آخر تحديث: 2 / 5 / 2024م - 11:07 ص

الطاهر يشدد على ضرورة إخضاع الفرح إلى أحكام وآداب

أرشيفية
جهات الإخبارية سوزان الرمضان - سيهات

شدد دكتور علم النفس مهدي الطاهر على ضرورة اخضاع الفرح للمنظومة التي يمارسها الانسان من عقائد واحكام واداب واخلاق، فلا يمكن فصله لممارسة معينة قد تبعده عن الله وهدفية الوجود، مشيرا إلى ان كثير من امراض الانسان وعلله لها مقدمات من جراء ممارساته الخاطئة التي تؤثر على بنيته الجسمية ”سيكوسوماتية“ نفس جسمية.

وأكد في برنامجه الصباحي ”دروس في علم نفس القرآن الكريم“ الذي يقدمه كل ثلاثاء بتنظيم دار الفرقان لعلوم القرآن بالتعاون مع رفاه للدراسات والتنمية الأسرية، ان للفرح اثار مهمة في بناء الانسان واعادة هرمون السعادة في نفسه، مشيرا الى ان موقعه في النفس الجوانح، وتختلف عن الجوارح التي تعبر عن سلوك الفرح وليس الفرح ذاته، داعيا الى ضرورة الاستفادة من الفرح بالممارسات الصحيحة.

وذكر ان الاسر التي تحسن ممارسة الفرح، تثبّت السلوك الايجابي لدى ابنائها، بعكس الاسر التي يغلب عليها الشجار والعنف والوجع والالم والتي تفشل في ذلك، منوّها إلى ضرورة تنظيم الانسان لعملية الفرح الى مافيه رضا الله والسعادة بقضائه.

وقال: ”الفرح الكامل يتحقق بالشعور ان الله معنا، هو من يرعانا ويحفظنا، ونصبر على قضائه. موضحا ان الفرح لا يقتصر على الابتسامة فهو عبارة عن خليط من موافقة الجوارح للجوانح في تحقيق رضا الله بالقلب والاعضاء، في القلب والذهن، في القلب والنفس، في المشاعر والعقل“.

وتطرق الطاهر الى بعض التصرفات التي يقصد بها الشخص الوصول الى حالة الرضا والفرح، وهي في حقيقتها تصنّع الفرح وتظهر في هوس الشراء، تعدد الزوجات وغيره، حيث يسعى الانسان للحصول على السعادة من الجدّة في الشيء، لكن سرعان مايعود اليه الشعور بالاكتئاب مرة اخرى ويعود لنفس سلوكياته، غافلا عن الاسباب الحقيقية وجذورها التي تمنع تحقق الفرح بداخله.

ووصف العلاقة الزوجية برحلة القطار او التاكسي الذي سيسير لمدة50 - 70 سنة، مشددا على ضرورة اختيار الرفيق المناسب لتلك الرحلة الطويلة وعدم الاستعجال في الموافقة على الخاطب، لافتا الى نتائج الدراسات التي بينت ان كثرة الانجاب لا يخفف المشاكل بين الزوجين، بل قد يزيد في منع الانسجام بينهما.

ولفت الى ان الانسان يستطيع ممارسة انفعالاته بشيء من السواء دون ان يتاثر بنائه النفسي في حالة الفرح، اوالحزن اذا كان هدفه واضح، كما في حالة الارتباط بآل البيت في احزانهم وافراحهم.

وانتقد الحزن الذي يستخدمه الانسان كمصدر للشعور بالاضطهاد والتبرير كمن لايذاكر ويرسب، داعيا الى تحويل الحزن الى حالة من الايجابية من خلال الانجاز والانتاج وليس الانزواء والتقوقع.

واشار الى ان الفرح موجود لدى الاطفال بشكل عام وهو الغالب، الا اذا تدخل الجانب الوراثي ونستطيع تعديله بالتدريب والتعزيز والتدعيم، ويستجيب الطفل للفرح من خلال الابتسامة والتفاعل مع الاخرين والانس بهم. الا اذا شاهد الغرباء فقد يبكي وهو امر ايجابي لادراكه الشيء وشبيهه.

ولفت إلى أن الفرح حالة فسيولوجية انفعالية مهمة تؤثر على البناء العقلي والجسمي والنفسي للانسان، وتحتاج الى تحريكها في انفسنا وابرازها عند الاخرين فالابتسامة صدقة، وقال: ”ان الغرب يطبقها، بينما مجتمعنا يراها مريبة ومثيرة للشك وينسب اليها تفاسير ناقصة“.