آخر تحديث: 26 / 4 / 2024م - 1:52 ص

النرجسيون ليسوا معجبين بأنفسهم فحسب

عدنان أحمد الحاجي *

النرجسيون ليسوا معجبين بأنفسهم فحسب - وجد بحث جديد أنهم أكثر احتمالًا لأن يكونوا عدوانيين وعنيفين

بقلم براد بوشمان - أستاذ التواصل وعلم النفس، وصوفي كجيرڤيك طالبة دكتوراه في التواصل، جامعة ولاية أوهايو

25 مايو 2021

المترجم : عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم  : 151 لسنة 2021

Narcissistic people aren’t just full of themselves - new research finds they’re more likely to be aggressive and violent

Brad Bushman Professor of Communication and Psychology، The Ohio State University

Sophie Kjaervik PhD Student in Communication، The Ohio State University

May 25,2021

الفكرة الكبيرة

لقد قمنا مؤخرًا بمراجعة 437 دراسة عن النرجسية والعدوانية التي شملت ما مجموعه أكثر من 123 ألف مشارك ووجدنا أن النرجسية لها علاقة بزيادة نسبتها 21٪ في العدوانية و18٪ في العنف[1] .

تُعرَّف النرجسية بأنها ”اعجاب بالنفس مستحق“[2] . مصطلح النرجسية من الشخصية اليونانية الأسطورية نرجس «نيرسيسوس Narcissus، انظر[3] ، الذي المخ - ب بصورته المنعكسة على الماء الراكد.

تُعرَّف العدوانية «[4] » على أنها أي سلوك يهدف إلى إيذاء شخص آخر لا يريد أن يتعرض للأذى، في حين يُعرَّف العنف «[4] » على أنه عدوانية تتضمن ضررًا جسديًا شديدًا كالجرح أو الموت.

وجدنا من مراجعتنا لـ 437 دراسة علمية منشورة، أن الذين لديهم درجة عالية من النرجسية يصبحون عدوانيين بشكل خاص عندما يُستفزون، لكنهم أيضًا عدوانيون حتى عندما لا يُستفزون. المشاركون في الدراسة الذين لديهم مستويات عالية من النرجسية أظهروا مستويات عالية من العدوانية البدنية والعدوانية اللفظية ونشر الشائعات والقيل والقال والتنمر على الآخرين وحتى الاعتداء ضد المارة الأبرياء. ويهاجمون الناس بتهور وبدم بارد «لا أبالي». النرجسية مرتبطة بالعدوانية لدى كل من الذكور والإناث من جميع الأعمار ومن كل الدول في الغرب والشرق.

يبدو أن الأشخاص الذين يعتقدون أنهم الأعز لا يترددون في مهاجمة آخرين يعتبرونهم الأذل.

لماذا دراسة النرجسية هامة

أثبتت الأبحاث أن كل شخص لديه مستوى معين من النرجسية «[5] »، لكن لدى بعضهم مستويات أعلى من آخرين. كلما ارتفع مستوى النرجسية، ارتفع مستوى العدوانية.

شركاء الحياة الذين لديهم مستوي عال من النرجسية يميلون إلي أن تكون علاقتهم سيئة «[6] »، كما لديهم نزعة أيضًا للتحيز ضد الآخرين ويتميزون بتعاطف منخفض مع الآخرين «[7] ».

لسوء الحظ، فإن النرجسية في ازدياد، وقد تكون وسائل التواصل الاجتماعي عاملاً مساهماً أدى إلى زيادتها. وجدت الأبحاث الحديثة أن الذين نشروا أعدادًا كبيرة من صور السيلفي في وسائل التواصل الاجتماعي أظهروا زيادة بنسبة 25٪ في السمات النرجسية خلال فترة أربعة أشهر «[8] ». وجد استطلاع أجرته شركة Honor للهواتف الذكية في عام 2019 أن 85٪ من الناس يلتقطون صورًا لأنفسهم «سيلفي» بشكل أكثر من أي وقت مضى «[9] ». في السنوات الأخيرة، تطورت وسائل التواصل الاجتماعي إلى حد كبير من أداة تواصل مع الآخرين إلى أداة للتباهي بقصد لفت الانتباه «[10] ».

