رجل دين يحذر من الإعلام الذي يستغل عبدة المال لتشويش فكر المجتمع
نبّه رجل دين من الإعلام غير المسؤول الذي يستهدف إفتعال الأزمات وإيجاد الفتن في المجتمع بين انتمائاته من أديان وطوائف، فيثير النعرات القبلية ويبث روح الكراهية والتعصب بين المسلمين وفي المجتمع الواحد.
وذكر الشيخ إسماعيل الهفوفي إن هذا النوع من الإعلام يتخذ من أهل الجهل وعبدة المال، فيجعلهم رجال صحافة ورواة حديث وأعلام فكر، لقلب الحقائق وممارسة سياسة التشويش الفكري للعقائد وتحطيم المعارف والقيم في المجتمع من خلال إثارة الشبهات.
ويرى إن هذا الإعلام يسعى إلى إيجاد ثقافة اليأس التي يتولد منها ردات فعل تجر الناس إلى مستنقع نتن، معتمدا بذلك على استراتيجية إلهاء المجتمع بقضايا تافهة لا تمت إلى القضايا الإجتماعية والفكرية والحاجات الإقتصادية بصلة، بهدف تحويل الأنظار عن القضايا الأساسية والرئيسية.
وأكد بأن هذا النوع من الإعلام يضعف كيان الأسرة والآداب الإجتماعية بنشره لروح الإنهزام والخوف عبر صناعة الإشاعة والفبركة الإعلامية ونشر ثقافة الإنحلال واللغة الماجنة، فيصبح الإنسان في قلق وذعر دائمين حتى يخرج عن دائرة التفكير العقلائي وتسهل السيطرة عليه وتوجيهه.
وأوضح بأن الإعلام وسيلة تأثير كبيرة لتغيير أنماط الحياة ومشاعر الناس وأرائهم وتوجهاتهم، وهو أحد أهم مصادر القوة التي تتحكم في صناعة الرأي العام.
وقال خلال خطبته مؤخرا في مسجد الإمام الحسين 
بالأحساء: ”هناك إعلام يسعى إلى تقزيم القمم المعرفية ويُشيطن الأَعلام الشامخة عبر قول الزور، حتى يتم تسقيط تلك الشخصيات والنيل من دورها النبيل، ثم يسعى إلى صناعة النكرات فيرتضي شخصيات كرتونية من حيث المضمون والمحتوى ويقدمها رموز يحتذى بضجيجها“.
وحذر من اتباع الإعلام الذي يشوه الإلتزام الديني ويتهم الإسلام بقهر المرأة من خلال فكرة القوامة وتكبيلها بالستر والعفة وحجر عليها من خلال منع الإختلاط المذموم، وكأن المرأة لا يمكن لها أن تحقق فاعلية إقتصادية وإجتماعية وثقافية إلا من خلال التبرج، ويعتبر الإحساس بالمسؤولية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كوصاية تتنافى مع الحرية الشخصية.
وقال: " هذا النوع من الإعلام غير المسؤول يستخدم وسائل كالغرس الخفي عبر التغذية التدريجية للمحفزات اللاشعورية في العقل الجمعي، عبر تكرار تراكمي لمسلسل طويل، حتى يتحول كل ذلك إلى واقع في فكر الأمة وسلوكها".
