آخر تحديث: 13 / 5 / 2024م - 3:55 م

الدكتور الطاهر: الغيرة عاطفة إنسانية ينبغي توظيفها إيجابيا

أرشيفية
جهات الإخبارية سوزان الرمضان - سيهات

اكد دكتور علم النفس مهدي الطاهر ان الغيرة عاطفة انسانية طبيعية واستعداد موجود لدى الانسان، ينبغي توظيفه في الناحية الايجابية، بينما تكون مدمرة اذا انصب التفكير عليها طوال الوقت في بعدها السلبي.

جاء ذلك في محاضرته الأسبوعية التي يلقيها للسيدات يوم الثلاثاء تحت عنوان "دروس في علم نفس القرآن الكريم“، وذلك بتنظيم دار الفرقان لعلوم القرآن بالتعاون مع رفاه للدراسات والتنمية الاسرية بمدينة سيهات.

وذكر ان الغيرة اضطراب معقد ويمكن استخدامها في تحسين الوضع الاسري والمالي والنفسي لزيادة المحبة بين الزوجين والمنافسة والحث على الحركة نحو تعديل الواقع النفسي، وقال: ”اذا لم نحسن استخدامها فقد تتحول الى مرض وكره محكوم بظنون، ومباني نفسية سيئة، وعبء تاريخي قديم يؤثر في ظهورها“، لافتا ان الروايات الدينية امتدحت الغيرة، وعدّتها من مكارم الاخلاق، وثمرة للشجاعة، وان الانسان بلا غيرة لا دين له.

وذكر الطاهر انواع الغيرة، طبيعية: كغيرة الرجل على زوجته ودينه وعرضه ونفسه وماله، وغيرة الاخ على اخته في الحدود الطبيعية، وتعتبر عامل مساعد في الحفاظ على العلاقات، وانذار للاستيقاظ لاعادة المودة بين الزوجين، وحركة للانسان نحو تعديل العمل واخذ المكان المناسب داخل الاسرة والاصدقاء والاخرين في بعدها الايجابي.

ووصف الغيرة غير الطبيعية بالمضطربة، وهي مرضية او نفسية او وهمية وتتحكم بها عدة عوامل كالشعور بعدم الامان، والتهديد، وعدم النضج، مشيرا الى تدرجها في من الكدر والكره والحقد وقد تصل الى الرغبة في القتل كما في قصة اخوة يوسف وقد تكون من الهوس الذهاني المزعج، فلابد من معرفة مصدرها، ومن اين جاءت، وهل هي سوية، وكيفية التقليل منها.

ولفت إلى أن الانسان قد يشعر بمتاعب جسمية غير مبررة وقد تعود لسبب نفسي، ومن اثارها زيادة في معدل ضربات القلب بسبب الافرازات الكيميائية وتفرز وقت الخوف او الشعور بالتهديد، الجفاف، الشرود، وعدم التركيز، مشيرا الى ان اثارها النفسية اكثر ضررا، وتتفاقم بالاهمال الى امراض جسمية كالشقيقة والصداع والقولون ومشاكل النوم، واختلال الدورة الشهرية، ضعف الشهية، ضعف التركيز في العمل والعلاقة الزوجية، وتتحول الى سلوكيات غيور في توجيه الاتهامات، والتفكير المستمر، والانتقاد، وتؤثر في الرفاه الشخصي.

وتطرق الى اهم اسباب ظهورها وهي التنشئة الخاطئة، وعدم امتلاك ثقافة التعامل مع الطفل الجديد بتهيئة الامر للطفل الكبير والذي سيحاول بدوره الدفاع عن حقه وذاته واهمية وجوده في المنزل، عدم الكفاية والنضج والشعور بالنقص، منوها الى اهمية التحدث مع الابناء والاقتراب الجسدي وتقديم الرعاية واللعب والاهتمام حتى لاتنمو جذور غيرة قذرة، والابتعاد عن الحديث الداخلي السلبي الذي توارثناه اجتماعيا ونورثه لابنائنا مثل قول ”حظي سيء، انا مقرود“.

ودعا الطاهر الى التقليل من التحقير الذي يجذب الكثير من الاحباط، موضحا اثر الغيرة في تسهيل الاصابة بالامراض وعلى استقرار الانسان وراحته النفسية في الخوف اللاعقلاني، كخوف الزوجة من ارتباط زوجها باخرى، وخوف المراهق من ان يؤخذ منه صديقه، والطلاب في المدرسة في التفوق.

واوضح ان العلاج في الحالات الاعتيادية يكون من الوالدين بعدم التمييز بين الاخوة، والابتعاد عن التفكير السلبي في التفكير في الطلاق من الزوج لهزيمة الغيرة، فاذا أصر الزوج على الارتباط باخرى، فبالامكان الارتفاع إلى التفكير في الرغبات البدنية الثانوية الخاصة بالاشباع الجنسي واعطاء فرصة للاخرين في اخذ نصيبهم من الحياة ورؤية انجابهم امامهم، والتفكير في التعامل مع الغيرة من خلال الحوار، وتبادل الراي، والشفافية، وتوضيح الامور، ونصح بالابتعاد عن النقاش الحاد بين الزوجين.

ولفت الى اهمية مراعاة الزوج لمشاعر زوجته خاصة اذا كانت لديها بوادر غيرة، في تقليل الزوج البقاء في الخارج لمدة طويلة وكثرة السفر، واخبارها اين يذهب، واذا كان سيتاخر، موضحا ان ذلك ليس من الخصوصية بل من الاداب، ومما يعطي ثقة في الشريك، وان على الزوجة الاستئذان من زوجها قبل خروجها قطعا لحبائل الشيطان كما ورد في الشارع المقدس.

وبين ان الغيرة في الحالات المرضية تحتاج الى علاج نفسي وسلوكي معرفي بالتلقين من ”لعن الشيطان، والخروج من الحالة الخصوصية في حديث النفس الداخلي“، اما اذا كانت الحالة المرضية شديدة فتحتاج الى مضادات الذهان.