آخر تحديث: 13 / 5 / 2024م - 1:43 م

الدكتور الطاهر: نحتاج أطفال يعتمدون على أنفسهم ويقللون الهدر

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - سيهات

أكد دكتور علم النفس مهدي الطاهر على أهمية تعليم الابناء تحمل المسؤولية منذ الطفولة، حتى ينشأوا اقل اعتمادية على الغير، مشيرا الى الدراسات التي اثبتت ان الاسر المفككة افرادها اقل شعور بالمسؤولية والمسؤولية الاجتماعية.

وبيّن في أمسيته التي قدمها إلى 50 سيدة ورجل في مركز رفاه للدراسات والتنمية الاسرية يوم الاحد بمدينة سيهات، ان الشعور بالمسؤولية جذورها فطرية، وغرسها كقيمة واجب يقع على عاتق الاباء.

وقال: ”الابناء وقود وطاقة المستقبل، بينما لانراهم يستشعرون المسؤولية في اتفه مستوياتها كترتيب الغرف وغيره“، مشيرا الى ما تعطيه المسؤولية من شعور باهمية الابداع والانجاز، منوها الى ضرورة محاسبة الابناء على السلوك الخاطئء في وقته كرفض الذهاب للمدرسة.

وعرّف المسؤولية بانها الالتزام بالعمل والاعتماد عليه في ادائه بثقة وتتبعه مساءلة، موضحا ان المسؤولية مفهوم مركب يتضامن فيه عدد من المفردات، كالثقة بالنفس والثقة بالاخر، والقدرة على نقد الذات، واتخاذ القرار، والجرأة والاقدام، والمواجهة.

وبين أن الاهل يستطيعون بناء جذورالمسؤولية في نفس الطفل بالمحبة والثقة والتفاهم والتعاون، وذلك عن طريق غرسها كقيمة تمارس من خلال التنظيم والحث والتعليم، وبالافادة من الاخر وتحمّل مايقوله والتعلم منه، والصبر في تعليمه بالتكرار حتى يمارس السلوك عن طاعة ورضا.

ونصح بممارسة النقد البنّاء الذي يدفع للتفوق حتى الوصول للنجاح، ومنح الطفل مسؤوليات تناسب سنه، والانسحاب والتعديل حتى تناسب المهمة او المهارة وعيه وسنه وميوله وقدراته.

وتطرق الطاهر الى الاليات التي تساعد على تلك المسؤولية ومنها: الاتفاق مع الطفل على السلوك بالتدريج بالكتابة والمراجعة والتعديل، فاذا تهاون نخفف ونصعد بعد ذلك الى مدى ابعد بحسب السن والوعي والميل، التعلم بالمعية والاستفادة من الشعور بمتعة التشجيع في تثبيت السلوك وبالاستفادة من الفترة الحرجة كما في تعليم الفطام او الدخول للحمام، فاذا تجاوزت تلك الفترة الى الامام دون الاستفادة منها يكون تقبله اقل ويدخل في مرحلة التثبيت وتكون لديه مشاكل كمص الاصبع ونحوه.

ودعا إلى منح الاطفال فرصة تقديم المساعدة اذا عرضوها وعدم ثنيهم بحجة انهم صغار مع الاهتمام بهندسة السلوك فما يناسب طفل قد لايناسب اخر، والتعرف على الفرص اللاحقة والاليات المساعدة، متابعة الابناء في الالتزام باداء المهام فالهدف هو تعلم المسؤولية وليس العمل فقط، الاهتمام بالاخرين كما في نصح الاصدقاء والمشاركة المجتمعية.

واستعرض بعض النصائح التي تقوي تلك الاليات: تشجيع الطفل اذا قال ”ساعمل بنفسي“ ومساعدته وعدم ثنيه واستخدام اسلوب توجيه الاوامر، بل تقريب الفكرة له بالطلب منه التفكير فيما يعمل وفي الخطوة التالية، موضحا ان اسلوب توجيه الاوامر مزعج، ويهدم العلاقة وفيه كسر للرجولة.

وحث على تشجيع الطفل بتطوير موضوعاته ومسؤولياته ليخرج من حدود ذاته الى المجتمع ومساعدته بما يناسب سنه وجسمه ونفسه. تعليم الطفل بكتابة برامجه ليوم غد ابتداءا من سن الثالثة او اقل من خلال سؤاله ”ماذا ستعمل غدا.. وما ذا بعد،“ مشيرا الى ان تعويد الطفل على وجود هدف مع وضع خطوات اجرائية بسيطة يساعد على خلق جيل اقل فوضى واكثر ثقة بالنفس واكثر طاعة وصدق.

ونبه من استخدام المال كمعزز خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة فالاثر الذي يتركه الانجاز هو الوازع، وتقدم الامور النفسية من الاحترام والتقدير على الأمور الشرطية، محذرا من انتقاد الطفل امام الاخرين.

وذكر بعض المسؤوليات التي باستطاعة الطفل القيام بها بعمر «سنه - سنه ونصف»: كاختيار ملابسه، موضحا انه ليس لنا التدخل الا في مسألة الاشارة الى اللون، اختيار طعامه وكميته بنفسه، واشار ما للاختيار من اثر في نمو الارادة، تناول الطعام بنفسه او بمساعدة، الكتابة والرسم، سؤاله قبل الخروج عن حاجته للحمام، واشار الى امكانية مساعدته في الضبط من عمر «ست شهور» بحسب بعض الدراسات وبالاستفادة من عملية الاقتران والمتابعة.

وأكد على ضرورة الاهتمام بالابناء بكل الصور، وتهيئة سلوكهم واعطاءهم المزيد من المسؤولية، حتى يستفيد منهم المجتمع.