آخر تحديث: 17 / 5 / 2024م - 4:10 م

بحث تاريخي يصف القطيف بالواحة ”البرمائية“ ويصنف عيونها

جهات الإخبارية مريم آل عبدالعال - القطيف

وصف باحث تاريخي محافظة القطيف قبل نضوب عيونها ب ”الواحة البرمائية“، كاشفاً في بحث تاريخي موثق عن وجود ظاهرة تدفق العيون العذبة قديماً وسط مياه بحرها المالحة.

وذكر الباحث عبد الخالق الجنبي أن واحة القطيف السالفة كانت تتمتع بنعم ”وفيرة جليلة“، جعلتها تتميز عما حولها من الأراضي الساحلية الأخرى في شرق الجزيرة العربية الممتدة من كاظمة في أقصى شمال الكويت، وحتى مشارف الأراضي العمانية.

وأوضح بأن اللافت للنظر لدى المتابعين وبعض المؤرخين هو الرقعة الخضراء والتي وصفت بها المحافظة ب ”واحة القطيف“، بينما توجد في المحافظة ثروات عديدة تتسم بها الواحة وما يتبعها من جزر ومساحات برية.

الواحة البرمائية

وأضاف الجنبي: ”هذه الواحة لم تكن واحة برية منقطعة داخل الصحراء تحيط بها الأراضي الجرداء من جميع جهاتها، وإنما أناخت بكلكلها الشرقي كله على ساحل البحر، فجمعت بذلك بين فتنة البر وبهجة البحر، وليصح لنا بذلك تسميتها ب ”الواحة البرمائية“.

وفي السياق نفسه، لفت الجنبي إلى ظاهرة قد يراها البعض غريبة وهي تدفق الماء العذب وسط مياه البحر المالحة في واحة القطيف قائلا: ”لقد كان صيادو اللؤلؤ يعرفون مواضع هذه المياه العذبة داخل البحر، ولطالما ملؤوا أوعيتهم من مائها قبل أن ينضب ذلك كله في عصرنا الحاضر، وتستبدل الواحة حلتها الخضراء الزاهية بحلة رمادية كئيبة، وليغزوا التصحُّر أراضي هذه الواحة بعد أن ظلّ خاسئاً عنها منذ التاريخ الذي تفجرت فيه عُيونها وحتى قبل خمسين عاماً من الآن فقط“.

وكان الجنبي يتحدث عن ذلك في بحث متخصص وثّق من خلاله حوالي 361 عينا في مواقع مختلفة في المحافظة، إذ أكد بأن الماء العذب في هذه العيون كان وفيرا، ويتدفق عيوناً غزيرة عذبة فوق أراضي هذه الواحة الخضراء وتوابعها، وبين بساتينها ونخيلها؛ بل حتى وصل الأمر بهذا الماء العذب أنّه كان يتدفق بغزارة طبيعية حتى في البراري التابعة لهذه الواحة على شكل أهوار أو بحيرات مائية عذبة يسمّيها الأهالي خِيْران مفردها خَوْر؛ مثل خور تُوَيْرِيْت وخور السِّيْفِة في الآجام، وخَوْر الضَّبِّيِّة بالقرب من المطار، وخَوْر طُفَيْح الواقعة شمال غرب العُرْقُوْبة.

بين السباحة والتروية

وبالرغم من أنّ معظم العيون في واحة القطيف وتوابعها كان الأهالي يسبحون فيها ويشربون منها إلا أنّ الجنبي أكد وجود عيون في كل قرية من قرى الواحة يفضلها الأهالي للسباحة، وأخرى يفضلونها للشرب والتروية.

