نتواصل لتستمر المحبة
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم آياته بسم الله الرحمن الرحيم ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ «24» تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ «25» وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ «26» يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ «27»﴾ صدق الله العلي العظيم [سورة إبراهيم الآية: 24 - 27]
يتكوّن مصطلح الكلمة الطيبة من كلمتين، الأولى هي الكلمة؛ وتعني اللفظ الذي يستخدمه الإنسان ليعبّر به عما في داخله، واللفظ الثاني هي الطيبة؛ حيث إنّ الكلمة قد وُصفت بأنّها طيبة، والطيب هو ضد الخبيث، ومعناه ما استقام واستقر، وعليه فإنّ الكلمة تفيد التعبير والطيبة تفيد الحلال ومن هنا نستشف أن الكثير من الناس يغفلون عن أمور قد تتسبب في إثارة الفتنة بين أبناء المجتمع الواحد بسبب مقاطع تثير البغضاء وتتسبب في كوارث نحن في غناً عنها.. فلنأخذ على سبيل المثل مقاطع الفيديو التي تحتوي على مشاهد فيها ترويع للمشاهدين على سبيل الفكاهة والضحك مِما قد يتسبب في حالات «الوفاة، الجلطة، الصرع، الجنون، السقوط من المرتفعات وغيرها من الحوادث» فمثل هذه المقاطع المروعة كثيرا ما آذت متابعيها وأدت الى الفُرقة.
ومن الجانب الآخر إن الفتنة أشد من القتل وهي من المحرمات فإرسال المقاطع الصوتية أو المرئية والنصوص الكتابية من دون التحقق من مصدرها يترتب عليه اتهامات ونشر للإشاعات وقطع للأرزاق.. إن برامج التواصل الاجتماعي وضعت من أجل تقوية العلاقات بين أفراد المجتمع لا من أجل التفرقة بينهم فلنحرص على تبادل الكلمات الطيبة التي من شأنِها أن تُثمر محبةً ومودةً بين القلوب وتزيل الشحناء بينها ولتكن النصيحة بشكل فردي بعيدةً عن التشهير ونشر أخطاء الآخرين.
في الخاتمه اسأل الله عز وجل أن ينفعنا بالعلم النافع ويثبتنا بالقول الثابت وأن يقرب بيننا وبين أحبتنا في الخيرات والمسرات إنه سميعُ الدعاء، حفظكم الله ومن تحبون من كل سوءٍ ومكروه.