آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 1:36 م

الدكتور الطاهر يدعو إلى تضعيف تضخّم الأنا عند أفراد المجتمع ومحاربة الزهو

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - سيهات

حذّر الدكتور مهدي الطاهر من غلبة صفة الزهو في الإنسان، مشيرا إلى وجود فرعون في بنيته النفسية، وإلى ضرورة تغليب موسى عليها، وأن المواقف تبرزها وإن تم نكرانها بالألفاظ.

ودعا في محاضرته «دروس في علم النّفس في القرآن»، التي ألقاها بمركز رفاه بالتعاون مع دار الفرقان لعلوم القرآن مؤخرا، إلى تضعيف تضخّم الأنا عند الصغار والكبار من خلال التربية بالمحبة وتقبل الآخرين.

وأشار إلى غياب التدين في المعاملات والممارسات السلوكية، والذي يبرز في كثرة الشكاوى التي ترد للمختصين بسبب الجفاف التربوي والأخلاقي والعاطفي وسوء الرعاية من قبل الأزواج.

وبين بأن الزَهو «حالة إنفعالية معقدة من الإعجاب بالنفس، والغرور والشعور بالتعاظم والكبرياء، وهو سمة من سمات الشخصية السلبية التي تفتقر للتواضع، وتصل إلى الانتفاخ عن الإستماع للآخرين».

ولفت إلى الإرتباط بين صفتي التكبر والزهو، فالتكبر «إظهار عظم الشأن ورفع النفس فوق الإستحقاق»، والزهو هو «رفع الشأن على مايقتضيه الإستعمال، من مال أو مكانة أو جاه أو أولاد أو بالإنتماء لقبيلة أو لمنطقة معينة».

وبيّن أن الزهو من العناصر المكوّنة للعجب، ومفردة بنائية له، من ضمن عناصره الأخرى مثل التيه والتكبر والخيلاء والشموخ.

وأوضح الفرق بين التكبُّر والعُجب في قول الشيخ الغزالي: «الكبر يستدعي متكبَّر عليه، ومتكبّر به، ولايستدعي المعجب غير نفسه، ولو خلا العالم من غيره لأُعجب بنفسه».

ونوه لاحتياج المتكبِّر وجود الآخر ليتكبَّر عليه، لافتًا إلى أن المعجب قد يصل إلى حد مطالبة الله بالثواب نتيجة شعوره باستحقاق عمله.

وأشار الدكتور الطاهر إلى سقوط العاِلم حين يُعجب بنفسه.

وتطرق إلى أهمية الصحة النفسية العالية البعيدة عن الصفات الأخلاقية السيئة كالحسد والحقد والكراهية والغيبة والتي تزعج البنية النفسية، وترفع مستوى الأدرينالين وتؤثر في استقراره النفسي.

وأشار للبعد النفسي في العجب، والذي لا يبطل عمل الإنسان الأخروي فقط، بل يؤثر في دنياه من عدم إنتاجيته في المجتمع، ومخالفة الدين فيما دعا إليه في عدم التوقف في قدراته، نتيجة شعوره بالزهو والعجب لما وصل إليه من عمل.

وأكد على أهمية تفعيل حالة الإفتخار الإيجابية، والتي تقود للشعور بالرضا عن الإنجاز وطلب المزيد، بالاضافة إلى فخره بإنجازات أبنائه وأفراد مجتمعه، ورضاه عن الصفات التي حظي بها.

ولفت إلى أن تغير البيئة النفسية، يرتبط بتوفيق الله في العمل، وما يعطيه ذلك من شعور بالعزة والكرامة والفخر الإيجابي، والقيمة والشرف، واحترام الذات فهي «رؤية إيجابية للذات، وصورتها، وهويتها واعتزازه بذلك والإيمان بايجابيتها، بعيدا عن الغرور بعكس العجب والزَهو الذي لايدفع للعناية بالآخر، ولا الاستفادة من توفيق الله».

واشار إلى البعد النفسي في عدم العجب المتمثل في الثقة بالله والتوكل عليه وأنه سبب التوفيق، مما يجعله يمارس المحبة للآخرين ويبتعد عن الكراهية والعدوانية، ويدفعه للتقدير الحقيقي لقدراته وعدم الدخول في الخيلاء والإنبهار المدمر، للإرتباط بالعمل مع الآخرين دون التركيز على الأنانية، أو في حدود ما يُعجب به من مال أو جاه.

وأكد على أنه يساهم في تحفيز الآخرين المبني على المحبة والتعاون والافتخار بإنجازاتهم، وعدم الإعجاب المحبط بالعمل.

ولفت إلى أن العلاج يكمن في عودة الإنسان إلى أصوله البيولوجية، وتذكر خلقه من طين، وعدم نسيان فضل الله ورحمته وتوفيقه، واستبدال العجب بالتواضع والفخر الإيجابي المرتبط بالله، بعيدا عن المسطرة الطويلة العريضة من العظمة والكبر وغير ذلك من هذه الحدود.