آخر تحديث: 26 / 4 / 2024م - 1:52 ص

العلامة المنير.. منار العلم ونبراس الفقاهة

الشيخ محمد الصويلح

كثيرة هي الروايات والنصوص التي تحدثت عن فضل أهل العلم ومكانتهم ودعت إلى توقيرهم وتبجيلهم

منها ما ورد عن الإمام أبي عبدالله الصادق أنه قال:

”إذا كان يوم القيامة، بعث اللّه عزّ وجل العالم والعابد، فإذا وقفا بين يدي اللّه عزّ وجلّ، قيل للعابد انطلق إلى الجنّة، وقيل للعالم قِف تشفّع للناس بحسن تأديبك لهم“.

فالعلم أعظم الفضائل، وأجل المزايا وأعزّ ما يتحلّى به الإنسان في حياته.

وإن أساس الحضارة ومصدر أمجاد الأمم وعنوان سموّها وتفوّقها في الحياة ورائدها إلى السعاة الأبدية وشرف الدارين هو العلم.

في قطيف الولاء برزت العديد من الشخصيات العلمائية من أبرزها الشيخ إبراهيم القطيفي والذي بزغ نوره في عام 950 هـ وقد انتقل من وطنه القطيف إلى النجف وعاش فيها، ثم انتقل إلى الحلة حتى توفي بها وكان معاصراً للمحقق الكركي والذي كان يعد الفقيه الأول في الدولة الصفوية في زمانه وقد ناقشه الشيخ القطيفي في العديد من المطالب العلمية.

وعلى هذا المنوال امتد تاريخ القطيف العلمي لسنوات عديدة وبزغ فيها الكثير من الفقهاء والعلماء حيث آلت أزمة المرجعية الشيعية لهم على مستوى كبير من العالم الإسلامي وليس في حدود القطيف ولا يسعنا استعراض هذا الحراك العلمي الضخم في هذه المقالة المختصرة.

وفي وقتنا الراهن بزغت شخصيات علمائية كثيرة حيث عُرف هؤلاء بانشغالهم بالدرس والتدريس والكتابة والتأليف منذ نعومة أظفارهم.

ومن هذه الشخصيات التي يشار لها بالبنان على مستوى العالم الشيعي هو العلامة الفقيه السيد منير الخباز دام عزه وهو أستاذٌ معروف في الحوزة العلمية، طلب العلم منذ نعومة أظفاره، ومارس الدرس والتدريس سنوات طويلة، بالإضافة إلى طرحه المنبري العلمي المتميز والذي أبرز اسم القطيف من الناحية الخطابية في العالم، فضلا عن علمه وفقاهته.

من الناحية العلمية الحوزوية وحينما حضرنا أبحاث سماحته خصوصا في شهر رمضان هذا العام والتي كانت حول مسائل الصوم والزكاة على كتاب صراط النجاة،

وجدنا سماحته بحراً عميقاً من العلم، لا يتردد في طرح الكلام، ويستعرض النصوص والآراء ويناقشها مع طلبته بكل تواضع ويستمع لآرائهم واستظهاراتهم.

بل إنه واسع الصدر يتحمل جميع المداخلات والملاحظات.

ومن الطبيعي أن ترتفع الأصوات أحيانا اندماجاً مع المطالب العلمية، لكن سماحته وبكل تواضع يعتذر في نهاية الدرس مع أن هذا الأمر لا يستدعي الاعتذار لأنه أمر طبيعي وقد يحصل في أي درس أو مباحثة علمية تفاعلاً مع عمق المطلب.

إن من تشرف بحضور أبحاث سماحته فإنه يشتاق لليوم الآتي ليغترف من ذلك البحر العميق والعالم الفذ والفقيه الأجل، فهو لا يسأم ولا يفتأ من التدريس حتى في العطلة الاسبوعية وكذا في العطلة الصيفية وحتى في التعطيلات الرسمية للحوزة العلمية.

وإن وجود عالم فقيه متبحر في العلم بيننا يساهم في صعود المجتمع علمياً وثقافياً ويصيره مجتمعاً واعياً يدرك ما يدور حوله ويكون قادراً على رد الشبهات ولا يتأثر بسفاسف الأمور.

وأما في خطابته فقد تميز بمتابعته الدقيقة لجميع المستجدات وبطرح ما يحتاجه المجتمع بالفعل وكذا بمعالجة مختلف القضايا المصيرية.

نتمنى من أبناء المجتمع بأن يلتفوا حول هذا الفقيه الفذ وأن يأخذوا منه ما ينفعهم في دنياهم وآخرتهم، وهنيئاً لنا جميعاً بوجود هذا المنار في العلم والإيمان والفضيلة والعمل الصالح.

نسأل الله تعالى بأن يحفظ سماحته ويطيل في عمره وأن يمتعنا ببقائه والانتفاع بعلمه الغزير إنه سميع مجيب الدعاء.

قد كتبنا هذه السطور في المسجد الحرام ومن جوار الكعبة المشرفة ونسأل الله تعالى لنا ولكم دوام التوفيق والسداد.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
محب للعلم
[ الأحساء ]: 20 / 5 / 2021م - 1:04 م
أحسنتم شيخنا،،
فقد أصابت والدة سماحته بتسميته المُنير، فهو منير بعلمه وفضله، فقد تعلمنا الكثير عن طريق متابعة محاضراته القيمة، وبالنسبة لي فهو الخطيب الأول الذي أرغب بالاستماع له وكل موضوع يتناوله -حتى لو كان تقليديا- تجده جديدا متجددا وذلك لتعاطيه له من مختلف الزوايا..

حفظه الله ورعاه ووفقنا الله للاستفادة من محضره ..