الكاتب الحميدي: أشعب نموذج للشخصية البخيلة فعلا
أوضح الكاتب محمد الحميدي معنى ”النموذج“ في اللغة وهو ”مثال الشيء“، وكيف يتحول إلى ”قدوة مؤثّرة“.
ولفت إلى دور الثقافة في بعثه من بطون الكتب، سواءً كان شخصية واقعية، أو متخيلة، أو حالة ثقافية يُنظر لها باهتمام لتوافر النقاط الأساسية التي تمكّنها من ذلك التحوّل.
وذكر في الحلقة الثالثة من سلسلة ”آفاق ثقافية“ والتي بثّها بالأمس على قناته في اليوتيوب ”أقسام النموذج“ في الإصطلاح؛ ومنه ”النموذج الإنساني“ ويعني أن الثقافة بإمكانها بعث الشخصيات التاريخية ذات المكانة من بطون الكتب كشخصية رسول الله ﷺ وهي القدوة في مجالها؛ في ”القدرة على تغيير المجتمع من حال إلى حال، وإنشاء نظام ديني على أنقاض الوثنية، والقدوة في السلوك والأخلاق والتعامل مع الآخرين“.
ولفت إلى أنه في ”النموذج الأدبي“ وحتى وإن كانت الشخصيات متخيّلة فذلك لا يؤثر على صورتها الذهنية في العقليات، كشخصية ”السندباد“ في بحثه عن التجارة، واستكشافه للغرائب والعجائب، في دعوة للسفر إلى أقاصي البلاد.
وأضاف: هناك شخصيات حقيقية تتم إحاطتها بهالة من القدسية والأحداث فتتحول إلى نموذج، ”فالأدب يتحدث في كونه أجزاء من الواقع، ويتقاطع مع الأحداث الحياتية وشخصياتها“.
ولفت إلى ”زرادشت“ فهي شخصية حقيقية ولها أتباعها، إلا أن الفيلسوف الألماني نيتشه أضفى عليها وعلى تعاليمها هالة قداسة في كتابه ”هكذا تكلّم زرادشت“ والتي انتهت بنهاية غير متوقعة من قتل الإله الرمزي في أذهان المؤمنين وبخاصة المسيحيين.
وذكر أنه لتتحول الشخصية من حقيقية أو خيالية إلى ”نموذج ثقافي“ ويتم النظر إليها بتركيز واهتمام للسير على هديها، فلابد أن تتوفر فيها ثلاث عناصر من ”العمق والإكتمال والإقناع“.
وأوضح المقصود ”بالعمق“ وهو ألا تكون الصفات المنسوبة للشخصية وقتية ومتغيرة بمرور الوقت، بل تلزم حالة واحدة، كما في شخصية ”أشعب“ المعروف بالشره، وحب الأكل، وتتأصل فيه صفة البخل على الدوام.
وبيّن المعنى من ”الإكتمال“ وهو بلوغ الغاية والنهاية من الشيء، لافتا إلى شخصية ”البخيل“ والذي يمتنع عن الدفع في جميع الأحوال مهما بلغت به الحاجة، فلابأس أن يموت من الجوع على أن يخرج قرشا من جيبه.
وذكر المقصود ”بالإقناع“ وهو أن تكون ”أفعال وأقوال الشخصية حديث المحيطين به، والمطّلعين على حكايته“، إضافة إلى ”سلوكياته التي تظهر ما يشتهر به“، فشخصية أشعب ”نجحت في رسم صورة نمطية في البخل بسبب كثرة الحوادث الدالة على بخله وتقتيره، واستطاعت إقناعنا أنها بخيلة فعلا“.
