آخر تحديث: 5 / 5 / 2024م - 9:24 ص

الكاتب الحميدي: هكذا تتكوّن الصورة الثقافية في الذهن

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - القطيف

أكّد الكاتب محمد الحميدي على أهمية الصورة، واستحواذها على انتباه الكتّاب والفلاسفة والمفكّرين وعلماء الإجتماع والإنسان وذلك لتأثيرها الكبير على الإنسان، لافتا إلى تأثير الصورة الثقافية على الذهن.

وأشار إلى ماتعنيه الصورة في اللغة من ”مثال الشيء، وتشير إلى التماثل والتشابه وإن كانت مختلفة عن الحقيقة في بعض الوجوه“.

ولفت إلى ”تعدّد تعاريفها“ في الإصطلاح بحسب العلم والإختصاص الذي يدرسها، وذلك خلال الحلقة الخامسة والأخيرة من سلسلته ”الآفاق الثقافية“ والتي بثّها على قناته في اليوتيوب الخميس الماضي، لافتا إلى ما تشير إليه ”الفلسفة“ من تكوّن أصل الصورة كفكرة داخل ذهن الإنسان.

وأشار إلى ماتعنيه الصورة في ”الفلسفة المثالية“ لدى أفلاطون ”أن العالم الأرضي ليس إلا صورة عن العالم السماوي“، بينما ربطها أرسطو ”بالمادة، وأنها من يعيّن الشكل للمادة ليتفرّد بها“، واستعملها فيثاغورث في الرياضيات ”للتعبير عن الشكل الهندسي، واعتبرها مظهرا للعدد الذي يعدّ أصل كل الوجود“، بينما ارتبطت لدى بن عربي في الصوفية ”بعالم الخيال والمُثل المرتبط بعالم البرزخ“.

وأوضح المقصودب من الصورة في الأدب، أنها ”حركة ذهنية تتم داخل الشعور، وتعدّ انعكاس مكثّف لمختلف جوانب الطبيعة والمجتمع وظواهرهما، مع الإحتفاظ بخصوصية التجربة وفرادتها“.

وتطرّق لأقسام الصورة بحسب هذا التعريف إلى ثلاثة أقسام ”ذهنية، حسية، حركية“، لافتا إلى تشكّل ”الصورة الذهنية“ في الذاكرة، ومخاطبتها للعقل، واعتمادها على المجردات، كصورة الهلال ورمزيتها للإسلام.

وأشار إلى ما توّلده الصورة ”الحسية“ أو الشعورية داخل الانسان من الشعور، كصورة البحر وماتبعثه على الراحة والهدوء، بخلاف صورة المعركة والدمار وماتبعثه من الشؤم والأسى.

وذكر أن الحركة والتمدد وعدم الثبات ملازم للصورة ”الحركية“، متمثّلا بالأبيات الشعرية التي تصف حدثا من الأحداث، كبيت امرؤ القيس ”مكرٍّ مفرٍّ مقبلٍ مدبرٍ معاً.. كجلمودِ صخرٍ حطّه السيل من علٍ“، لافتا إلى أن الصورة هنا تنبض بالحرارة والحيوية والحياة، وليس الجمود أو السكون.

وأشار إلى تقسيم آخر للصورة بحسب ورودها في ”الجزئية والكلية“، ”فالجزئية“ هي ما تكون طرف في حدث، أو شيء معين، أو بيت شعر فلا يمكن فهمه بمفرده بل لابد من العودة لبقية الأبيات لتتضح الصورة ويكتمل معناها.

وبيّن أن الصورة ”الكلّية“ تتألف من صور جزئية عديدة، ومجموعها يقود إلى تشكّل الصورة الكلية، كما في عدد من اللوحات لأحد الفنانين، أو الأبيات لقصيدة معينة، فبضمها لبعضها نحصل على تلك الصورة.

وأوضح الحميدي أن ”الصورة الثقافية“ هي تلك الصورة الشاملة أو العامة، والتي لا تأتي بسهولة للجميع، فالبعض يلمّ بجزء كبير منها، بينما لايملك آخرون منها إلا القليل.

">لمشاهدة الحلقة اضغط هنا

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
ر ع
[ القطيف / القديح ]: 1 / 1 / 2019م - 8:15 م
شكراً لك على هذا التميز والإثراء

وشكراً للكاتبة
أتمنى لكم التوفيق وحياة سعيدة