آخر تحديث: 30 / 4 / 2024م - 2:08 م

الكاتب الحميدي: البطل الثقافي هو من نسعى لمشابهته والتمثّل به

جهات الإخبارية

?feature=player_detailpage" width="500">

 

أكّد الكاتب محمد الحميدي على أن ”البطل الثقافي“ هو من يسعى القاريء لمشابهته، والتمثّل به كنموذج منتظر راسخ في ذهنيه لما يتحلّى به من الشجاعة والمروءة والدفاع عن الحق، كالحكماء والقديسين والشجعان".

وأشار إلى أن البطل ”لايكون بطلا، مالم تتم الإشادة به والتأكيد على إقدامه“، لافتا إلى أن البطل في اللغة هو ”الشجاع الذي يخوض غمار الحروب“.

وتطرّق في الحلقة الرابعة من سلسلة ”آفاق ثقافية“ والتي بثّها على قناته في اليوتيوب يوم أمس، لأنواع البطل والبطولة ووجهة نظر القاريء لكل منها؛ كالبطل ”الإنساني والأسطوري والرمزي والثقافي“، لافتا إلى الإعجاب بالأخير لما يمتلكه من ”مروءة وشجاعة وقضية عادلة يدافع عنها“.

وأشار للبطولة التي يتذبذب معها القاريء في تحديد من هو البطل ”فلا يمكن جعل أحدهما هو البطل، فالعلاقة بينهما لعب وصراع، وتستدعي مايمكن تسميته بتداعي الأحداث، ويكوّن القاريء نظرة تجاه كل منهما بحسب توزيع أدوار البطولة وتبادلها بينهم، كما في الحربين العالميتين“.

ولفت إلى البطل ”المضطهد“ في المعاناة من ”شرور الآخرين وسخريتهم واستهزائهم، وإثارته للمسائل الأخلاقية والأحكام التي تنظّم حياة البشر“، ونظرة القاريء له بنظرة ”تطهير للنفس، ومحاولة رفع الظلم عنه“، كالمسيح والإمام الحسين عليهما السلام.

وأوضح أن ”البطل الناقص“ هو من ينظر له القاريء بشفقة لنقص جسمي كالعمى، أو معنوي يعود لنقص الإشباع العاطفي والرعاية، كجلجامش الذي سعى لامتلاك نبتة الآلهة من أجل الخلود، ”لمعاناته وشعوره بالفراغ العاطفي الشديد“.

ولفت ”للبطل المضاد“ وهو من يُنظر له بالسخرية والتهكم والضحك، لمعاكسته توجهات البطل وتصرفاته وإضماره الشر والسعي لإفشال جميع مخططاته، كما فعل بياغو في التفريق بين عطيل وحبيبته ديدمونة في مسرحية شكسبير.

واعتبر الحميدي ”البطل الثقافي“ النموذج المنتظر الراسخ برأس القاريء والذي يسعى للتمثّل به ومشابهته، كالحكماء والقدّيسين والشجعان ومنهم عنترة وأخيل، فكلاهما يمتلك الشجاعة، والمرؤة، والقضية العادلة، فعنترة دافع عن حقه في الحرية والمساواة والزواج بإبنة عمه، وأخيل أعاد الحق لأصحابه بسفره إلى طرواده لإرجاع هيلين زوجة ميلانوس التي اختطفها هكتور بطل الطرواد".