آخر تحديث: 26 / 4 / 2024م - 6:04 م

عندما يرحل العظماء بهدوء..

خضراء المبارك

عمل بصمت.. شيد بهدوء.. فغرس شجرة حبه بالقلوب..

هكذا كان المهندس الراحل عباس الشماسي..

رجلاً للمواقف الصعبة والمهمات التي بحاجة لرجال شرفاء يعملون لله ولأوطانهم ولمجتمعاتهم...

كثيرون هم من يعملون في ساحة العمل التطوعي.. كثيرون هم من يتولون قيادة مشاريع الخير.. كثيرون هم من يفنون وقتهم وجهدهم لأجل وطنهم ومجتمعهم فيساهمون ببصمات بيضاء يبقى بريقها للأجيال الواعدة.. وقد كان فقيدنا في عدادهم وبين صفوفهم ولكنه ترأسهم وساد قومه بتلك الروح الإيمانية التي جعلته يعطي ويعطي بلا مقابل..

بعيدًا عن الأنا وحب الذات.. منزويًا عن التعصب والتحيز..

تاركًا كل ذلك ممدًا يده للجميع ولأجل الجميع ولذلك كان فقده موجعًا.. مؤلمًا.. فاجعة ألمت بكل من عرفه عن بُعد وعن كثب..

فمن بعيد هو رجل المجتمع المعطاء صاحب الفكر البناء وروح القيادة الفذة..

وعن كثب المهندس عباس الشماسي الذي احار ماذا أذكر من مناقبه معي وماذا أنسى.. لم تكن حدود معرفتي به من خلال العمل سوية بالمجلس البلدي بل هي علاقة سنين مضت فكأني أراه ماثلا أمامي وهو رئيسا للجنة التنمية الاجتماعية بالقطيف مساندا لمشروعنا المبارك مسابقة سيدة جمال الأخلاق في بر الوالدين وعضوا مفكرا مخططا من أعضاء لجنتها الاستشارية.. وكذلك لا أنسى أبدا وقفته الرجولية بجانبي في بدء الانتخابات ودخول المرأة لساحة المجلس البلدي..

وكثير وكثير وكثير.....

وإنه لمن المؤلم بل والمفجع أن لا أراه اليوم بيننا فللتو بدا بتشكيل فريق إعداد التقرير الخاص بدورة المجلس البلدي فوضع عناوينه العريضة ورحل... إنك يا أبا فاضل كنت وستبقى بذاكرة القطيف رجل التواضع والأخلاق والفضيلة الذي يعمل بصمت ويبني بصمت ويساند بصمت والذي رحل عنا بذات الهدوء الذي عرفناه به..

نعم رحل المهندس عباس بكل هدوء مخلفا من وراءه تاريخ ناصع البياض وترك في قلوبنا حزن وألم على فراقه، وهذه هي سنة الحياة التي علمتنا ان مثل هؤلاء الرجال لا يموتون بل يرحلون عنا أجسادا ويبقى ذكراهم العاطر يفوح بعبق عملهم المخلص الفواح في القلوب والعقول، أينما طلوا أو أمسوا وعاشوا...

نعم غاب المهندس عباس رجل العطاء ورائد العمل الاجتماعي الانساني.. الانسان العزيز الكريم ذا الفكر النير الذي احبه واحترمه جميع من عاشره وتعامل معه، لكنه سيظل حاضرا في ذاكرتنا يحصد وهو الغائب امتيازات الزمن الذي صنفه بمعيار البقاء.

لا نملك أمام هذا البحر الهائج من الحزن والأسى إلا ان نمتثل لأمر الله

ونقول «إنا لله وإنا اليه راجعون»

رحمك الله يامن عشت بيننا نسمة عطاء ورحلت نسمة خنقت أنفاسنا وملأتنا حزنا وكمدا