آخر تحديث: 1 / 5 / 2024م - 7:15 م

الأحساء تكرم فقيدها المفكر الرمضان في حفل تأبيني كبير

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - سعيد الرمضان - تصوير: أحمد البخيتان - الأحساء

أقامت غرفة الإحساء بالتعاون مع مجلس عائلة الرمضان حفلاً تأبينياً للراحل المفكر مهدي الرمضان، أمس الجمعة، بمشاركة عدد من الوجهاء، والمشائخ، والشعراء، والأصدقاء، والأقارب، وأداره الشاعر أمير المحمد صالح.

وأشار مقدّم الحفل الشاعر المحمد صالح في حديثه لجهينة الإخبارية أن ”شخصية“ المرحوم قد تجلّت في الحفل "بسرد واستعراض ذكرياته ومواقفه وأفكاره الإستثنائية والمتعدّدة، ليظهر التاجر والمعلم والأب والصديق والإنسان في ثناياها.

ولفت إلى أنه ”التاجر في الغرفة التجارية حيث لعب دور كبير في تأسيسها ونيل عضويتها لعدة دورات، والمفكّر كما في الفلسفة في مقالاته وصياغته لها بعد طول تأمل، والمعلّم بنور فكره وثقافته العميقة والمتعددة الجوانب بشهادة كل من عاصروه، والأب في رعايته وحنانه الذي لاتصفه العبارات، والصديق لعدة أجيال فلا يرى مائزا بينهم فكلهم في نظره سواء في عطائه ومحبته، ليحبّه الجميع“.

وقال أن الحفل كان عبارة عن ”محطات تجلّت فيها“ شخصية المرحوم ”بمشاركات معارفه، وأصدقائه، وأسرته ليظهر“ متكاملا، ويصطحبنا المرحوم معه قلبا بقلب، منذ البداية وحتى الخروج من القاعة".

وأشار إلى مشاركة علي الممتن بآيات من القرءان الكريم في بداية الحفل، ثم كلمة رئيس مجلس الإدارة بالغرفة التجارية والصناعية بالإحساء عبداللطيف محمد العرفج متطرقا الى مناقب المرحوم ومواقفه في تأسيس أول مجلس للغرفة التجارية منذ 30 عام، بعدها تم عرض فيلم وثائقي للمرحوم وهو من إعداد إبن عمه المخرج عضو المجلس البلدي بالإحساء سعيد الرمضان، وفيه ”رصد لأهم محطات الفقيد المليئة بالعطاء، ومبادراته الإجتماعية“، ثم كلمة للشيخ عبدالعزيز العفالق وتحدّث فيها عن صداقته للمرحوم والمواقف والمناسبات الإجتماعية التي جمعتهما سويا.

وشارك الشاعر جاسم عساكر بقصيدة بعنوان ”كنف الأحلام“، وجاء فيها:

مازال قلبكَ للعشّاق مرتَشفاً

نجيءُ ضفته ظمأى لنفترقا

قلبٌ على ما الذي قد ذاق من كبدٍ

يظلُّ أنبلَ من في الارضِ قد عُرفا

أنكرت ذاتك حتى عُدت لا أحدٍ

إلاّك في ذاتنا بالحبِّ مُتّصِفا

جئناك أجمعُ من أقصى جوانحنا

وكلّنا أولاً قد حطّ مُعتكِفا

ثم ألقى رئيس هيئة الري السابق المهندس أحمد الجغيمان كلمة عبّر فيها عن مدى إخلاص الفقيد واخلاقه الرفيعة طوال الفترة التي قضاها معهم، في بدايات التأسيس لمشروع الري والصرف، فلم ينساه كل من عرفوه على الرغم من مرور أكثر من 40 عاما على عمله معهم.

وألقى المهندس حسن الحاجي كلمة لمنتدى القراء والذي يجمعهم في ”الواتساب“ متحدّثا فيها عن عطاء الفقيد الفكري، وأدبه الجمّ، واهتمامه العلمي والثقافي المتعدّد، مما صقل شخصيته وجعلها فريدة ومؤثّرة، لافتا إلى أن المرحوم ”أيقونةً وعلما ورمزا إحسائيا وسيظل باقيا، وهو مدرسة متعدّدة الإتجاهات في النواحي العلمية والعملية والإجتماعية والعائلية، وأن“ من يحتكّ به يدرك كم هو مدهش ”، ففي الناحية الثقافية كثيرا ما أشار إلى كتب متعددة في الفيزياء متأثّرا بشكل خاص بكتاب“ the elegant universe - الكون الأنيق ”، وتغييره لكثير من مسلمّاته وقناعاته العلمية بعد إطلاعه عليها، وكان في عقده الثامن“.

