السبب الذي يجعل بعض الناس يبالغون في قدراتهم بينما يقلل آخرون منها
يمكن للنتائج التي توصل إليها برفسور جامعة ألبرتا أن توفر للقادة أداة لمجابهة عدم الثقة بالنفس وفي القدرات الذاتية.
08 يوليو 2021
بقلم مايكل براون
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 192 لسنة 2021
Study offers insight into why some people overestimate their abilities while others underestimate
July 08,2021
By Michael Brown
يبدو أن عدم الثقة في قدراتنا في انجاز مهمة أو نشاط معين منبثق من المبالغة في تقديرنا لقدرات الآخرين، وفقًا لدراسة أجرتها جامعة ألبرتا «1»
قد توفر هذه النتائج للقادة رؤى ثاقبة بشأن كيف يقفون ضد مشاكل عدم الثقة بالنفس وبالقدرات الذاتية في مواجهة المصاعب [والنجاح في المهام].
أثبتت الأبحاث السابقة أنه بالنسبة للعديد من المهام والأنشطة والفعاليات، يميل غالبية الناس إلى التوقع بالتفوق في الأداء على الآخرين، خاصةً عندما تكون المهام سهلة. أحد الأمثلة الكلاسيكية أتى من دراسة أجريت عام 1981 على السائقين الأمريكيين حيث ادعى 93 في المائة منهم أنهم كانوا أفضل من المتوسط في الاداء «2». لكن في المهام الصعبة، يميل معظم الناس إلى التوقع بأن أداء الآخرين سيكون أفضل من أدائهم.
لفهم هذه النتائج التي تبدو متناقضة، استطلعت الدراسة مجموعة من العدائين قبل بدء سباق لقطع مسافة معينة في أقصر مدة زمنية ممكنة «سباق مع الزمن» عن توقعهم عن كيف سيكون أداؤهم.
اختار الباحثان - جيرالد هوبل Gerald Häubl، برفسور التسويق في كلية ألبرتا للأعمال، وإيزابيل إنغلر Isabelle Engeler من جامعة ناڤارا Navarra في إسبانيا - سباقًا جبليًا منطوٍ على تحديات، للجري لمسافات على منحدرات صعبة تتراوح من 10 إلى 78 كيلومترات.
بتحييد تأثير العمر والجندر والخبرة في الجري، وجد الباحثون أن العدائين الذين توقعوا خطأً أن أوقات وصولهم إلى خط النهاية ستكون أفضل من المتوسط - أولئك الذين كانوا مفرطي الثقة [المترجم؛ يتميزون بمبالغتهم في تقدير قدراتهم الفعلية على أداء مهمة بنجاح، بحسب 3] - كانوا مدفوعين أساسًا بالمبالغة في تقدير أدائهم الذاتي.
وفي الوقت نفسه، كان لدى العدائين الذين توقعوا أن سيكون أداؤهم أسوأ من المتوسط - أولئك الذين كانوا غير واثقين بقدراتهم [المترجم: يتميزون بالتقليل من قدراتهم على أداء مهمة ما بنجاح، بحسب 4] - لديهم معرفة راسخة بأدائهم ولكنهم توقعوا أداءً أكثر من منافسيهم.
قال هوبل Häubl: ”بحثنا تعرّف على مصدرين مختلفين لهذا التحيز [بالمبالغة في أو بالتقليل من القدرة الذاتية على انجاز مهمة ما بنجاح، بحسب 3 و4] أو سببين مختلفين لماذا لا يكون الناس دقيقين «صادقين» في توقعاتهم: قد يكونون متحيزين في تقييمهم لأنفسهم، وقد يكونون متحيزين في تقييمهم للآخرين“.
بالإضافة إلى ذلك، لم تكن محموعة العدائين غير الواثقة بنفسها وبقدراتها دقيقةتمامًا في تنبؤها بأدائها فحسب، بل كانت تصبو أيضًا إلى أن تكون أفضل من المتوسط.
قال هوبل Häubl إن عدم الثقة بالنفس وبالقدرة على الانجاز، والتي قد تتجلى في مكان العمل 'كمتلازمة المحتال' «5»، غالبًا ماتكون مفيدةً، لا سيما إذا كانت تحفز الناس على العمل بجدية أكبر.
"ومع ذلك، فإن مشكلة عدم الثقة بالنفس وبالقدرة على الانجاز هي أنها قد تمنع الذين لديهم بالفعل القدرة على التميُّز في شيء ما - كالتميُّز في وظيفة أو مهنة معينة - من حتى محاولة التميُّز، لأنهم يعتقدون خطأً أن هناك العديد من الأشخاص الآخرين أفضل منهم.
وبالمثل، الذين يبالغون في تقدير أدائهم قد يكونون أولائك الذين هم أسوأ من المتوسط في الأداء. ”هذه النتيجة الأخيرة لها أوجه تشابه مع بحث سابق يظهر أن الناس غيرالماهرين يميلون إلى المبالغة في تقدير أدائهم“ كما قال هوبل.
وقال إن هذه الثقة المفرطة «3» قد تكون جيدة أو سيئة، بناءً على ما إذا كانت تترجم إلى دافع ذي مستوى أعلى أو أدنى، وعليه تتحدد النتيجة المرجوة.
”بعض أعظم إنجازات البشرية ربما كانت مدفوعة بشكل من أشكال الثقة المفرطة «3». ولكن من الناحية الثانية، بعض أكثر الإخفاقات التي شهدتها البشرية كانت كذلك [أي نتيجة للثقة المفرطة]“.
”بعبارات عامة جدًا، الثقة المحسوبة جيدًا، استنادًا إلى تقييم الشخص الدقيق لقدراته وقدرات الآخرين، هي ما يجب أن يسعى الى تحقيقها الناس“.