آخر تحديث: 2 / 5 / 2024م - 1:07 ص

”حبل غسيل“ يعكس أحلام المجتمع وهمومه ويستمد أفكاره من الجماهير

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - تصوير: حسن الخلف - الدمام

احتضن بيت الكوميديا في جمعية الثقافة والفنون بالدمام أول أمس، العرض المسرحي ”حبل غسيل“ والذي يعتمد على التفاعل الحي مع الجمهور بطرح قضاياهم ومشاكلهم وأحلامهم وأمنياتهم، على شكل تمثيلي ترفيهي عائلي.

وشارك في العرض كل من: الفنان فيصل الدوخي، ناصر عبدالواحد، إبراهيم الحجاج، أحمد التميمي ومحمد القحطاني.

وقال المسؤول عن لجنة المسرح ناصر الضافر: ”ان التوجّهات الحالية لأغلب الشباب نحو العروض الإرتجالية، والتي تُدرّس بشكل مستقل في المعاهد الفنية، مما يعطي للمسرحيين دافع للإجتهاد وتكثيف مثل تلك العروض“، لافتا إلى بداية انطلاق عروض ”حبل غسيل“ من لجنة بيت المسرح، والتي بات أغلب الفنانين أعضاء فيها الآن.

ومن جهة أخرى، أوضح الفنان فيصل الدوخي وهو من المؤسسين للفرقة، انطلاقها في عام 2016، باقتراح تقدّم به المخرج محمد الجرّاح، لافتا إلى انتشار تلك البرامج في العالم العربي باستثناء الخليج، وإضافة الأخير لتلك لعروض ”لمسات سعودية“.

وقال أن فكرة البرنامج تقوم على ”أفكار وأحلام وقضايا“ مُستمدّة من الجمهور، ويقوم الفريق بتنفيذها على المسرح في طرح عائلي ترفيهي، وقد يكون جاد احيانا، منوها إلى اعتماد جمالية الفكرة المعروضة على الفكرة المطروحة، وتحسينهم للفكرة إذا كانت دون المستوى.

وأشار إلى أن الممثل في عرض ”حبل غسيل“ أو غيره من العروض الإرتجالية، لايختلف عن أي ممثل جيد في المسارح الأخرى، سوى في حاجته تعلّم بعض التكنيكات والمستخدمة في أسلوب ”البلاي باك“.

وأوضح بداية تاسيس الفرقة بخمسة ممثلين وهم فيصل الدوخي، إبراهيم الحجاج، محمد القحطاني، أحمد التميمي، لينضم لهم الفنان ناصر عبدالواحد في العرض 33، واصفا ذلك بالإضافة القوية للعمل.

ولفت إلى وصول عروضهم المقدّمة حتى الآن إلى 90 عرضا، وطموحهم في وصولها للمائة، وجذب الجمهور للمسرح والإستمتاع به، ونشر أكثر أساليب المسرح في تنوعها واختلافاتها، والتي كانت ملهما للشباب في أكثر من عمل ارتجالي عُرض بأشكال وطرق مختلفة.

وقال الفنان ناصر عبد الواحد أنه لم يكن يتخيل نفسه ممثل على خشبة المسرح، وأن الهروب من الحصص الدراسية إلى النشاط المسرحي هو السبب في اكتشاف حبّه وموهبته للتمثيل.

وأضاف أن المسرح يساعد كل من الجمهور والممثل في التنفيس والتفريغ، وأن ”حبل غسيل“ من العروض التفاعلية مع الجمهور وتساهم في التخفيف من الضغوط، لافتا إلى أمنيته بتواجد المسرح في كل منطقة وحي، لأن المسرح هو أبو الفنون، ويقدّم ثقافة عامة للجمهور والمجتمع، وله فوائد كثيرة، معربا عن تفاؤله بالمرحلة القادمة ”فقيادة المملكة تدعم الثقافة بجميع أنواعها ومجالاتها“.

وتطرق إلى شروط التمثيل في هذا النوع من العروض، والتي لاتعتمد على الموهبة لوحدها بل أيضا الوعي والثقافة والتركيز، لافتا الى أهمية الثقافة العامة والمتنوعة في مساعدة الممثل على طرح المواضيع، و”الكركترات“ التي يقدّمها للشخصية عن وعي لكل حركة، وحرف ينطقه.

وبيّن قياس الفريق لردود فعل الجماهير تجاه عروضهم، عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي والوسوم في ”تويتر“، وغالبا مايكون التقييم عاليا، لقدرة الفنانين على توظيف طاقاتهم، والتمكّن من الأداء، والإهتمام بالتمارين، وحضور الدورات المكثّفة داخل المملكة وخارجها، والوعي لما يقدّموه.

وعدد المناطق التي قدموا فيها عروضهم، ويصل بعض المشاهدين على مسارحها الى 1500 - 3000 مشاهد، كالرياض، وجدة، والجبيل، والاحساء، والقطيف، والخفجي، وتبوك، وأبها.

وأوضح الفنان أحمد الجشي أن مايميز برنامج ”حبل غسيل“ عن غيره من البرامج التي يدخل فيها الإرتجال، هي عروضه من الجمهور وإليهم، واستخدامه العناصر الأساسية للمسرح من وجود البداية والصراع والخاتمة، واهتمامه بالموسيقى والإضاءة، والعناصر الاساسية الأخرى للمسرح.

ولفت إلى خلط البعض بينه، وبين والبرامج الأخرى، في أن الجمهور في الأخيرة يختار النص في بعض الألعاب والمنافسات، لذا فإن الإرتجال فيها لايأتي ضمن القالب المسرحي للفريق، بل شخص واحد يتكلم بشكل منفرد، بدون العناصر الاخرى للمسرح، مع اختلاف مواضيعها.

وأكد على أهمية تلك البرامج في عودة الجمهور للمسرح لما فيها من ترفيه، ورسم البسمة على الوجه، وإخراج ما في القلب، كعروض ”حبل غسيل“ والذي يستمد أفكاره وأحلامه وأمنياته من الجمهور، نافيا تقليله من شأن المسرح الجاد بالنص والبروفات المكثفة، وقال: ”جميع العروض المسرحية تحمل هموم الشارع ولا نستغني عن أيًّا منها“.

ووصف الممثلين في ”حبل غسيل“ بسرعة البديهة، والقدرة العالية على الإرتجال، وقدرتهم على تقديم كوميديا جميلة ونظيفة تتناسب مع كل فئات المجتمع، والإنسجام العالي بينهم وقدرتهم على فهم بعضهم، والذي يعود للتدريبات، والإهتمام بحضور الورش، وكثرة العروض التي يقيمونها على المسرح.

وعبّرت عضو لجنة المسرح الفنانة منى القازح أن ”حبل غسيل“ برنامج ممتع ومميز ومتنوع، ويتفوق على البرامج الإرتجالية الاخرى كونه يستمدّ أفكاره من الجمهور، لتكون أبعد مدى، وأكثر قدرة على محاكاة الواقع، فهي من وضع فئات مختلفة من المجتمع، لافتة إلى إتاحته للمثلين إظهار سرعة بديهتهم، واتساع آفاق مخيلتهم، تجاه الأفكار من الجمهور.

وتقدّمت ببعض المقترحات كالتجديد في نوع الملابس والإكسسوار والديكور، وإضافة أدوات وأجهزة مصاحبة للعرض، وإدخال عنصر الأطفال من الجنسين لزيادة ووفرة الأفكار.

وأشادت بالحراك الثقافي السريع في المنطقة والمواكب للرؤيا الجديدة فيها.