وشارك صديق طفولته جواد الشيخ بكلمة تحدّث فيها عن ”الطفولة التي عاشها مع المرحوم، وصفاته، ونبوغه المبكر، ومبادراته الإجتماعية ومشاريعه التطوّعية“.

وألقى د. أحمد اللويم كلمة بعنوان ”المهندس مهدي الرمضان ومشروعه في صناعة الوعي“، لافتا إلى مشوار المرحوم المليء بالعطاء والكرم، وعدم تفويته أي فرصة في دعم المشاريع الإجتماعية والثقافية الوطنية والمحلية، ويشهد على ذلك دعمه للكثير من المحافل، والمهرجات الوطنية في الإحساء، والأندية الرياضية، والجمعيات الخيرية، وتأسيسه لعدة مشاريع تطوّعية، ولا تزال مستمرة في عملها رغم مضي سنوات طويلة عليها، والسبب في ذلك يعود إلى تأسيسها على منهج رصين، ودعم كبير من الفقيد“.

ثم ألقى الشاعر المحمد صالح قصيدة بالنيابة، عن الشاعر ”جاسم الصحيّح“ بعنوان ”يحاولك الغياب“، ومما جاء فيها:

يحاولك الغياب.. ولا تغيب!

ويطلبك الحنين ولا تجيب!

ومثلك لو يُعاد بشقّ قلبٍ

حريٌّ أن تُشق له القُلوب

لك الأدب الخلوق بما احتوته

معاجمه.. لك الخلق الأديب!

وفي الختام ألقى د. محمد الرمضان كلمة والدته أم ياسين في الفقيد، ومما جاء فيها: ”أيها الرجل العظيم جعلت منا أسرة مثالية، ميثاق المودة جمع بين قلوبنا وقلبك موصولاً بالرحمة، فلم نجد ضجراً منك ولا برماً من ضيق عيش أو سوء حال. جعلتنا نرى الأمور من جوانبها الجميلة ونحيا الدنيا بأنوار ربانية فكنت خير معين لمرضاة الرب وبلوغ درجات الكمال.. فهل علم الموت أي *حبيبٍ* قد اختار؟! وأي *قمرٍ* قد خسف؟!“.

وأخيرا تم تكريم المرحوم رمزياً بدروع تذكارية، وقام إبنه د. محمد باستلامها.

ومن جانب آخر ذكر عضو المجلس البلدي بالإحساء سعيد الرمضان: ”أن هذا التكريم كان مقرراً إقامته على حياة الفقيد، والذي شارك فيه بمعلومات وقصص عن حياته لإضافتها للفيلم الوثائقي، ولكن أمر الله كان أقرب، فرحل قبل التكريم“، لافتا إلى أنه بصدد إعداد فيديو متكامل للحفل التأبيني، وسيتم نشره في وسائل التواصل عما قريب".

وعن العلاقة التي ربطت كل من الشاعرين جاسم الصحيح، وعساكر بالمرحوم، أشار الشاعر الصحيح إلى ان علاقته بالمرحوم: ”علاقة راسخة في القِدم والمحبة والأخوَّة.. وقد جمعتنا المعرفة سواء في اللقاءات العديدة في المنتديات أو في مجلسه أو في مجموعات التواصل الاجتماعي. وقد كان رحمه الله تعالى فذًّا في رؤيته للحياة وعلاقة الإنسان بنفسه والآخر، ولديه دراسات عميقة في وعي الوجدان الإنساني“.

وأضاف: ”لقد فقدنا بفقده قيمة عظيمة من قيم الحياة، وهي القبول بالرأي الآخر، والإيمان بحرية الإنسان في قراءته لكلِّ شؤون الكون. إنَّ أبا ياسين كان أُمَّةً من الوعي والعمل الإنساني والجود والعلاقات البشرية الكريمة وقيم الحياة.. رحم الله تعالى أبا ياسين رحمة الأبرار وأسكنه الفسيح من جناته“. ".

وأشار الشاعر عساكر إلى أن علاقته بالمرحوم: ”لم تكن علاقة جسدية كالتي بين الأصدقاء من سهر وسفر، بل كانت علاقة فكر ومحبة، وأكثر ما شدّ أواصرها مجموعات الواتس أب عبر نقاش بعض المواضيع الفكرية والإجتماعية، فكانت حميمية دافئة، فاقت أي لقاء جسدي في أي محفل أو مناسبة“.