أما العيون المفضلة للسباحة حسب الباحث الجنبي فأبرزها عيون داروش والوسطى والجنوبية في صفوى، وعيون البشرية وعقعق في الآجام، وعيون الطيبة والمسيونة والخضيرة والربيانة في العوامية، وعيون الديسمية والمحارق والغُرّة وساداس والجميمة والرواسية في القديح، وعين العودة في تاروت، وعيون القُصير والمربعة وقصاري والفوارة الشمالية في التوبي، وعين القشورية في الخويلدية، وعين صدّين في الجارودية، وعين أم عمار في الحلّة، وعيون القحّة وأم زمزوم والسلاحف والصايغية في أم الحمام، وعين أرض المعلى في الملاحة، وعين أم سنان في عنك، وعيون الشنية والهليلية والدالوة والكعبة في الجش، وعيون الحناة ومريجب والقِبْلية في سيهات، وعيون خضرا وأم كلاب وأم ارحي في أم الساهك، وعين سعيدة في الدريدي.

وأشار الجنبي إلى أن أشهر العيون المفضلة للسباحة على مستوى واحة القطيف العين المعروفة باسم عين اللبانية الواقعة بين قريتي العوامية والقديح، والمشهورة بخفة مائها وشدة صفائه وعذوبته وقال: ”لقد كان الناس يؤمونها من سائر أنحاء الواحة وقراها للسباحة والاستجمام فيها، ثم يأتي بعدها عيون الطيبة، والرواسية، وحمام أبو لوزة، وعين القصير“.

عيون للشرب فقط

أما العيون المفضلة للشرب والتروية، فذكر الجنبي أنها كانت هي الأخرى كثيرة، ولا تخلو قرية من قرى القطيف من عين ماء يفضلها الأهالي للشرب، ولكن أكثر العيون شهرة بعذوبة الماء في كل الواحة هما عينان اثنتان: عين صدّين في الجارودية، وعين القشورية في الخويلدية، فالعين الأولى هي التي وردت في المثل الشعبي المتعلِّق بأعذب عيون القطيف وأوال وهو قولهم: ”صِدَّيْن، وبير حنين، وعينٍ في البحرين“.

في حين لفت إلى أن عين القشورية، كان السقاؤون في القطيف ينادون على مائهم الذي يبيعونه في الأسواق والطرقات: ”ماء قشوري“ حتى ينهال الناس عليهم لشرائه.

عيون للنساء فقط

وضمن هذا الصدد ذكر الجنبي بأنه وكما أن ثمة عيونا خصصت لسباحة الرجال، فإن بعض العُيون كانت مقتصرة على النساء ليسبحن فيهن مثل عين الربيانة في العوامية، وعين الجميمة في القديح، وعين قصاري في التوبي، وعيني الخرارة والدبيبية في القريتين المدعوتين بالاسمين نفسيهما.

يُذكر أن عيون القطيف نضبت قبل 30 عاماً، واختفاء المياه الجوفية من جوفها، أدى إلى انتشار العيون الارتوازية في النخيل والسيحات والتي وصل عددها إلى 2577 عينا بحسب الهيئة العامة للإحصاء، مقابل 361 عيناً كانت تسقيها، لتوفر لها مياه الري وقت الحاجة باستخدام تقنيات خاصة

البحث التاريخي [«عُيُوْنُ القَطِيْفِ الأثرِيَّةُ» صفاتها، وتاريخها، وأسماؤها] للمؤرخ عبدالخالق الجنبي موثق في الكتاب السنوي لجمعية التاريخ والآثار لدول مجلس التعاون الخليجي العربية، وهو من الأبحاث المحكمة من قبل لجنة مختصة.
التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 3
1
البلورة
[ saihat ]: 15 / 4 / 2021م - 7:31 م
معلومات قيمة ورائعة القطيف طول تاريخها ارض خير
بس للاسف اغلب اهالي المنطقه لا يعرفون تاريخها جيدا
ولا حتى اصول عوائلها
شكرا
2
نوني
[ القطيف ]: 15 / 4 / 2021م - 7:44 م
يوجد اغلاط في الخبر نفس ذكر حي الجميمة بالقديح وهو بالعوامية
3
حسين محمد
[ القطيف - القديح ]: 15 / 4 / 2021م - 10:22 م
المؤرخ قصد عين الجميمة بالقديح القريبة من حسينية السجاد (ع) وليس حي الجميمة الكائن بالعوامية