ما هي الأبحاث الأخرى التي يُعمل عليها

أحد مجالات العمل المهمة جدًا يبحث في كيف يصبح الناس نرجسيين في المقام الأول. على سبيل المثال، وجدت إحدى الدراسات [11]  أنه عندما يبالغ الآبوين «الأم والأب أو أحدهما» في تقدير صفات أطفالهما أو يبالغان في تقديرها أو يبالغان في الثناء عليها، فإن طفلهما يميل إلى أن يصبح أكثر نرجسية بمرور الزمن. يعتقد هذان الآبوان أن طفلهما أكثر خصوصية وأستحقاقية من الأطفال الآخرين. وجدت هذه الدراسة أيضًا أنه إذا أراد الآبوان أن يتمتع طفلهما بتقدير الذات الصحي [12]  بدلاً من النرجسية غير الصحية، فينبغي لهما إعطاء أطفالهما الدفء والحب غير المشروطين.

دققت مراجعتنا في العلاقة بين النرجسية والعدوانية على المستوى الفردي. لكن الارتباط موجود أيضًا على مستوى الجماعة. ووجدت الأبحاث أن ”النرجسية على مستوى الجماعة“ - أو ”مجموعتي متفوقة على مجموعتك“ - مرتبطة بالعدوانية بين المجموعات، خاصةً عندما تتعرض جماعتنا «”نحن“» للتهديد من قبل خارج الجماعة «”هم“»[13] .

كيف قمنا بهذه المراجعة

دراستنا التي نشرت تجت عنوان: المراجعة التحليلية التلوية[14] ، دمجت بيانات من دراسات متعددة تبحث في نفس الموضوع للتوصل إلى استنتاج قوي من الناحية الإحصائية بفضل عدد المشاركين المرتفع. يمكن أن تكشف المراجعة التحليلية التلوية عن أنماط لم تكن واضحة، في أي دراسة من هذه الدراسات. وهذه المقاربة هي بمثابة النظر إلى غابة بأكملها بدلاً من النظر إلى كل شجرة من أشجارها [المترجم: أي الأخذ في الاعتبار هذا العدد من الدرسات بأجمعها حتى يتم التوصل الى استنباط أنماط لا يمكن التوصل اليها لو أخذت كل دراسة على حدة].

مصادر من داخل وخارج النص

[1]  - https://psycnet.apa.org/record/2021-48823-001

[2]  - https://journals.sagepub.com/doi/10,1177/1088868316685018

[3]  - https://www.greekmythology.com/Myths/Mortals/Narcissus/narcissus.html

[4]  - https://doi.org/10,1002/9780470561119.socpsy002023

[5]  - https://journals.sagepub.com/doi/10,1177/1088868316685018

[6]  - https://psycnet.apa.org/record/2011-16529-030

[7]  - https://journals.sagepub.com/doi/10,1002/per.2114

[8]  - https://www.sciencedaily.com/releases/2018/11/181109112655.htm

[9]  - https://news.sky.com/story/strike-a-pose-selfies-are-more-popular-than-ever-11890289

[10]  - https://www.usatoday.com/story/tech/2019/12/19/end-decade-heres-how-social-media-has-evolved-over-10-years/4227619002/

[11]  - https://www.pnas.org/content/112/12/3659

[12]  - ”تقدير الذات. هو تقييم الفرد لنفسه وشعوره بالاحترام والقيمة والكفاءة. يشمل تقدير الذات قناعات الشخص حول نفسه «على سبيل المثال“ أنا كفؤ ”أو“ أنا ذو قيمة ”» بالإضافة إلى الحالات الشعورية مثل الانتصار واليأس والفخر والخجل. عرّف سميث وماكي «2007» تقدير الذات بأنه“ المفهوم الذاتي هو ما نعتقده عن أنفسنا. تقدير الذات هو التقييم الإيجابي أو السلبي للذات وكيف نشعر حيالها. " مبتبس من نص ورد على هذا العنوان::

https://ar.wikipedia.org/wiki/تقدير_الذات

[13]  - مطلح من الجماعة «Ingroups» في علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي هي مجموعة اجتماعية يُعرف الشخص نفسه بأنه ينتمي «يتماهى» معها نفسيا كعضو. [1]  وعلى النقيض مصطلح خارج الجماعة «Ingroups» والذي يشير إلى فئة اجتماعية لا يتعارف «يتماهي» معها الفرد ولا ينتمي لها. وقد يجد الشخص أنه من المفيد له نفسيا أن ينظر إلى نفسه كجزء من جماعة وفقا لعرقه أو ثقافته أو جنسه أو عمره أو دينه. وقد تبين أن العضوية النفسية في المجموعة الاجتماعية يصاحبها عدد كبير من الظواهر" مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/من_الجماعة_وخارج_الجماعة

[14]  - http://doi.wiley.com/10,1002/9780470743386

المصدر الرئيس

https://theconversation.com/narcissistic-people-arent-just-full-of-themselves-new-research-finds-theyre-more-likely-to-be-aggressive-and-violent-155815