آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 10:41 م

ديوانية الجمعة في سنابس تؤكد ”أولوية الإنسان“ لتحقيق المزيد من النمو والتطور

جهات الإخبارية سلمان العيد - تصوير: أحمد الصرنوخ - سنابس

”الإنسان أولا“، تلك هي خلاصة حديث الدكتور عبدالجليل آل خليفة خلال ديوانية الجمعة التي أقامها مجلس التنمية الاجتماعية بسنابس، التي حملت عنوان «الإنسان بين تطوير الذات وإدارة المشروع»، وحضرها عدد كبير من المتخصصين في الشأن الاجتماعي والاقتصادي.

الدكتور آل خليفة، في تأكيده على أولوية الإنسان، لم يكن يرفض مبدأ الربحية في الشركات، ولم يدع لأن تتحمل الشركات عب الزيادة في حجم العمالة في حال تراجع النشاط لديها، وإنما يدعو إلى حلول إبداعية للحفاظ على أولوية الإنسان قبل الربح..

الدكتور عبدالجليل آل خليفة - ديوانية الجمعةولم يكن يرى بأن هذه الأولوية للإنسان مخالفة لمبدأ الجودة، فالمنتج الجيد سوف يستهلكه الإنسان نفسه، كما أن الاهتمام بالبيئة مثله مثل الاهتمام بالجودة يحفظ للإنسان مكانته، وسلامته.. 

وأكد في هذا الشأن بأن بعض الشركات تبحث عن الأرباح السريعة، فقد تكون على حساب الإنسان، وعلى حساب والأهداف الاستراتيجية.

وقال: ”حينما نقول الإنسان اولا لا يعني سوى الجودة لأن الإنسان هو الذي سوف يستهلك المنتج، ولا يعني عدم الربحية فربحية أي شركة تعني استمرارية عطائها، واستمرارية بقاء العاملين فيها، فإذا تطوّر الإنسان تطورت الشركات والعكس صحيح، فالإنسان مفهوم متكامل“.

واشار إلى أن كل فكرة جديدة أو منتج جديد كل البشر شركاء فيه، فنحن شركاء في الحضارة المعاصرة، ولا بد لنا من دور كي نصوّب ما تحتويه من أخطاء أو ملاحظات، مثل عدم إيلاء العناية بالإنسان وتحديد أولوية الربح بينما يفترض أن يكون الإنسان أولا، ولا تعارض بين حاجات الإنسان وحاجات المؤسسة الربحية، فالإنسان هو مصدر الخير ومصدر العطاء.

وحمّل مسؤولية تحقيق الأولوية للإنسان على الإنسان نفسه فهو مسؤول عن تطوير ذاته كي يسهم في تحقيق الأولوية له ولغيره، وهي مسؤولية اجتماعية أيضا، لا تتناقض بطبيعة الحال عن المسؤولية الفردية.

الدكتور عبدالجليل آل خليفة - ديوانية الجمعةوأكد بأن إبداع الفرد يتوقف على مدى استخدامه لطاقته الذاتية والمادية والاجتماعية.

وانطلق في هذا الحديث من تساؤل هام هو: ”هل نمو وتطور الإنسان من ذاته أم من الأجواء المحيطة به؟“، وبعد حوار مع الحضور خلص إلى القول إن سلوك الإنسان يأتي من ذات الإنسان بالدرجة الأساس، ولكنه يحدث أن يأتي من قبل الوسط المحيط به «الأسرة، المدرسة، المجتمع... الخ»، فتجد بعض الأشخاص نسخا أخرى من آبائهم، والبعض الآخر عبارة عن صدى لما يتبنّاه المجتمع، بينما نجد البعض يملكون مساحة معينة تمثل شخصياتهم بمفردها.

وأضاف بأن البعض يحب الإطلاع، ويسعى لتقليد الآخرين فيعمل ما يعملونه، هذا الفضول الزائد قد ينقل صاحبه إلى فضاءات مظلمة، ومتاهات صعبة، لأن عقلنا يتأثر كثيرا بالمجتمع والأفكار التي تدخل على ذواتنا وأنفسنا، يتأثر بالدين والاعلام والعلاقات وما شابه ذلك، وهذه الآثار ليس بالضرورة أن تكون سلبية بل قد تكون إيجابية حسنة، مثل القيم والاخلاقيات التي اكتسبناها من آبائنا وامهاتنا من قبيل احترام الكبير وطريقة الكلام واللباس.

الدكتور عبدالجليل آل خليفة - ديوانية الجمعةولفت إلى إن من معالم تأثير المجتمع على الفرد أن السعيد في الغالب يجلس مع السعداء ويتأثر به، والتعيس يجلس مع التعساء ويمارس سلوكياتهم ويتصرف مثلهم،

وقال بأن لكل إنسان شخصيته المستقلة في تاريخه وفي مستقبله، فهو نسخة لوحده بيولوجيا ونفسيا واجتماعيا، وهو يملك مساحة كبيرة من الحرية في شخصيته، لكنه  مع ذلك  يخسر جزءا كبيرا من هذه المساحة ويتركها للآخرين يتصرفون بها ويتأثر بهم ويقوم ببعض الأعمال بموجبها، 

وأضاف ان مما يلحظ أننا نقوم بقرارات شخصية نقوم بها بدون وعي، وكل سلوكياتنا تعلمناها من منازلنا ومدارسها وصارت عادات عندنا، وبعض هذه العادات سلبية مثل التدخين، ومما يؤسف له إن مساحة الوعي في قراراتنا لا تتعدى العشرة في المائة.

وتابع من هنا إذا أراد الواحد منّا أن يطوّر ذاته عليه أن يزيد من مساحة الوعي في قراراته، فلديه طاقات كثيرة، لكنّها حبيسة في ذاته، مثل أن يكون لديه علاقات اجتماعية واسعة، أو سيولة مالية مجمدة في البنوك، من هنا لا بد أن نتساءل: كم من نستخدم من طاقاتنا الفردية؟

وأشار الى انه لا بد لكل إنسان من غاية، والغاية تشعل الإرادة والحماس، والإنجاز سوف يتلو الإنجاز، وكلما كانت الغاية كبيرة وشريفة زادت مساحة الاندماج فيها، وحتى يتم الوصول إلى الغاية على الإنسان ان يندمج في المجتمع المبدع، لأنه يؤثر في صاحبه كما سبق القول، فالالتحاق بالمجتمع المبدع يعني رفد حالة الابداع بمعطيات إضافية.

ومضى يقول بأن الغاية تتجسد في مشروع، هذا المشروع قد يكون تجاريا وقد يكون ثقافيا وقد يكون اجتماعيا، وكل مشروع يحتاج إلى إدارة، والإدارة تحتاج إلى وعي وتفكير استراتيجي بعيد المدى، هذا التفكير يسجل للإنسان بصمته في الحياة وفي التاريخ، ذلك لأن الإدارة هي تحقيق الأهداف من خلال الاستخدام الأمثل للموارد.

وأكد على أولوية الإنسان في كل شيء، إذا وعا هذا الإنسان ذاته وأهميتها، وانطلق نحو مشروعه، وبحث عن المجال الذي يحقق له هذه الأولوية «ليس الراتب المادي فقط».. وفي الوقت نفسه إذا المؤسسات وعت بأن العنصر البشري هو الثروة الحقيقة التي تحقق الربحية والجودة والتطور أيضا.