آخر تحديث: 6 / 5 / 2024م - 9:41 ص

الدكتور الطاهر: السعي إلى التفوق يبدأ بتحديد الهدف

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - تصوير: هشام الأحمد - سيهات

أكد دكتور علم النفس مهدي الطاهر على أهمية توفير مستلزمات التفوق وأسبابه بدءا من تنظيم البيئة المنزلية، مشيرا إلى وجود إمكانية التفوق لدى الجميع مع اختلاف القدرات والميول.

وبيّن في محاضرته بالأمس، بتنظيم مركز رفاه في مجلس البوحليقة بسيهات، إلى دور كل من الأسرة والمدرسة والطالب في تهيئة أسباب التفوق والسعي إليه، لافتا إلى مكانة أهل العلم وأجر السعي في طلبه.

وأشار إلى مكاسب الاجازة في الترويح والتحصيل، وتنظيم الأبناء وتهيئتهم للعام الدراسي الجديد بنفسية أفضل، داعيا الى اتخاذ الإجراءات الجادة قبل بدء الدراسة بأسبوع أو أكثر، بإعداد البيئة المحفزة للمذاكرة، كتنظيم النوم، وترتيب الغرف للمذاكرة، والتذكير بالاهداف، والحرص على الاقتراب من الأبناء واهمية اختيار الأصدقاء المتفوقين لهم.

ودعا الطاهر إلى تنشيط فكر الطالب بالمراجعة لما سبق، او العودة الى بعض الملاحظات التذكيرية، وتبني الخطاب التفاؤلي الإيجابي بدلا من السلبية مع الذات، وإلى تقدير الذات، محذّرا من بعض المحظورات الإجتماعية او المنزلية من قِبل الأهالي والتي قد تحدّ من حركته الصحيحة، او اللجوء لأساليب محبطة من التذكير المباشر للإبن بفشله السابق.

ودعا الى إعانة الأبناء على تصورهم لأهدافهم لتوجيه بوصلتهم والاتجاه نحوها، لافتا الى أهمية البوصلة في حياة الأسرة ككل بعد تحديد الرؤية والرسالة والأهداف.

وتطرّق الى بعض الإجراءات المساعدة في التفوق ومنها اختيار المدرسة والتي ليست بالضرورة ان تكون مدرسة أهلية، بل مراعاة جودة التدريس، واهتمامها بتنمية التفكير، ونوع التعليم؛ كالتعليم التعاوني، والتعليم بالمشاركة والذي يجعل الطالب محور عملية التدريس، ولايشعر بالضجر، ويمكن تحقيقه في المنزل من الان بتعويد الابناء على شرح بعض الدروس، او ابلاغ افراد الاسرة ببعض المعلومات التي اكتسبها خلال اليوم في العلوم المختلفة، بإتاحة الفرصة لكل منهم التحدث على المائدة مثلا، والتي تساعد في التنمية وبناء معرفة متينة.

ولفت إلى المعلم الكفوء والذي قد نتغاضى معه عن نوع المكان، فهو مما يساعد على تبسيط المنهج، وإشراك الطالب في عملية التعليم، حيث يكون الطالب هو المركز، والمعلم فيها المحرك.

كما نوّه الى أهمية إختيار الفصل، والأصدقاء معبّرا عن ذلك ”بشراء الصديق“ الجيد والمتفوق، سواءا في المدرسة او حتى في الحي، داعيا إلى تغيير الحي اذا كان يغلب عليه رفقاء السوء، لما للصديق من تأثير قد يفوق تأثير الاهل.

وأشار إلى اختيار المكان في الصف، والذي يكون في العادة في جهة اهتمام المعلم، في الأمام والمنتصف.

ولفت إلى ضرورة التعاون المستمر بين الأهل والمدرسة، وأهمية حضورهم لمجالس الآباء، للإستماع لملاحظات المعلمين، وإبداء ملاحظاتهم فيما يتعلق بالتدريس، أو وجود بعض الطبائع الخاصة لدى الأبناء، وتقديم المقتراحات للإثراء المعرفي مما يصب في مصلحة الطلاب.

ودعا إلى الإنصات وعدم التهرب من المسؤولية من قبل الآباء، فالأولوية هي رعاية الأبناء، مشيرا الى ان رعاية الأبناء هو كعبة الأم ومسؤوليتها الشرعية الأولى.

وحذر د. الطاهر من تربية الأبناء على الإتكالية والسلبية والتذكير الدائم بالمذاكرة، داعيا الى

فطام الأبناء مبكرا بما يتناسب مع السن والشخصية، وان يتم بالتدريج حتى الوصول لمرحلة المتابعة معهم بعد ذلك، ومساعدتهم في حال الحاجة فقط.

كما دعا إلى تحفيز الأبناء وإشعارهم بالفخر بإنجازاتهم بالمدح والثناء، وغرس القيم الإيجابية الإنتاجية والابداع بتقديم النماذج، وتعديل المعتقدات إلى فوائد المعرفة، وإثارة الطموح لخلق دافع داخلي وطاقة محركة تفوق المحركات الخارجية، مع اهمية تنمية مشاعر حب المعرفة على الرغبة المجردة في الحصول على الدرجة، لافتا الى فقر التحفيز المجتمعي بشكل عام، مع تركيزه على السلبيات مقابل الإيجابيات.