آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 12:09 م

الشيخ اليوسف يشيد بصور الإيثار في المجتمع القطيفي

أرشيفية
جهات الإخبارية

أشاد الشيخ الدكتور عبدالله اليوسف في خطبة الجمعة بنماذج وصور من الإيثار في المجتمع القطيفي، مؤكدا على أهمية المبادرات التطوعية والإشاداة بها وبالنماذج الطبية في المجتمع للإكثار منها.

جاء ذلك بعد تبرع أحد الأشخاص بمنزله لصالح عائلة فقيرة، وتبرع أحد المقبلين على الزواج مؤخراً بتكاليف حفل الزواج لصالح عوائل فقيرة، وحالات عديدة للتبرع بالكلى أو بالدم لصالح المرضى.

واعتبر الشيخ اليوسف أن الإيثار صفة من صفات الكمال الأخلاقي، وفضيلة من أعظم الفضائل الأخلاقية، وخصلة رائعة لا يتحلى بها إلا أصحاب النفوس النظيفة، والقلوب الرقيقة، والعقول الكبيرة.

وأشار إلى أن الإيثار من أرفع درجات الكرم والجود، لأنهم قد بلغوا بإيثارهم قمة الكرم، فجادوا بما لديهم مع أمّس الحاجة إليها، وآثروا غيرهم على أنفسهم متحملين مصاعب العيش وآلام الفقر والحاجة.

وتساءل: ”كم هو فرق شاسع بين من يعطي ما يحتاج إليه وبين ذلك الشخص الذي لا يعطي وهو لا يحتاج، مع قدرته على العطاء والإنفاق والبذل؟“.

وأوضح أن القرآن الكريم قد أشاد بفضل أهل الإيثار قائلاً: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ، فالمؤثرون على أنفسهم مع حاجتهم إليها ﴿خَصَاصَةٌ يعتبرون في أعلى مراتب الكرم والإحسان.

وشدد على أن هذا التأكيد الديني على قيمة الإيثار وفضيلته والثناء على أهل الإيثار، إنما يدل دلالة بليغة على أن الإيثار صفة لا يتحلى بها إلا القلة من صفوة الرجال والنساء.

وتحدث عن إيثار السيدة فاطمة الزهراء ، حيث ضربت أروع الأمثلة في التحلي بفضيلة الإيثار، فكانت خير من يؤثر على نفسها اقتداء بأبيها رسول الله الذي كان يؤثر الآخرين على نفسه مع حاجته لذلك.

وذكر مجموعة من الأمثلة في حياة السيدة الزهراء التي تدل على إيثارها، ومنها عندما تبرعت بثوب عرسها ليلة زفافها، وهي ليلة العمر، التي تحرص الفتاة عادة على الظهور يمظهر الزينة والجمال، إلا ان السيدة فاطمة آثرت فتاة فقيرة على نفسها، فنزعت ثوبها زفافها وتبرعت به لفتاة فقيرة من الأنصار.

ولفت إلى أن الإيثار لا يقتصر على الجوانب المادية فقط بل يشمل كل الجوانب فيمكن أن يكون بالوقت أو الدعاء أو الراحة أو أي شيء آخر فيه خدمة للآخرين وإسعادهم؛ وهذا ما نجده عند السيدة فاطمة الزهراء التي كانت تدعو لجيرنها قبل دعائها لنفسها وتقول «الجار ثم الدار».

وتابع بالقول: ”هذا يعني أن السيدة الزهراء كانت تفكر في الآخرين قبل أن تفكر في نفسها، وتهتم بحوائجهم قبل أن تهتم بحوائج نفسها، وتعيش هموم الناس وآلامهم قبل همومها وآلامها، وهذا لا يقوم به إلا أصحاب الرسالات السماوية، ومن بلغوا أعلى مراتب الإنسانية، وتحلوا بأعظم الفضائل الأخلاقية“.

وختم الخطبة بالتأكيد على حاجة المجتمعات حتى تتقدم وتتطور إلى أناس يتمتعون بصفة الإيثار، فيؤثرون سعادة الناس على إسعاد أنفسهم، وراحة الناس على راحتهم، وخدمة المجتمع على خدمة أنفسهم.