آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 9:02 م

ستيني ينقش جدران مزرعته في التوبي

جهات الإخبارية مريم آل عبدالعال - تصوير: بندر الشاخوري - التوبي

لم يلتحق بمدرسة، ولم يعاين أعمالاً فنية أو يتأثر بحس الفنانين المرموقين، إبراهيم الميلاد ”أبوخليل“ قطيفي أمي من أبناء التوبي، لم يهوى الزراعة كأبيه لكنه عشق الفن التشكيلي وخلق من مزرعته التي تربى فيها وورثها عالمه الخاص، يطلبونه للتدريس في فصول التربية الفنية ولكنه يصر على أن الرسم لا يُعلم.

في مزرعته الكائنة على مقربة من حمام أبو لوزة الأثرية في بلدة التوبي، 7 أمتار من سور مزرعته منقوشة بالطيور والزخارف الشعبية، كل متر فيه عدة حكايات ودروس فنية، ممزوجة بعناية في تنوع لوني مدروس بدقة، تتداخل فيها الخامات البارزة من الحصى والرخاميات.

حول ”أبوخليل“ المتقاعد ذو - 66سنة - هروبه من مصاعب الحياة ومعتمداً على حسه الفني وحده إلى جداريات شعبية مطعمة بالفسيساء، مستخدماً تقنية ”الضرب بالريشة“ في الرسم، عاكفاً في مزرعته التي لا تبعد عن منزله سوى عدة خطوات منذ أكثر من 5 سنوات.

يختلي بلوحاته بين الصباح والظهر وأحيانا من الظهر للعصر حسب رغبته ومزاج هوايته، وقد يستغرق أحياناً فقط 15 دقيقة، لم يمارس الهواية في غير مزرعته ويرفض أن يرسم في مكان آخر، حيث يجد أن ما يرسمه من هواه قد يعجبه في لحظة ما ويغيره في أي لحظة، مؤكداً ”العمل يحتاج لصبر وتضحية وتخيلات تصورية للشكل النهائي للعمل“

ركن ”ماء السبيل“ الذي حوله لتحفة فنية وكان نقطة بداية هذا المشوار، واقفاً بقرب السور ستصادفه في أي ساعة من ساعات النهار يحرك سلمه على امتداد جدران مزرعته حاملاً ريشته وعلبة الطلاء.

يقوم بإدخال الرخام بعد تكسيره، و”خرز“ المسابيح، وأغطية القوارير، معيداً تدوير الأشياء المستهلكة والفائضة عن الحاجة، حيث يضيفها للوحاته لتعطي بعداً ثلاثياً أو انعكاساً خاصاً من أشعة الشمس، ويعمل في عدة مشاريع فنية في مزرعته لا تقتصر على النقش، ويتقن سف الخوص.

الميلاد متقاعد منذ 23 عاماً لم يدرس الفن يوماً يقول عن تعليمه: ”بداية تعليمي عند المعلم، كنت عند امرأة تغسل الموتى يقال لها «أم مسلم» وكانت توزع الفواكه على طلابها ولم أكن أعرف تناولها ولم أعرف كيفية الدراسة بسبب وجود الفتيات، وخوفي من الموتى.“ لكنه انتقل للقطيف وأكمل تعليمه في ”معلم“ بالقطيف لم يلتحق بمدارس التعليم العام وبعدها عمل لدى الدفاع المدني 14 عاماً.

رفض العديد من عروض التدريس لمدارس ولجان وأفراد ويرى أن الرسم عطاء الواحد لنفسه، لا لغيره، مبيناً عدم قدرته على تعليمه إنما يرحب بدعم من يجد لديه نزعة الرسم، مبدياً مبادراته لمن يمتلكها ويحتاجه كمشرف ذوقي، أو لمن يريد أن يُدعم بالأصباغ، علاوة على استطاعته توفير المكان المهيئ لمن يرغب.

