آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 10:08 ص

أخصائي نفسي: معالجة اضطراب سلوك المراهقين بالعقاب البدني يزيد حدة العدوان

جهات الإخبارية إيمان الفردان - الدمام

دعى الأخصائي النفسي أحمد آل سعيد لضرورة التركيز على تصرفات وسلوكيات المراهقين وتصحيحها لا على ذواتهم الشخصية، مشددا على جعل الهدف تعديل سلوكهم لا تغيير شخصياتهم لانعكاس ذلك سلبا عليهم.

وأكد على ضرورة فهم مشاعر المراهقين ومعرفة النزعات التي تقودهم وتوجه سلوكهم وفي المقابل على الآباء فهم مشاعرهم تجاه أبنائهم وهذا مايقود لفهم أحسن للمراهق وإشعاره بأنه محبوب ومتقبل من الآخرين مما ينعكس على تقبله لذاته واعتزازه بها.

وأوصى آل سعيد الآباء في محاضرة ”كيف نتعامل مع أبنائنا المراهقين“ التي نظمها ملتقى سفينة النجاة النسائي مساء الثلاثاء في الدمام بمشاركة 40 سيدة لتعلم التعامل مع المراهقين بحسن الاصغاء وعدم التعجل باللوم والتأنيب والعقاب.

ووصف المراهقة بأنها أصعب مرحلة تمر بها الأسرة وهي مرحلة الانتقال من الطفولة إلى الرشد وتتميز بالتقلب المزاجي والاندفاع والعدوان والحساسية المفرطة ورفض النصح والتوجيه ومغايرة المعايير الاجتماعية والميل للوحدة والشعور بالإهمال والرفض ولوم الآخرين.

وتحدث آل سعيد عن أساليب التعامل مع التغيرات السلوكية في هذه المرحلة، مشددا على أهمية تهيئة الوالدين والمعلمين بطبيعة هذه التغيرات وضرورة التوافق معها.

وأكد على أهمية أن يكون سلوكنا مرن في تطبيق المعايير التي نضعها للتعامل مع المراهقين وأن تكون العلاقة بالمراهق على أساس بذل أقصى جهد مخلص واستبدال أسلوب العقاب البدني، معللا بأن معالجة اضطراب السلوك عن طريق العقاب البدني يزيد من حده العدوان.

ولفت لضرورة إتاحة الحرية للمراهق والمراهقه على السواء في اختيار الدراسه والتخصص الذي يرغبون تعلمه ومساعدتهم على إنماء عادات دراسية صحيحة.

وشدد على أهمية تنمية الثقة بالذات لدى المراهقين والعمل على مواجهة التغيرات بتوفير الأنشطة التي يستثمر فيها المراهق التغيرات الجسمية الحادثة له وتبصيره بالمعلومات المعرفية التي تطرأ في هذه المرحلة وكذلك تقبل الفروق الفردية والتوافق معها وتجنب المقارنه بين الأفراد، مشيرا أنها تلعب دورا في معدلات مستوى النمو الذي يحدث للمراهق.

وحذر من التناقض بين الوالدين في الأوامر والنواهي داعيا إلى الحزم من قبل المربين والابتعاد عن التذبذب والتنبه للصحبة والبحث عن الأشياء المحبوبة والمفضلة لهم.

ونصح آل سعيد الوالدين للاهتمام بالتربية الصحيحة في هذه المرحلة وكذلك الاهتمام بالبرامج الوقائية من حيث التغذية والعادات الصحية السليمة والنوم والراحة لمواجهة النمو الجسمي السريع.

وعن أبرز الصراعات النفسية في هذه المرحلة أبان بأنها تتمثل في الصراع بين مطالب الرشد وبواقي الطفولة وكذلك الصراع من أجل الاستقلال والحاجة إلى المساندة والدعم والاعتماد على الآخرين خاصة الوالدين والأسرة بالإضافة للسعي للحرية الشخصية وتحقيق الذات والضغوط الاجتماعية المتمثلة في المعايير والقيم الاجتماعية.

وأكمل السعيد قوله في نفس السياق، ”من أبرز الصراعات النفسية كذلك الصراع بين تحقيق الدوافع وإشباع الحاجات ومطالب الواقع الخارجي والصراع بين المراهق وجيل الراشدين كالوالدين والكبار“.