آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 12:27 ص

الدكتور السريحي يدعو إلى العودة بالشعر إلى لغته المنسية لبناء عالم بديل‎

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - تصوير: سلمى العبيدي، أحمد الصرنوخ - الدمام

دعا الدكتور سعيد السريحي إلى عدم التوقف أمام الروايات المتكررة في كتب التاريخ وأخبار الأدب وقراءتها من حيث الصحة والخطأ والكذب والصواب، بل النظر لها في ”دلالتها“ والتصور الذي يوثّق علاقة الشعر بالتجربة الإنسانية.

الدكتور سعيد السريحي - ابن المقرب الادبيجاء ذلك في الأمسية الشعرية التي نظمتها جمعية الثقافة والفنون بالدمام بالتعاون مع ملتقى ابن المقرب الأدبي مساء أمس بمناسبة يوم الشعر العالمي في جمعية الثقافة والفنون.

وحضر الامسية عدد من الأدباء والمهتمين، وأدارها الشاعر زكي السالم.

وتضمنت الأمسية محاضرة أدبية للدكتور سعيد السريحي بعنوان "الإنسان شاعراً" ، وقراءات نصية للشعراء "إبراهيم الحسين، حبيب المعاتيق،عبد الوهاب الفارسي وعبد المجيد الموسى".

وتطرّق الدكتور السريحي إلى رواية ابن عساكر عن الشعر المذكور على لسان أبينا آدم ، منوها إلى عدم تقييم الخبر من حيث الصحة والخطأ، بل النظر إليه فيما يعنيه من دلالة لأصالة الشعر، ووجوده منذ التكوين ”بالطبع“ وليس بالإرث.

وأشار إلى ولادة الشعر من رحم المعاناة ”فليس من المتصور أن يمر أبينا آدم بما مرّ به ولا يقول الشعر بعد ما تعرض له من الطرد والفقد وكل التغيرات التي شهدها.. تغيرت الارض وماعليها..“.

ولفت إلى قدسية الشعر لدى العرب والطقوس التي يمارسونها في حضرته، والتي لاتعود إلى كونها شارحة لما خفي في النصوص المقدسة، بل تغدو هي بحد ذاتها نصا مقدس.

الدكتور سعيد السريحي - ابن المقرب الادبيوبين أن إسناد خبر الشعر إلى النبي آدم ، ونقله عن بن عباس والامام علي ، يعطيه تلك الدلالة.

وأوضح ان الحنين إلى الفردوس والسلام المفقود إحدى مهمات الشعر الذي يساهم في إعادة صياغة العالم بعد رصد ”القبح“ ووضعه في دائرة الوعي به، كي لانتعايش معه أو نتجاهله.

وأشار إلى إحساس الشعر بانتمائه لعالم مختلف عما يحيط به يؤسس لعلاقة متوترة بين الشاعر وواقعه، فيرمي إلى كشف ستر الواقع وليس بالضرورة من خلال المواجهة، ويكفي إقامة عالم من الجمال والمثال لرؤية النقيض والمقارنة.

وذكر أن التأسيس للفردوس المفقود ليس بالضرورة أن يكون بكشف الجمال للعالم، فليست مهمة الشعر تجميل القبح، بل فضّ القبح الذي ألِفناه ولم نعد نراه.

وشدّد على اهمية اللغة في بناء ”عالم بديل“ بعد تنقيتها مما أصابها من لغة الواقع اليومي والتي تموت بمجرد استخدامها، وإلى العودة بها للغة الشعر العطشى للفردوس والتي تحتضن ”الرؤية الكلية للانسان“.

وقال ”كان يستحضر روح كلية تهيمن على العالم، يتشارك فيها الحياة مع من حوله، روح تسكن كل الموجودات، وتجعله ينتمي لها، ولم ينتزعها المنطق مما كانت تحيا به ومعه وفيه“.

وأشار إلى أهمية فكّ الشعر لأسارِ اللغة من المنطق الذي هيمن عليها ”نقض للعقل الممنطق“ وما استقر عليه التفكير، لتعود النخلة خالة، والأرض أمّا رؤوم، والحجر كعبة تسكنها الأرواح، ليستعيد الشعر تلك اللغة المنسية.