بدأ الرسم مستخدماً الأصباغ الخاصة بالمباني، لم يترك جداراً في المزرعة بدون تجربة وفكرة، ثم صار يمزج الأصباغ ويصف هذه البداية بقوله: ”الانسان لو امتلك الوسائل مبدع إذ أن هنالك أصباغ استطعت تركيبها وأنا لا أملك النضوج الدراسي، عدما تبدأ هواية لا يشترط أن تكون دارساَ ما تفعله، ها أنا صرت أمزج الألوان، الكمبيوتر يطبق كل ما تريده ولم يكن موجود من من قبل، لكنا قبله كنا نستخدم أدمغتنا“.

يشرح الميلاد عملية مزج الألوان وكأنه اكتشاف خاص، ويتحدث كمن يحمل شهادة تربية فنية: ”مزج الأصباغ يتقنها من يملك هواية أولاً والتجربة ثانياً، بعض الأصباغ تعتمد على اللون الأبيض، وتستخرج بالأبيض على الأقل 3 ألوان من أي لون“.

يحكي عن هوايته بقوله: ”أعمل تناسق ألوان في الجدار، أركب الألوان حسب ذوقي، أرسم طيور، وأشجار وخرفان، هي هواية منذ أن كنت يافعاً، تركتها وعدت منذ ما يقارب 5 سنوات، واستخدم عدة ألوان مثل «الطاري» الأصباغ النارية حسب ما هو موجود في الأسواق.“.

يضيف: ”لا أستطيع وضع صبغ مرة ثانية إلا عندما يجف وهنالك أمور عند تركيبها ورسمها أسير على ما يوجد بمخيلتي، استخدم الحصى «الكنكر» لأن المادة قليلة، أما الفسيفساء يتم تركيبها مع بعض لتظهر مثل اللوحة الفنية وهي خيالات، وابن آدم حينما يجد التشجيع تصبح الهواية ذات قيمة أكثر“.

ويعرب عن حبه لهوايته: ”أحس باعتزاز واستمتاع في عملي، ويساعدني في تضييع وقتي والهروب من مصاعب الحياة.“

يذكر أن الميلاد ولد في عين الخباقة ”توازي عين الخباقة“ وكانتا عينان إحداهما للنساء وردمت اليوم، أما الأخرى للرجال ولا زالت، وتربى في مزرعته في بلدة التوبي التي ورثها عن أبيه الذي ورثها عن أجداده، ولديه اليوم 4 بنات و7 أبناء.




































ستيني ينقش جدران مزرعته في التوبي

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
السيدة أم هاشم
[ القطيف ااسعودية ]: 25 / 3 / 2018م - 6:38 ص
وضحوا التناقض لم يلتحق بمدرسة
وبعدين أكمل تعليمه بالقطيف
2
ر ع
[ القطيف / القديح ]: 25 / 3 / 2018م - 12:43 م
سيدة أم هاشم

- لم يلتحق بمدرسة (فنية)

- في مدارس القطيف أكمل تعليمه (التعليم العادي) وبعدها التحق بالدفاع المدني


هذا المقصود من سياق الحديث



~~~


وتحية له
أتمنى من البقية الحذو حذوه في هذا المجال فلدينا تراثنا وفننا الإسلامي والعربي ولسنا بحاجة للإنبهار وتقليد الرسومات في شوارع لوس انجلس واعتبارها الشيء الوحيد الذي يُرسم على الجدران! طريقتهم لاتناسب ثقافتنا وشكله بشع على جدران شوارعنا
أتمنى من البعض المتحمس لذالك الفن أن يفكر في الموضوع مرة ثانية فلدينا فن عربي واسلامي أجمل بمراحل ولسنا بحاجة لاستيراد كل صغيرة وكبيرة

سبق وقلنا أكثر من مرة وظفوا الفنانين والخطاطين لزخرفة وتزيين جدران الشوارع والأسوار والمصابيح.......ولكن تفاجأنا باستئجار فنان غريب ليحول أحد الجداريات لأحد حواري لاس فيجاس!!!!!