آخر تحديث: 15 / 5 / 2024م - 7:40 م

الناقد الحايك: الفيلم الوثائقي يملك قوة التأثير والانتشار الجماهيري.. معتمداً على الواقع

جهات الإخبارية تصوير: أحمد الصرنوخ - الدمام

أكد الناقد عباس الحايك أن الفيلم الوثائقي يملك قوة التأثير والانتشار الجماهيري، يرجع إلى ثرائه التعبيري، ويعتمد على الواقع وسيولة إدراكه من قبل المتلقي لأن "الأفلام الوثائقية جزء من وسائل العالم التي لا تساعدنا فقط على فهم عالمنا، ولكن على استيعاب دورنا فيه والتي تشكلنا بوصفها وسيلة اتصال جماهيرية».

ويرى أن مخرج فيلم ”أبو ناصر“ اعتمد على تنويع اللقطات وأحجامها، ولم يتوقف عند كادر واحد، بل حاول تغيير الزوايا والأمكنة بهدف كسر الجمود البصري ومحدودية اللقطات في الورشة.

جاء ذلك خلال عرض ومناقشة الفيلم الوثائقي «أبو ناصر» للمخرج حسن الجيراني، في جمعية الثقافة والفنون بالدمام.

وكان الفيلم عبارة عن سرد لحكاية أبو ناصر وسيرته الذاتية، اهتماماته والمواقف التي عايشها في حياته المهنية.

وتكمن أهمية هذه السيرة في كونها انعكاس لسيرة جيل، عايشوا بدايات شركة أرامكو والتحولات التي طرأت على المجتمع، تحولات اجتماعية واقتصادية ووظيفية، حيث انتقل العديد من أبناء المنطقة من ممارسة مهن وحرف كالصيد والزراعة إلى موظفين في الشركة الوليدة، وما تبعها من تبدلات على المستوى الاجتماعي والاقتصادي.

وقال الناقد عباس الحايك عن الفيلم «الفيلم قام بسرد سيرة أبو ناصر منذ الشباب وحتى وقتنا الحالي بمرح بالغ، يضفى على الحكايات التي يسردها ظرافة تبعاً لشخصيته المرحة الملحوظة، فلم تترك عليه المعاناة أي ملامح حزن، بل بدا منطلقاً محباً للحياة، وهو ما أعطى انطباعاً مريحاً عن الفلم، وهذا مهم جداً في اختيار الشخصية البورتريه للفلم الوثائقي.

وأضاف، لم يأخذنا أبو ناصر إلى عالم حكاياته بشجن كما هي العادة في من يجرفهم الحنين للماضي أثناء لحظات التذكر، ولكنه سحبنا إلى عالمه عبر طاقة المرح والعفوية، حتى وهو يسرد حكاية خسارته يده، رغم وجعها وتراجيديتها.

ويذكر الحايك خلال الجلسة التي أدارها مسؤول العلاقات العامة بالجمعية عبدالله الحسن بحضور المخرج سعيد الجيراني والمصور حسن الجيراني، أن الفيلم يعيبه طوله، فثلاثين دقيقة تبدو طويلة في مثل هذا النوع من الأفلام التي تغيب عنها اللقطات التي تعوض الجانب السردي أو تحضر الأمكنة والشخوص لتظفي حيوية على الفلم وسلاسة تجعل من الثلاثين دقيقة تمر سريعة ممتعة بقدر ما فيها من مواقف، فكان حديث أبي ناصر في ورشته يحتل الجزء الأكبر من الفلم ولم يخرج من هذا الإطار إلا في المشاهد التي غادر فيها إلى البحر، أو باللقطات الأرشيفية التي استخدمها المخرج.

وتابع، وفي جانب آخر غابت عن الفيلم اللقطات التي تعطينا انطباعا كمشاهدين عن علاقة أبي ناصر بالناس وعلاقته بالمكان، فلا أثر سوى له ولأدواته وخشبه.

وانتقد الحايك غياب أثر المكان والناس من الفيلم «فلا حضور لسنابس سوى عبر صور أرشيفية عابرة ولم نشعر بتلك العلاقة الحميمية سوى عبر سرده، لم تأخذنا الكاميرا لتقدم لنا تشخيصاً بصرياً لهذه العلاقة».

الجدير بالذكر أن فيلم أبو ناصر ينتمي لأفلام السيرة الذاتية ويصنف كفلم من أفلام الملامح الشخصية أو البورتريه حسب تصنيف المتخصص في الأفلام الوثائقية الأمريكي ميتشل بلوك، وهي الأفلام التي تدور حول إنجازات خاصة لشخصية ما، أياً كان اختصاصها.