آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 10:41 م

الدكتور الطاهر يدعو إلى غرس ثقافة الإعتذار عند الأطفال

أرشيفية
جهات الإخبارية سوزان الرمضان - سيهات

أكد الدكتور الطاهر على أهمية ثقافة الإعتذار للجنسين، منوها الى أثر الإعتذار في إعادة العلاقات وتحسينها، وانه فن له قواعد، ومهارة بالإمكان تعلمها.

وبين الطاهر في محاضرته التي ألقاها الثلاثاء الماضي ضمن ”دروس في علم النفس في القرآن“ بتنظيم دار الفرقان لعلوم القرآن ومركز رفاه للدراسات والتنمية الأسرية بسيهات، ان الإعتذار فعل نبيل وكريم ولايقتصر على الكبار للكبار، أو من الصغار للكبار، بل من الكبار للصغار أيضا، وقال: ”لابدمن غرس قيمة الإعتذار التي تقل في مجتمعاتنا خاصة من الذكور للإناث في وجدان الطفل منذ الطفولة من خلال الممارسة والتلقين“.

ولفت الطاهر إلى أن ذلك التلقين يحتاج إلى خطوات عمليه واعية، فلا ينفع أن نعاقب ونذم ونمدح ونكافيء السلوك في ذات الوقت، فلا بد للقلوب أن تهدأ أولا، مع الأخذ بعين الإعتبار أن لكل شخصية كيان وسمات نفسية مختلفة، فما يصح اتخاذه مع فلان قد لايصلح مع آخر.

وأوضح أن كثرة الإعتذار وعدم الإستفادة من التجارب السابقة يعد من الحمق، لافتا الى أهمية المحافظة على المنطقة الأمامية من الفص الجبهي فوق العين، حيث أظهرت مسوحات الدماغ زيادة في نشاط منطقة «OFC» عندما يشعر الانسان بحالة الندم، وقد تكون مسؤولة عن مقارنة النتائج الحقيقية، مع البدائل المتصوّرة، إلا ان المرضى الذين حدثت لهم اضرار في هذه المنطقة من الدماغ لا يشعرون بالندم، ولا يتعلمون من تجربتهم.

وأشار إلى فائدة الندم في الإنضباط الذاتي، والتقويم الشخصي، والتخلص من الشعور بالغضب وتوجيه الشحنات السلبية تجاه الذات والوقوع في الأمراض النفسية كالوسواس، والشعور بنقص الكفاءة الذاتية.

ولفت إلى ضرورة الاستفادة من بعض الأزمنة والأمكنة في دخول الانسان في حالة الاستغفار والندم، وإلى أهمية التواجد مع الجماعة في مجال تعديل السلوك، واستجابة الدعاء كليالي الجمعة والوقوف بعرفه.

وأوضح أن بنية الندم تقوم على عدة أمور ومنها: حرية الاختيار وهي اقرار النادم بامتلاكه عدة بدائل لكنه لم يختر الصائب وفيه تحرك للإرادة لترك الخطأ، الإقرار بالمسؤولية في رغبته تحمل تبعات عمله، تمني عدم الإتيان بذلك السلوك والقدرة على شطبه، العزم على عدم تكراره، الشعور بالحزن والألم والحسرة والتأنيب، التكفير عن الخطأ.

ولفت الطاهر إلى أهمية الندم والعفو في إعادة الإستقرار الأسري وفي التئام الجروح العاطفية، منوها إلى عدم اقتصار الإعتذار على كلمة الأسف، بل في إعادة اللحمة العاطفية بتغيير السلوك المطلوب بين الزوجين.