آخر تحديث: 2 / 5 / 2024م - 7:20 م

إدارة الازمة بمنظور الخدمة الاجتماعية

ًًً رقية الفلّة *

يواجه الفرد والجماعة والمجتمع بأكمله مجموعة عديدة من التقلبات المباغتة، منها السلبي والإيجابي والتي ليس للإنسان يد التدخل في حدوثها، ولكن تقع عليه كامل المسؤولية في كيفية التعايش معها وإرداتها، بل ومحاولة تحويلها من أزمة لصالح فردي واجتماعي.

في الآونة الأخيرة أصيبت اغلب المجتمعات بأزمة ما يسمى بانتشار فايروس كورونا وما جلبه من رهاب نفسي واجتماعي على المجتمع، فأخدت الناس تنقسم إلى ثلاثة أقسام؛ ما بين متّبع للتعاليم الاحترازية باعتدال، وما بين متخوف لدرجة الهوس، وما بين لا مبالي بترديد مصطلح ”ما هذه المبالغة في الموضوع؟“، حتى جاء أمر الحجر الصحي الذي هو لصالح الفرد والجماعة بل والمجتمع بأكمله، ولا يختلف اثنان على ذلك، فحكومتنا الرشيدة تعتبر من أفضل الحكومات السباقة للتصدي لمثل هذه الازمات، ولأننا نعيش وننتمي لدولة متحضرة فكرياً وصحياً واجتماعياً وثقافياً فكل الشكر الجزيل للحكومة على تلك الجهود العظيمة والجبارة، أعزّ الله بلادي بلد الحرمين حكومة وشعباً وحرسها من كل شر.

من منظور الخدمة الاجتماعية تقع مهام كبيرة على الأخصائيين الاجتماعيين خاصة في وقت الأزمات، مستخدمين مبدأ المسؤولية الاجتماعية، والتي تعتبر قيمة جوهرية في حياة الفرد والمجتمع، وذلك بتعزيز مبدأ الالتزام بالواجبات والحقوق المفروضة من قبل الجهات المختصة في داخل المجتمع وإيفائها حقها دون نقصان، ويكون ذلك الالتزام بالتقيّد بالإرشادات التوعوية والوقائية، ليتسنى لنا جميعاً تخطّي هذه المرحلة دون أضرار أو خسائر بقدر الإمكان، فواجب الاخصائي الاجتماعي التنوير بشأن تلك الواجبات التي تخص كل أفراد المجتمع، فربما كانت هناك شريحة من المجتمع جاهلة بتلك الواجبات، إما بسبب تفشي الجهل الثقافي أو التهاون في أداء الواجبات والمسؤوليات، وهنا تبرز أهمية الخدمة في تبصير المجتمع وإعادة توازنه الاجتماعي.

لا يخفي علينا جمعيا أن الفرد أو الأسرة أو الجماعة معرّضون للعديد من الضغوطات المختلفة، خاصة هذه الأيام مع تفشي أزمة فايروس كورونا. فتبرز دور الخدمة الاجتماعية في تحرير أذهان أفراد المجتمع من الأفكار السلبية، ومن الترويع والتهويل إلى الادراك وتحمّل المسؤولية فكرياً وفعلياً، وذلك بقبول وتطبيق الإرشادات التوعوية الصادرة من الجهات المختصة بثقة ورغبة تامة في تخطّي الأزمة، فالهدف الأساسي لنا هو تخليص الأفراد والمجتمع من المشكلات التي قد تلحق بهم من ناحية القلق والخوف والرهاب مع المجتمع وتدعيم الثقة بالنفس لمواجهة هذه الظروف.

باحثة واخصائية اجتماعية