آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 4:17 م

أحبتي.. شأن من هذا؟

الشيخ محمد علي معتوق

اجتاحت الجائحة الآفاق.. وأوصلت صوت كل مستغيث، نستغيث بالله سبحانه من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا شاكرين له ما لا نحصي من النعماء، فالحمد لله رب العالمين.. وبعد:

لن يعثر يراع من يكتب في فضل العلم والعلماء، وما لهم من رفيع الدرجات يوم القيامة، فلهم بكل حرف أثبتوه على الورق مدينة في الجنة أوسع من الدنيا سبع مرات..

بل وينال ذلك الثواب كل من جالسهم ونهل من نمير النبي وأهل بيته صلوات الله عليهم على أيديهم.. أو ائتمّ بهم أو تخشع وبكى من مواعظهم

فعن أبي عبدالله «عليه الصَّلاة والسَّلام»، قال:

”من حفظ من أحاديثنا أربعين حديثاً بعثه الله يوم القيامة عالماً فقيهاً“ [1] 

وفي جامع الأخبار، عن رسول الله «صلَّى الله عليه وآله وسلَّم» أنَّه قال: ”صلاة الرَّجل في جماعة خير من صلاته في بيته أربعين سنة، قيل: يا رسول الله! صلاة يوم؟ قال: صلاة واحدة“.

ولم تذهلْ عن تعظيم أدوارهم رسالةُ الحقوق حيث قال الإمام زين العابدين :

”وأما حق إمامك في صلاتك فأن تعلم أنه قد تقلد السفارة في ما بينك وبين اللّه والوفادة إلى ربك وتكلم عنك ولم تتكلم عنه ودعا لك ولم تدع له وطلب فيك ولم تطلب فيه وكفاك هم المقام بين يدي اللّه والمسألة له فيك ولم تكفه ذلك فإن كان في شي‏ء من ذلك تقصير كان به دونك وإن كان آثما لم تكن شريكه فيه ولم يكن لك عليه فضل فوقى نفسك بنفسه ووقى صلاتك بصلاته فتشكر له على ذلك ولا حول ولا قوة إلا باللّه“.

وقال :

قول الامام علي بن الحسين زين العابدين : «وحق سايسك بالعلم: التعظيم له، والتوقير لمجلسه، وحسن الاستماع اليه، والإقبال عليه، وان لا ترفع عليه صوتك، ولا تجيب أحداً يسأله عن شيء حتى يكون هو الذي يجيب. ولا تحدّث في مجلسه أحداً، ولا تغتاب عنده أحداً، وأن تدفع عنه إذا ذكر عندك بسوء، وأن تستر عيوبه، وتظهر مناقبه ولا تجالس له عدواً، ولا تعاد له وليّاً. فاذا فعلت ذلك، شهد لك ملائكة اللّه بأنك قصدته، وتعلّمت علمه للّه جل اسمه، لا للناس».

وأما حظ الناعين على الحسين رجالا ونساء فعظيم عظيم

قال الإمام الرضا :

”من تذكّر مصابنا وبكى لما أُرتكب منّا، كان معنا في درجتنا يوم القيامة، ومن ذُكّر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينُه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلساً يحُيى فيه أمرُنا، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب“. [2] 

قد كشف الفيروس المستجد هذا - أعاذ الله البلاد والعباد من فتكه - بتطوافه علينا في القطيف محاسن أهلنا وعلو هممهم واستنارة بصائرهم ووعيهم، فتصدوا لكل دور احتاجهم فيه، حيث اجتاحت الظروف المعيشية الصعبة شرائح كثيرة من العمّال وأرباب الأسر وربّاتها.

وما أظننا غفلنا ولم نلتفت إلى ما حل بشريحة كريمة من رجال الدين والخطباء وأئمة المساجد ومرشدي حملات الحج والعمرة المتفرغين لخدمة الدين والمجتمع غير ذوي الدخل والوظائف الوزارية منهم، إنما نقصد أولئك الذين يعز عليهم أن تستجدي أيديهم أو أقلامهم وألسنتهم لذواتهم، وهم الذين يجب أن ينهضوا بدورهم الديني والاجتماعي في هذا الوطن السخي والبلد الكريم كيفما كانت الظروف.

ولكن.. ماذا بعد الظروف التي قدرها الله وسمح لـ كورونا «كوفيد19» أي يفرضها على العالم.

هل نحن مفلسون من حل مناسب فعلا؟

أم علينا أن نتجاهلهم ونضرب مثلا في نكران الجميل؟

أو نسجل عثرتنا الاجتماعية الخاصة هذه بحروف من وباء؟

كيف ونحن مجتمع ضرب أروع الأمثلة في التصدي لحاجة المتضررين والمحتاجين بشكل عام، بضروب من المهام الرسمية والتطوعية الأهلية بقيادة الجمعيات الخيرية الرشيدة وغيرها.

كلا.. لن نغفل عن صون وجه سادتنا الأفاضل ومشايخنا الأجلاء وصوتنا الناعي حسينا..

ولذا يجدر بنا الالتفات والنهوض بهذا الدور، لنفكر بذهن تأسيسي وليس ذهنية مؤقتة وحسب، ونطرق بابا نحسبه من دروس هذا الوباء العظيمة.

ماذا أعددنا لدعم هذه النفوس القيادية والتوجيهية في الشدة والرخاء لوجه الله سبحانه وقربى من رسول الله وأهل بيته الطاهرين؟

أضف اقتراحك إلى اقتراحاتنا هذه، ولنسعَ لتنفيذها من الآن على بركة الله على أعتاب شهر الله الكريم، كي نجد طريقا يليق بتكريم وجوههم، ومكافأتهم على جهودهم:

أولا: «الحلول المؤقتة»

1 - اصطنعوا لهم منابر في العالم الافتراضي طوال شهر رمضان المبارك وكافئوهم على جهودهم.

2 - اطلبوا منهم محاضرات ومجالس حسينية لبثها في القنوات وضاعفوا لهم الأجر.

3 - ادعوهم للحضور للبث المباشر في عالم الأنترنت لنشر الموعظة والفائدة.

4 - راجعوهم في التدقيق على ماينشر من المقالات من النواحي الشرعية والرجالية واللغوية وما أشبه.

4 - استفيدوا من أدائهم الصوتي في الإنتاج المفيد.

5 - نسقوا معهم لإحياء الليالي بالعبادة وقراءة الأدعية عن بعد، وأحسنوا الإعلان عن ذلك، واجمعوا لهم المتابعين بجهود إعلامية مباركة.

ثانيا: «الحلول الجذرية»

1 - على الحوزة العلمية أن تتصدى لمثل هذه الحلول من وجود رافد كريم لوقت الأزمات، وكذلك وكلاء المراجع الكرام وهم لذلك أهل إن شاء الله.

وصلى الله على محمد رسوله وآله الطيبين الطاهرين.

[1]  أصول الكافي ج1 باب 16 ص101
[2]  أمالي الصدوق ص278