آخر تحديث: 3 / 5 / 2024م - 1:36 ص

الدكتور الطاهر: عليكم فهم سلوكيات أبنائكم قبل التدخل العلاجي

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - سيهات

أكّد الدكتور مهدي الطاهر على أهمية فهم السلوك بالنظر ”لأسبابه الحقيقية“ المحرّكة له، وليس لأعراضه الخارجية، مبينا أثر ذلك في فهمه وتفسيره والوصول لمرحلة التشخيص الصحيحة ومن ثم العلاج.

وأشار في محاضرته في ”علم النفس الأسري“ بتنظيم مركز رفاه وبالتعاون مع دار الفرقان مؤخرا، إلى أهداف علم النفس من ”فهم السلوك، وتفسيره، وضبطه، والتنبؤ به بهدف تعديله وتغييره“، لافتا إلى أن ”المقدمات الصحيحة من الفهم والتفسير، تؤدي لنتائج إيجابية في الخطوات التالية“.

وانتقد كثرة التوبيخ والعتاب من الأهل، والإسراف في استخدام المصطلحات السلبية، والبخل في مصطلحات التعزيز والتدعيم، لافتا إلى أثر ذلك في حياة الأبناء المستقبلية.

ودعا إلى إحاطة الابناء ”بالرعاية والإهتمام، وإعطائهم المكانة اللائقة، وعدم السماح للآخرين بالاستهزاء بهم خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة، والذي يؤثر على نوع العلاقة في المراهقة وما بعدها“.

ولفت إلى أن حالة الغضب والتمرد والعناد قد تدل على سوء التوافق والتكيف والرغبة في نيل الإحترام والتقدير والإهتمام، منتقدا لجوء بعض الأهالي للغة العاجز من استخدام ”الضرب أو الألفاظ البذيئة“، فيفر الإبن من مظلتهم إلى من يجد عنده ضالته.

وقال أن سوء التفسير والتشخيص يعود لعدم فهم السبب، فحركة الجنين الزائدة في بطن الأم قد لا تعود لحالته الصحية، بل نتيجة لتغيّر حالة الأم الإنفعالية أو تعبها.

وأشار إلى طبيعة السلوك واتصافه ”بالثبات النسبي والمرونة“، مما يمكّن من عملية الضبط والتعديل، منوّها لما قام به رسول الله ﷺ مع مشركي مكة ونقلهم من حالة الجاهلية إلى الإسلام.

ولفت إلى أنه لولا ”المرونة“ لما كان هناك أثر لعملية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وأشار لصفة ”الثبات النسبي“ في السلوك والتي تستدعي المحافظة عليه، وملاحظة أي تغير غير مقبول من قبل القائمين على التربية خاصة الام، والعمل على إعادة الضبط قبل تمتينه وتأثيره على السلوك.

وقال أن ”الضبط“ يؤتي ثماره كلما تم في مرحلة عمرية مبكرة، كما أن الطفولة الإيجابية تمكننا من التنبؤ بمراهقة إيجابية.

ودعا إلى ملاحظة سلوك الأبناء في بدايته؛ فالمتعثر دراسياً، ومن تظهر عليه آثار فرط الحركة وتشتت الإنتباه، أو طيف التوحد، ونحوه، لابد من عرضهم على مختصين بمراكز مختصة لتشخيصهم والتعرف على الطرق الملائمة للتعامل معهم.

وحثّ على معرفة ”العوامل والمسببات“ لما يستجد في سلوك الأبناء من عادات؛ كالخجل، والقلق، وضعف التحصيل، والسرقة، والكذب، واعتبارها بمثابة جرس الإنذار، فلابد من متابعتها حتى تضعف وتزول.

وأوضح أن ضبط السلوك بحاجة إلى ”دراية، وهندسة، ووعي بالفروق الفردية مع اختلاف السن والجنس“، لافتا إلى إحدى الطرق الجيدة في ذلك "time out”.

وبيّن أهمية تعليم السلوك للأبناء ”كمنظومة متكاملة“ بدون تجزئة أو الإهتمام بجانب دون آخر وباعتدال وتأني، لافتا إلى أن الوضع يختلف مع الحالات المرضية بحاجتها للتدرّج.

وتطرّق لمساهمة بعض العوامل في ”دقة الضبط والتنبؤ، من“ فهم المنبهات البيئية للسلوك، الدوافع البيولوجية والإجتماعية، التعلّم وتغيّر الفرد بما يناسب متطلبات البيئة، طريقة الفرد في التفكير وحل المشكلات، فهم سنن السلوك".

ولفت إلى أنه يمكن التحكم بقدر الإمكان فيما نرثه من صفات بيولوجية وأمراض وراثية، بالحذر من أثرها والتخفيف من انتقالها بالحمية، وفهم الحالة.

ونوّه لتأثير البيئة في تغير ”الفكر والظروف وما تولّده الضغوط الزائدة من التوتّر“، كالأوضاع المالية والتي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، فقد تتسبب بحالة من العدوانية والصراخ وضعف المزاج العام والتهديد ونحو ذلك.

ودعا لضبط البيئة والتي قد تستدعي ابتعاد المنقطع عن التدخين عن المدخنين، وسفر المتعافي من الإدمان إلى بلد اخر إذا كان سيتعرّض للمضايقة وحثه للعودة إلى ما سلف.

ولفت إلى أثر ”التعلم“ في تغيير السلوك والتفكير وذلك لما نشاهده ونقرأه كل يوم، مشيرا لدور القرآن في ”الفلترة والتنظيف“ والتي تستجلي البصر وتنظّف القلب.

ونوّه إلى إمكانية التنبؤ بما ستؤول إليه الأمور بعد معرفة المتغير، وطريقة الفرد في حل المشكلات.

ودعا لأخذ أثر الوراثة بعين الإعتبار قبل المبادرة للخطبة خشية انتقال بعض الصفات للأبناء ”تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس“.