بحكم قضائي: القهوة «تسبب السرطان».. ومختصون: لا دليل على ذلك
نفى عدد من المختصين الصحيين صحة تسبب القهوة بالسرطان، وذلك بعد إن انتشار إدعاءات تفيد ذلك أثر إلزام أحد القضاة في كاليفورنيا لكل من مقهى ”ستاربكس“ و”دانكن“ بكتابة عبارة تحذيرية تفيد بأن القهوة مسببة للسرطان.
وأثار هذا القرار استياء عشاق القهوة، وكذلك بعض المختصين الصحيين بسبب نشر المعلومات الصحية المغلوطة في مختلف أرجاء العالم، والذين حاولوا نفي وتفنيد هذه المعلومة عبر بث فيدوهات وتغريدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تشرح وتوضح فوائد حبوب القهوة والبن.
وجاء قرار الإلزام بعد رفع عدد من المتطوعين في كاليفورنيا دعوى ضد سلسلة «ستاربكس» المختصة ببيع القهوة، الذين زعموا بتعرض القهوة أثناء عملية التحميص لمادة «الأكريلاميد» التي تسبب للسرطان، حيث طالبت المحكمة بائعو القهوة بإثبات عكس ذلك، لكن عدم تمكنهم من إثبات أن المادة غير مسرطنة ألزمهم بكتابة عبارة تحذيرية على جميع المنتجات كما هو الحال مع علب السجائر.
وأوضحت الجمعية الوطنية للقهوة لصحيفة نيويورك تايمز، إن الشركات تدرس تقديم طعن على هذا الحكم، معلنة بأن هذا الحكم مضلل وان الحكومة الأمريكية نفسها لديها إرشادات غذائية خاصة تنص على أن القهوة جزء من نمط الحياة الصحي.
ومن جهة أخرى، ذكرت الطبيبة جمانة المشيخص أنه لم يثبت علميا بأن القهوة تسبب أي نوع من أنواع السرطانات، إلا أن بعض الدراسات أثبتت بعض العلاقات غير الأكيدة بأن الكافيين قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي كونه يعتبر مضاد للأكسدة، ولكن مازالت هذه الدراسات تحتاج إلى الكثير من التدقيق.
وذكر اختصاصي التغذية علي الحداد أن القهوة قد تسبب الأرق والسهر وممكن التعامل معها بالتقليل من شربها، أو قطعها قبل 3 إلى 6 ساعات قبل النوم، مستنكرا ما يتم تداوله حول تسببها بالسرطان.
ولفتت طبيبة النساء والولادة سارا آدم إلى أن القهوة قد تلعب دورا سلبيا على صحة المرأة نتيجة لوجود الكافيين إلا أنه هذه السلبية لاتصل إلى حد السرطان، مبينة أن بعض السيدات قد تشعر بآلامٍ في الثدي نتيجة تناول الكافيين بشكل مبالغٍ سواء أكان مصدره القهوة أو الشوكولاته.
وأشارت اختصاصية التغذية العلاجية والرياضية ريدة الحبيب إلى أن القهوة الطبيعية بدون إضافات هي جيدة للصحة وتقلل نسبة الكوليسترول وتجمع الدهون الثلاثية في حال تم استهلاكها بكمية معتدلة في اليوم، منوهة إلى أن نسبة استهلاك الكافيين المعتدلة في اليوم تتراوح مابين 350 - 450 ملجرام.
وأوضحت لـ «جهينة الإخبارية»، أن مادة «الأكريلاميد» تتولد بشكل طبيعي في تحضير الأغذية وهي في الأصل تفاعل سكر مختزل مع حمض أميني موجود بشكل طبيعي في الأطعمة.
وقالت: ”هناك مصانع أغذية تستخدم بعض المواد ومنها الأكريلاميد لتعطي كثافة أو قوام معين للأغذية مثل القهوة والشوكولاته والبطاطس والمكسرات والمعجنات“.
وتابعت: ”بالفعل استخدام هذه المادة بكثرة يسبب الضرر، نحن بحاجة لمعرفة المقدار الذي يصل بنا إلى مرحلة الخطر، ولكن أعتقد أن معلومات مقدار الكمية المستخدمة في القهوة هي عند باعتها“.
ومن جانب آخر، ذكر نسيم العبد الجبار -مالك أحد المقاهي- أن مادة «الأكريلاميد» تتكون مع عملية التحميص الداكنة جدا لحبوب القهوة والمستخدمة عند الشركات التجارية الكبيرة مثل «ستاربكس»، وكذلك في القهوة التركية.
ولفت إلى أن المقاهي المختصة تعتمد في تحميصها على الدرجة المتوسطة والفاتحة في معظم قهوتها فلا تتكون هذه المادة عند تحضيرها. مشيرا الى أن مبيعات القهوة في المقاهي المختصة لن تتأثر تجاريًا أو اقتصاديًا جراء ذلك.
