آخر تحديث: 5 / 5 / 2024م - 9:51 م

الشيخ اليوسف: توقير الكبير سناً أو شأناً يعزز من ثقافة الاحترام بين الناس

جهات الإخبارية

قال الشيخ عبدالله اليوسف في خطبة الجمعة أن توقير الكبير وتبجيله من الأخلاق الإسلامية الجميلة، ومن القيم الإنسانية النبيلة التي تنمي منظومة القيم والأخلاق والآداب في حياة المجتمعات البشرية، وتعزز من ثقافة الاحترام والإكرام بين الناس.

وأضاف: إن لكبير السن أو الشأن منزلة ومكانة متميزة في المجتمع المسلم، وينبغي التعامل معه بكل أدب وتوقير واحترام وإجلال.

وقال: كثيرة هي الروايات والأحاديث الواردة عن رسول الله وأئمة أهل البيت التي تحث على توقير الكبير وتعظيمه وإجلاله، وإن توقير الكبير معناه الاحترام والإجلال لمن هو أكبر سنّاً أو شأناً، إذ لا يقتصر توقير الكبير على كبير السنّ فقط، وإنما يشمل أيضاً كبير الشأن والمنزلة والمكانة حتى لو كان شاباً، سواء أكانت تلك المنزلة والمكانة دينيّة أو علميّة أو شرفية.

وأوضح الأصناف الذين يجب توقيرهم بقوله: ورد في الهدي النبوي عدة توجيهات وإرشادات لمستحقي التوقير والتكريم والتعظيم، ومنهم: الشيخ الكبير؛ حيث حثّ الإسلام على توقير وإجلال ذي الشيبة الكبير.

وشدّد على أن احترام الكبير وتوقيره وتعظيمه من الآداب والأخلاق التي أكّد عليها نبي الإسلام في العديد من إرشاداته وتوجيهاته وهديه النبوي، وكذلك في سيرته العملية في رعاية كبار السن وتوقيرهم.

وأضاف: وممن ينبغي توقيرهم من الناس هم العلماء الربانيون؛ وذلك لشرف العلم الديني ومكانته، وفي المقابل نهى عن الاستخفاف والازدراء بالعالم أو تحقيره أو الانتقاص منه.

وتابع: وممن ينبغي إكرامهم وتوقيرهم: الشرفاء والكرام من الناس؛ فالشريف في قومه، والعزيز في مجتمعه ينبغي تكريمه وتوقيره وتعظيمه، فقد روي عن رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ قوله: «إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ».

وختم هذا المحور من خطبة الجمعة بأن من الأصناف التي ينبغي الحرص على توقيرهم وإجلالهم واحترامهم: الوالدان، وأن ذلك من أهم مصاديق البر بهما، والإحسان إليهما.

وأشار إلى أن من صور توقير الوالد وإجلاله: أن لا يسميه باسمه، ولا يمشي بين يديه، ولا يجلس قبله.

وقال أن أخلاقنا الإسلامية وعاداتنا وأعرافنا الاجتماعية وفطرتنا الإنسانية تدعونا إلى احترام آبائنا وأمهاتنا، وتقديم كل دعم وعون ومساعدة لهم، والوقوف معهم، فلهم الفضل الكبير علينا؛ فلنؤدِ لهم حقوقهم، ولنحسن إليهم، ولنعطف عليهم، ولنظهر الاحترام والحب والإجلال لهم.

ثم تطرق إلى المحور الأخير في خطبة الجمعة حيث تناول فيه الآداب والأخلاق الإسلامية في توقير الكبير وإجلاله استناداً إلى الروايات الشريفة.

وقال: أولى الإسلام توقير الكبير عناية خاصة، وأرشد إلى التعامل مع الكبير بمزيد من الاحترام والتقدير والتبجيل، ومن هذه الآداب والقواعد قاعدة: تقديم الكبير سناً أو شأناً في كثير من الأمور؛ كتقديمه في الصفوف الأولى في صلاة الجماعة، وتقديمه في التحدث في المجالس، وتقديمه في الجلوس والمشي، وتقديمه في الصف، وتقديمه في البدء في الطعام وغيرها من الأمور الأخرى.

وأوضح أن من صور التوقير تقديم الكبير في حالة الصفوف الطويلة التي نراها في المناسبات الاجتماعية سواء في مجالس التعزية أو التهنئة؛ إذ ينبغي من أهل المجلس أو القائمين على المناسبة أو عموم المجتمع تقديم الكبير سناً احتراماً لشيبته، أو الكبير شأناً لمنزلة دين أو علم أو شرف إجلالاً لمنزلته الخاصة؛ وهذا ما تدعو إليه تعاليم الإسلام الأخلاقية وإرشاداته في توقير الكبير.

وأضاف الشيخ اليوسف: من مصاديق التبجيل والتوقير والإجلال للكبير تقديمه في الأمور كلها إلا ما خرج من ذلك بالدليل والضرورة.

وذكر إن من الآداب الإسلامية في توقير الكبير واحترامه أيضاً: القيام له إذا دخل المجلس، وإقعاده محله إن لم يكن له موضع يجلس فيه، واختيار المكان الأنسب للجلوس له؛ فالقيام للكبير والترحيب به وإقعاده في المكان المناسب له من الآداب التي ينبغي مراعاتها في توقير وتعظيم الكبير شأناً أو سناً.

وفي ختام الخطبة، أكد أن من الأمور المهمة تربية الصغير على احترام الكبير وتوقيره، وتحذيره من الاستخفاف بمن هو أكبر منه سناً أو شأناً.

ولفت إلى أن من صور الاستخفاف بالكبير: الاستهزاء والسخرية منه، انتقاص شأنه ومكانته، عدم الحياء في التعامل معه، إساءة الأدب في حضرته، رفع الصوت في الحديث معه، وغيرها من صور الاستخفاف والاستهانة والانتقاص منه؛ وهو أمر منهي عنه أشد النهي.