أمهات يعانين من ارتفاع أسعار "الحضانات“.. وعاملات المنزل آخر حلولهن
حاجة الأم الموظفة حاضنة لطفلها من الضروريات الملحة في فترات العمل الصباحية والمسائية وعند عدم وجود حاضنة من أقاربها او من تثق بوضع فلذة كبدها لديه، لذلك عمدت بعضهن لتسجيل أطفالها في مراكز ضيافة او حضانات غير مرخصة في منازل قريبة منها.
ولاتتباين الأسعار كثيرًا حتى مع اختلاف الأمكنة حيث شهدت ارتفاعًا ملموسًا تصاعديًا مع مرور السنوات وزيادة الإقبال والحاجة إليها، مما تسبب في معاناة اضافية للموظفة التي قد تدفع الكثير من راتبها لأجل راحة طفلها واستمرارها في العمل.
وكان لعدد من الموظفات بعض المواقف مع الأقارب والخادمات والتي اجبرتهن على الحاق اطفالهن بالحضانات ودفع مبالغ عديدة من رواتبهن تؤثر في الإيراد الشهري المالي، الأمر الذي استوقفت «جهينة الإخبارية» عنده لإستطلاع بعض الآراء.
وتذمرت بهية العبدالكريم من ارتفاع اسعار الحضانات حيث اضطرت لتسجيل ابنها بعد رحيل والدتها التي كانت تحتضنه اثناء ذهابها للعمل صباحًا، وقالت: ”الاسعار تتجاوز الألفين ريال شهريًا وابني طوال الفترة الصباحية يكون نائمًا بالاضافة إلى نقص خدمات ولكن الحاجة تغلب ذلك ".
وشكت صباح رضي من قلة الخدمات في الحضانات وافتقارها للظروف الصحية والأدوات النظيفة على رغم ارتفاع اسعارها، مطالبة بوجىد رقابة مشددة من الجهات المختصة على الحضانات لأنها مسؤولة عن فئة عمرية ضعيفة وحساسة وفي غياب الأم.
وذكرت علياء الفضل ان المواقف من اقرب الناس إليها هي من اجبرتها على تسجيل ابنتها منذ الاشهر الأولى في الحضانة، حيث انها قد طلبت من قريبتها التي تجاورها في السكن من احتضانها وقد وافقت في البداية ولتتفاجأ في اليوم التالي من اغلاق هاتفها النقال وعدم الرد عليها مبررة ذلك بانها لاتستطيع النهوض صباحًا.
وقالت: ”لي عدة مواقف كانت قد تتسبب في استقالتي من عملي ولكني قهرت الظروف فيها وتمسكت فيه لأني محتاجة ماديًا ولكي اشعر بالاستقلالية“، لافتة بأنها لاتفضل اقتناء خادمة بسبب المخاوف التي تعتريها جراء القصص والجرائم التي تنقل عنهم.
واعتبرت نادية السلطان وضع ابنها لدى الخادمة أخر الحلول ومن المستحيلات على الرغم ان لدى أهلها خادمة من الجنسية الفلبينية ولكنها لاتطمئن لها، مؤكدة على أن وجود الطفل عند الجدة هو أفضل الخيارات حيث سيلقى الرعاية المناسبة والحنان المفقود.
ومن جهة أخرى، عللت مالكة إحدى الحضانات سبب ارتفاع الأسعار هو مستلزمات ورعاية الأطفال والأسرة التي ينامون عليها، مشيرة إلى أن المسؤولية التي تتحملها الحاضنة هي بحد ذاتها ذات قيمة كبيرة ولذلك تطلب أجورًا مرتفعة.
من جانبه، بادر صندوق تنمية الموارد البشرية بدعم لتمكين المرأة العاملة السعودية من الالتحاق بسوق العمل والاستمرار فيه وهي مطمئنة على الرعاية المقدمة لأطفالها في برنامج دعم خدمة ضيافة الأطفال للمرأة العاملة "قرة”وهي خدمة مرخصة يمكن لها تسجيل أطفالها حيث يتجاوز عدد المراكز المعتمدة 333 مركزًا.
ويدعم الصندوق المرأة العاملة بعدة شروط منها الا يتجاوز الأجر الشهري 8 الآف ريال وان تكون المتقدمة في القطاع الخاص ومسجلة في التأمينات الاجتماعية ويدعم طفلان فقط للمستفيدة، ويساهم بتغطية 80٪ من تكلفة ضيافات الأطفال بحد اقصى 800 ريال شهريًا للطفل الواحد.
