آخر تحديث: 26 / 4 / 2024م - 2:07 م

القطيف.. أهازيج وداعية لشهر رمضان من داخل المنازل

جهات الإخبارية نداء آل سيف - القطيف

شهدت محافظة القطيف عصر اليوم مراسيم وداعية شهر رمضان داخل المنازل وتشمل أدعية الوداع وطلب التوبة والعود من جديد، والشكر لله على توفيقه بإتمام الصيام.

واعتاد الأهالي في المحافظة سنويا على اطلاق مراسيم مميزة توديعا للشهر الفضيل في المساجد والمجالس الحسينية، غير أن هذا العام بدى مختلفا نتيجة جائحة كورونا.

وملأت الأهازيج الوداعية أجواء المنطقة عصر اليوم.

وتعد الأهزوجة الشعبية «ودّعوا يا كرام شهر الصيام، الوداع الوداع يا شهر الله، وعليك السلام يا شهر الصيام» من الأهازيج التراثية والتي يرددها الأهالي، لاسيما في القديم مع المسحر.

هذا العام والذي يعد استثنائي بسبب جائحة كورونا المُستجد، ودع الأهالي شهر رمضان في بيوتهم ومن خلال الاستماع إلى البرامج الفضائية أو مواقع البث المباشر على الانستغرام أو اليوتيوب.

واعتاد سنويا مئات الأطفال في القطيف وقراها للخروج في مسيرات طويلة لوداع شهر رمضان المبارك، برفقة المسحر مرددين الأناشيد القديمة «ودعوا يا كرام شهر الصيام، الوداع الوداع يا شهر الله، وعليك السلام يا شهر الصيام».

بدورها قالت أم عبد الرزاق أنهن قديما كانوا يجتمعون لقراءة الأدعية في أحد المنازل المتجاورة، وحين يسمعن الدعاء قد وصل إلى المقطع «واسكني بحبوبة جنانك» فإن النساء تستخدم أيضا حركة التوكأ وتدير يديها على شكل نصف دائرة، وتكملها على الاتجاه الآخر أي يمين ويسار، ويسار ويمين، وهي تقول مرارا وتكرار مع القفز من الجلوس أو التنطنط «سويلي بحبوح في الجنة "

وأضافت في السنوات الأخيرة انقطعت هذه الحركة لأن معظم السيدات المسنات بتن يعانين من مشاكل صحية في القدم والظهر ولا يمتلكن القدرة على القيام بها.

وبمزيج من الحزن تعبر عن مشاعرها هذا العام ”وداع هذه السنة مؤلم أكثر... ونسأل الله أن تنتهي أزمة كورونا قريبا“.

بدوره قال الباحث التاريخي عبد الرسول الغريافي بأن آخر ثلاثة أيام من شهر رمضان المبارك تظهر ملامح الحزن والحداد على وجوه الكثير وخصوصا النساء اللواتي يتعودن على الإجتماع اليومي بعد صلاة الظهر في أحد البيوت لحضور «الدعاء» وأما في ألايام الأخيرة فيتعقب هذا الدعاء دعاء آخر خاص بوداع الشهر، دعاء شجي حزين تقول كلماته:

ودعوا ياكرام شهر الصيام

الوداع الوداع ياشهر رمضان

وعليه الصلاة و

وعليك السلام ياشهر الصيام

وأضاف بأن إحداهن تقرأ وهن جميعا يرددن عليها في «كوراس»: ”وعليه الصلاة و“.

ومضى يقول بأن هذه الأبيات أيضا يرددها المسحر بصوته الشجي وكذلك الرجال بعد ختم القرآن في آخر ليله. وأما من يسمعنه من النساء فإنهن يتهدجن بالبكاء..

وأجاب الغريافي عن ”سووا لي بحبوحه في الجنه“ بقوله هذه أرجوزة فيها نصائح وأدعية عادة تقرأها المعلمة «المطوعه» على الأطفال الطلاب «الوليدات» في أيام رمضان في نهاية الدروس وقبل الإنصراف وخصوصا في أيامه الأخيرة.

وتابع ففي نهاية كل مقطع يقوم الأطفال «بنات وأولاد» بحركة فيها تنطط وهم جالسون «أي حركة تشبه قفز الضفدع» وهم يرددون «سوي/سووا لي بحبوحة في الجنه» ويكرروها ثلاث مرات ثم يستقروا في أماكنهم ليعودوا إلى استماع المقطع الذي يليه وفي نهايته يعودون لنفس الحركه ويرددون نفس القول.

وأضاف الغريافي وبنفس الدعاء والأرجوزة أيضا يجتمعن بعض النساء في بعض البيوت في كل يوم بعد صلاة الظهر وتقرأ إحداهن عليهن نفس الأرجوزه وهن يرددن نفس الكوراس ولكن دونما القفز كالأطفال لأنه انما يسمح للأطفال أن يقوموا بهذه الحركة لكي يتشجعوا ويتقبلوا السماع والترديد بكل بهجة وسرور. وعبارة ”بحبوحة في الجنه او بحبوحة الجنه“ ورد ذكرها في بعض الأحاديث.