آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 10:41 م

التقاعد، المرحلة الأكثر دراماتيكية في حياتنا

حسين علي الربح‎ *

اليوم حين تلفت يمنة وأحيانا يسرى، تجد الساحة الاجتماعية وقد امتلأت بالعديد من المتقاعدين والمتقاعدات، التقاعد كمرحلة حتمية لكل موظف وموظفة آتية بقوة النظام، هذا إن لم تأتي كرغبة ذاتية تسبق المرحلة الإجبارية.

وسواء جاءت هذه المرحلة كارهة أو طائعة، ستكون جميلة وأنيقة محتوية على جماليات الحياة ورونقها وخلابتها.

الذي يعنيني في هذه المرحلة الحياتية حين نصل لها وجميعنا سيصل لها رغم الأنف الشامخ والرأس المرفوع والنفس العليا والأنا المتضخمة، وقتها، يهمني ويعنيني ان تكون النفس متألقة تحيا أفضل وأجمل مراحل العمر حيوية وكبرياء أمام المجتمع وكذاك امام الذات، لا ينتابها شعور بالنقص والتقصير وجلد الذات، وعمري إن لم تكن كذلك فأقم عليها مأتم وعويلا، وأنا أصدق معكم في هذا الأمر.

يستمد الانسان قوته وعنفوانه وألقه وشجاعته وصموده أمام المتغيرات المتلاحقة وكذلك أمام غوائل الدهر وتقلباته وامام الخذلان الانساني، يستمد ويواجه كل هذا الطوفان من خلال صمود وقوة وجبروت النفس الداخلية وتدبيرها وموازنتها وتصديها للانتهاكات الخارجية، وهي بهذا ستنتصر وتتألق ثم ينعكس ذلك على المظهر الهش الخارجي لهذا الجسد المادي.

قد يتسائل احدنا عن سبب الإتيان بالفقرة السابقة، اقول لانها مقدمة للاجابة على سؤال دائما يرافق هذه المرحلة الحياتية وذلك أن حياة المتقاعدين ستكون سعيدة ثم مستندة على المقومات الجالبة للسعادة، ليصل الى وجود ما يشغل فراغ المتقاعد ويسليه عن الفراغ الموهوم والمزروع في العقول بأن سعادة المتقاعد ستكون في ممارسة الرياضات المختلفة ولعل افضلها وأنسبها رياضة المشي الصباحية،، ثم الذهاب للأماكن التي لم يستطع إعطائها حقها أثناء العمل وكأنها غدت ديونا تلاحقه ويجب عليه سدادها هروبا من عتاب الضمير الإنساني وهكذا حتى يصل الى خدمة الأهل والابناء ثم يعرج على وجوب الخدمة الاجتماعية التي هي أيضا دين متعلق به.

أصل الى الفقرة الأخيرة واؤكد احترامي وتفهمي لوجهات النظر المختلفة وأقول مع عدم استبعاد عامل المقدرة المالية والتي تعتبر مفصلا رئيسا في حياة المتقاعد، إذ مع اختلالها ستصبح الحياة مؤلمة جدا للمتقاعد، وبها من المستحسن للمتقاعدين العيش وفق مبدأ التصالح مع الذات. وحينها أعمل ما تشاء مع مراعاة من هم أوجب بالمراعاة، وبعدها عيش كما يحلو لك ويسعدك، فإن رأيت سعادتك بالسفر او ممارسة الرياضات المختلفة او الخدمة الاجتماعية فافعل حرسك الله، وأخيرا إن رأيتها في شأن أخر اتحفظ في ذكره لحساسيته فافعل أيضا مع مراعاة الحقوق للآخر.