الزوجية ناتجة من نظر كل طرف لشريك حياته بمنظار سلبي، فيرى نقاط الضعف لديه، والعيوب الموجودة فيه، ولكنه لا يرى الأمور الإيجابية والحسنة منه، ومع الزمن تتحول هذه النظرة السلبية إلى مشاكل مستعصية بين الزوجين، وربما يصل الأمر إلى الانفصال والطلاق.

واستطرد بالقول: ”بينما لو نظر كل طرف لشريك حياته بنظرة إيجابية، وتأمل في النقاط الإيجابية الموجودة عند شريك حياته، وأغضى الطرف عن النقاط السلبية لأصبحت الحياة الزوجية ملؤها السعادة، والتفاؤل والأمل“.

وأكد على أهمية التركيز على إيجابيات الآخرين وحسناتهم، وأن نشيعها بين الناس، ونتجنب الخوض في معايبهم وزلاتهم، وعدم نشر ما قد نعلمه أو نسمعه أو نقرأه عن عورات الآخرين وعيوبهم وهفواتهم وأخطائهم، فالستر أولى وأفضل وأحسن.