آخر تحديث: 15 / 5 / 2024م - 4:26 م

ناقد سينمائي: الفيلم الوثائقي يملك قوة التأثير والانتشار الجماهيري

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - الدمام

أكد الناقد عباس الحايك في كلمته التي قدمها في عرض ومناقشة فيلم ”أبو ناصر“ على خشبة مسرح جمعية الثقافة والفنون، أمس الاول، على أهمية اختيار شخصية البورتريه للفيلم الوثائقي؛ كاشفا عن مساهمة شخصية بوناصر في إنجاح الفيلم، وترشيحه للفوز.

جاء ذلك خلال عرض ومناقشة الفيلم الوثائقي للمخرج حسن الجيراني، في جمعية الثقافة والفنون في الدمام، بدعوة الهيئة العامة للثقافة بالتعاون مع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون.

مناقشة فيلم ”أبو ناصر“وقال في الأمسية التي أدارها مسؤول العلاقات العامة عبدالله الحسن ان: ”شخصية أبوناصر المرحة في السرد أعطت طابع مريح في الفيلم“.

ولفت إلى عدم انجرافه إلى حالة الحنين والشجن كعادة من يعود بذاكرته الى الوراء، مضيفا ”سحبنا إلى عالمه عبر طاقة المرح والعفوية، حتى وهو يسرد حكاية خسارة يده، رغم وجعها وتراجيديتها“.

وأشاد بتجربة الأخوين حسن وسعيد الجيراني في ”اخراج ومونتاج“ الفيلم الوثائقي، والذي يبين مدى تطورهما في مشوارهما الفني، متمنيا استمراريتهما في مجال الأفلام الوثائقية.

ولفت إلى ثراء المنطقة بالمواضيع المختلفة والتي يستطيع هذا النوع من الأفلام إبرازها، معربا عن قلقه من الإنجراف الكبير نحو الافلام الروائية.

وتطرّق لتحديد جون جريرسون لخصائص الفيلم الوثائقي الحقيقي، ومنها: الإعتماد على التنقل والملاحظة والإنتقاء من الحياة الحقيقية وشخوصها ومناظرها ومادتها بدون تأليف، بخلاف الفيلم الروائي في اعتماده على مواضيع مؤلفة وبيئة مفتعلة داخل الأستوديو.

مناقشة فيلم ”أبو ناصر“وأشار إلى التعريفات المتباينة لهذا النوع من الأفلام، ومنها تعريف رائد السينما للأفلام الوثائقية البريطاني جون جريرسون بانها ”المعالجة الخلاقة للواقع“.

وذكر أهمية الفيلم الوثائقي في ”سعيه لبث رسائل انسانية بغاية التحفيز، أو لفت الإنتباه، والتثقيف، والتعليم، ورفع مستوى الوعي، وإدخالنا في عوالم كانت مجهولة وبعيدة“.

ونوّه إلى قوة التأثير للفيلم الوثائقي، والذي يعود لثرائه التعبيري، واعتماده على الواقع، وسهولة إدراكه من المتلقي.

وأوضح انتماء فيلم أبوناصر إلى أفلام السيرة الذاتية أو الملامح الشخصية أو البورتريه، والتي تدور حول إنجازات شخص ما، وتم في الفيلم سرد ”حكايته، سيرته الذاتية، واهتماماته، والمواقف التي مناقشة فيلم ”أبو ناصر“عايشها في حياته المهنية“.

وبيّن أهمية تلك السيرة في كونها تعكس سيرة جيل عايشوا بدايات شركة أرامكو، والتحولات التي طرأت على المجتمع، وإلى انتقال العديد من أبناء المنطقة من مهن كالصيد والزراعة للعمل في الشركة الوليدة، وماتبعها من تبدّلات على المستوى الإقتصادي والإجتماعي.

ولفت إلى اعتماد المخرج على تنويع اللقطات وأحجامها، وعدم توقفه عند كادر واحد لأبي ناصر، محاولا تغيير الزوايا لأمكنة ضمن نطاق الورشة.

وأشار إلى أنه رغم الهدف في كسر الجمود ومحدودية اللقطات، إلا ان اللقطات التعويضية بدت غير كافية لخلق إيقاع بصري حيوي بشكل أكبر ”لم تأخذنا الكاميرا لتقدم لنا تشخيصاً بصرياً لهذه العلاقة، لم نشعر بعلاقته ببحر سنابس، وتحوّلاته، لم نشعر بعلاقته بالشوارع والأزقّة والناس، بل كان الكلام وحده سيد الموقف“.

وانتقد الحايك ”غياب اللقطات التي تعوّض الجانب السردي، أو تحضر الأمكنة والشخوص، لتضفي حيوية وسلاسة على الفيلم، وتجعل من الثلاثين دقيقة تمر سريعة ممتعة، بقدر ما فيها من مواقف“.

وأشار للعمل بعمومه ”بالموفق على الإستنطاق والحفر في ذاكرة شاهد على فترة التحولّات“.

وفي الختام كرّمت الجمعية الكاتب الحايك والاخوين الجيراني، وأبو ناصر.

مناقشة فيلم ”أبو ناصر“ومن جهة أخرى ذكر المخرج حسن الجيراني، ان العمل تم تصويره في غضون ثلاثة أيام، وكان اليوم الأول عبارة عن تعارف، وأخذ المونتاج ثلاث أسابيع.

ولفت الى مساهمة شخصية بو ناصرالمرحّبة والعفوية في فوز الفيلم بالمركز الثاني على مستوى الأفلام الإجتماعية القصيرة في الإحساء، مضيفا: كنت أبحث عن النحاتين لفلمي الوثائقي، ولفتتني صور أبوناصر على الفيسبوك وهو ينحت بيد واحدة.

وأشار المنتج والمصور سعيدالجيراني إلى ثلاثة محاور دارت حولها الكاميرا في العمل مع الشخصية: كتابة الشعر، والنحت، والتصوير.

ولفت إلى ”كتابة أبو ناصر للأبوذيات وحفظه للشعر، والنحت الذي فيه إمتاع ناهيك عن أنه بيد واحدة، بالإضافة إلى الطرف المركّب مكان اليد الأخرى، صور ألبوماته وتقليبها لذكريات أهله وبناته والمجتمع الذي يعيش فيه، صور الأعراس، البحر والقوارب القديمة وهو يعيش مع والده، وتغيّر الظروف كلها“.

وقالت المبتعثة فرح إبنة أبوناصر لجهينة: ان شخصية والدها ألهمتها في حياتها، وكذلك كل من عرفه عن قرب ”ساعدنا في تخطي العقبات، وعدم التوقف أمام العثرات“.

وأشار أبو ناصر إلى فضل البحر ووالده وأشعار النّهامين في تشكيل حياته ورؤاه ومواهبه، والكثير من القرارت التي تحتاج الشجاعة في حياته، ومنها قرار الإحتفاظ برباطة جأشه بعد الحادث، وممارسة حياته كأن شيئا لم يكن.

ولفت إلى مساعدة جاره المصور تيسير الأبيض في إظهار منحوتاته على الفيس بوك ”احنا لو ماخلينا الكراج مفتوح ما صار الفيلم“.