آخر تحديث: 3 / 5 / 2024م - 1:36 ص

اخصائية نفسية تؤكد على أهمية الحب للطفل المصاب بالوسواس القهري

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - صفوى

اكدت الاخصائية النفسية عبير عاشور على اهمية الطريقة التي يتفاعل بها الوالدان مع الطفل المصاب بالوسواس القهري، وان وجود طفل مصاب بالوسوس يعد من اكثر الامور ارباكا واخافة للوالدين بسبب حبهما وقلقهما على ابنهما.

وشددت في محاضرتها التي القتها في مركز البيت السعيد الثلاثاء الماضي بصفوى، على اهمية توفير الحب والدعم غير المشروط للطفل المصاب حتى يتغلب على تلك المشاعر التي تسبب له الحرج والقلق الشديد.

وذكرت عاشور ان الوسواس القهري هو هواجس وضواغط تتسبب في الاجهاد والشعور بعدم الارتياح، تستنفذ الوقت، وتتداخل مع الروتين والعمل الطبيعي، واوضحت ان تلك الهواجس قد تظهر على شكل افكار وصور او دوافع مزعجة وغير مرغوبة تشغل ذهن الطفل وتقلقه بشكل كبير، وتترجم من خلال طقوس معينة كأن يقوم بغسل يديه عدة مرات مبتدئا باليد اليمنى، ويقطع العملية ويكررها اذا لم تتم بالشكل الصحيح.

واشارت الى انواع الوسواس القهري والتي تتمثل في: الخوف من الجراثيم بلمس الاسطح القذرة والاصابة بالمرض ونقل العدوى، الخوف من الحوادث العرضية نتيجة الاهمال والقلق المترتب اذا لم يغسل يديه ونقل العدوى، الخوف من ايذاء الاخرين لفظيا او بدنيا نتيجة التفكير بذلك والشعور بالذنب لسيطرة تلك الافكار، هوس النظام والهياج حين رؤية الاشياء في غير محلها او انها ليست موجودة في زاوية معينة وفقا للون والحجم في اتجاه معين، هوس العد حتى الوصول لارقام معينه، او عمل اشياء بعدد معين كغسل اليدين 6 مرات.

وبينت ان الهواجس هي تكرار السلوك والافكار، ورغبة الطفل في تكرارها للحد من الاحساس بالقلق الشديد. ومنها: هوس النظافة بالافراط في غسل اليدين حتى التشقق وتكرار غسل الاسنان بالفرشاة، هوس التحقق من اقفال الابواب والكهرباء للتاكد ان كل شيء على مايرام، هوس الترتيب والتنظيم بطريقة محددة للسرير والكتب والغرفة والحقيبة، بالاضافة الى طقوس عقلية يكررها الطفل في عقله ولا يتوقف حتى يقوم بها بشكل صحيح، وهوس الاعتراف للتاكد من ان مافكر به او ماقام به صحيح، ورغبته في التاكد ان كل شيء على مايرام.

وذكرت بعض اعراض واثار الوسواس القهري على الطفل ومنها: تكراره لطقوس غريبه واتباعه لروتين محدد، والانزعاج من عدم تطبيق تلك الطقوس وتاثير ذلك على قدرته على العمل وتضييع الوقت، الالحاح على الوالدين لمشاركته في تلك الطقوس اذا لم يستطيع ادائها بمفرده، الغضب والخجل للتعامل مع تلك الافكار المخيفه والمشاعر الساحقه دون القدرة على فهمها، جفاف اليدين لكثرة استعمال الصابون واوراق التواليت واثر ذلك على فاتورة الماء والكهرباء، زيادة كمية غسل الملابس، زيادة مفرطة للقمامة، غرفة الطفل النظيفة للغاية، تغير في الاداء المدرسي.

واشارت الى نوعين من التدخل الاسري لحل تلك المشكلة ومنها التفاعل الايجابي والسلبي، ويكون الايجابي بنهي الطفل عن اداء تلك السلوكيات، بينما في السلبي يوافق الاهل الطفل على اداء تلك السلوكيات ويشاركونه فيها اذا تطلب الامر لتخفيف حدة القلق عنه، لافتة إلى ان كلا الاسلوبان خاطئان، مع تفضيل النوع الايجابي.

واوضحت ان الطريقة الصحيحة تكون باخبار الطفل ان تلك السلوكيات غير مقبولة، بالاضافة الى وضع جدول زمني ومدة معينه للتخلي عن السلوك تدريجيا وذلك بتشجيع من الام خاصة، داعية الى عدم انتقاد سلوك الطفل لان ذلك سيؤدي الى المزيد من الاجهاد والقلق.

ونوهت الى انه كلما تم الانتباه لمؤشرات المرض منذ البدايه سهل التخلص منه والتعامل معه، ويزداد الامر صعوبة وربما يحتاج للتدخل الدوائي والاختصاصي اذا لم يتم الانتباه للحالة والتعامل معها بشكل صحيح منذ البداية.

وقالت: ”انه في حال تمت مساعدة الطفل على اداء طقوسه الوسواسية فسيحتاج الامر بعض الوقت والممارسة لتغيير هذا النمط، ولتحسن حالة المصاب فلا بد من مشاركة الاهل والاصدقاء في تقديم المساعدة في مقاومة تلك الطقوس والسلوكيات“، لافتة الى اهمية الدعم والاطمئنان والذي لايمكن ان يوفره احد افضل من الاباء والامهات.