آخر تحديث: 26 / 4 / 2024م - 1:52 ص

كمالات النفس

عبدالحكيم السنان

بسم الله الرحمن الرحيم

سوف نتكلم بشكل مختصر عن النفس وماذا قال بعض الفلاسفة وعلماء الأخلاق، ومن هؤلاء الأعلام المجتهدين المولى محمد مهدي الزاقي حيث عرّف النفس بأنّها جوهر ملكوتي يستخدم أعضاء البدن كقوى في تلبية حاجاته وهي حقيقة الإنسان وذاته ولها أسماء باختلاف العبارات، كالروح والعقل والقلب، وهذه التسمية تتعلق بالقرائن وللنفس ثلاثة أوصاف قد تحدّث عنها القرآن الكريم.

النفس الأمّارة بالسوء واللوّامة والمطمئنة وكل نفس لها اختلاف في قوّتها على حسب تغلّبها على العقل، فالتي تكون مذعنة ومغلوبة بدون أن تقاوم وتدافع قوى الشيطان ولا يكون للعقل عليها من سلطان فتسمى النفس الأمّارة بالسوء.

وأمّا النفس التي يكون بينها تنازع بارتكاب المعاصي تارة تغلب وتارة تضعف ومن ثم يحصل ندم فتسمّى النفس اللوّامة.

وأمّا التي يغلب على قوّتها العقل وتنقاد إلى دفع كل القوى السلبية تسمى نفس مطمئنة لأنّها تنقاد إلى الأوامر والنواهي.

ها نحن نعيش في رحاب شخصيّة حاربت وتغلّبت بنفسيتها على كل القوى السلبية وانقادت إلى قوة العقل وهي شخصيّة قمر العشيرة العباس بن الإمام علي بن أبي طالب عليهما السلام حينما أراد أن يلبّي أمر مولاه الإمام الحسين بجلب الماء إلى أطفال ونساء وحرم الإمام الحسين ، فعند وروده إلى نهر العلقمي وهو حامل القربة على كتفه تغلب قمر العشيرة على كل القوى السلبية ولم تغلب وتضعف نفسه، بل قاومت ودافعت كل شهواتها عندما أخذ الماء البارد بيديه. لم ترضى نفسه المطمئنة أن يشرب الماء قبل أخيه الإمام الحسين وحرمه وأطفاله حيث أبت نفسه الزكيّة الراضية المرضيّة أن يكون هناك تنازع بين حب الذات والإثار حيث قال العلي القدير: في محكم كتابه ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةَ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً.

صدق الله العلي العظيم.