آخر تحديث: 2 / 5 / 2024م - 1:07 ص

أيهم ينمّ أكثر وأخطر الرِّجال أم النِّساء؟!

أشارت دراسة - غربيَّة - إلى أن الرِّجال يقضونَ حوالي 76 دقيقة في اليوم في النَّميمة مع الأصدقاء، والنِّساء يقضونَ حوالي 52 دقيقة مع صديقاتهنّ، ونميمة الرِّجال أشدّ فتكًا من نميمةِ النِّساء. هذا في الغرب تقولون؟! النَّميمة فاكهةٌ حلوة، كلنا نأكل منها، في الشرقِ وفي الغرب ويطيب أكلهَا مع الأصدقاء ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ.

مرضَ الأسدُ فعاده جميعُ السِّباع ما خلا الثَّعلب فنمَّ عليه الذئبُ فقالَ الأسد: إذا حضرَ فأعلمني فلما حضرَ أعلمه فعاتبه في ذلكَ فقال: كنتُ في طلبِ الدَّواء لك، قال: فأيَّ شيءٍ أصبت؟ قال الثعلبُ: خرزةً في ساقِ الذئب ينبغي أن تُخرج، فضربَ الأسدُ بمخالبهِ في ساقِ الذئب وانسلَّ الثعلب فمرَّ به الذئبُ بعد ذلك ودمه يسيل فقالَ له الثَّعلب: يا صاحبَ الخفّ الأحمر إذا قعدتَ عندَ الملوك، فانظر ماذا يخرج من رأسك! الثعلب يقول: لكلّ مقامٍ مقال، ولا مقامَ بينها للنميمة.

”هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيم“، شخص - خفيف الوزن - كل ما عنده أن ينقلَ حديثًا من شخصٍ إلى شخص ومن قومٍ إلى قوم، بغرضِ الإفسادِ بينهم. يراكَ يقول لك شيئًا، ثم يرى صاحبكَ ويقول له شيئًا آخر. فإذا الصَّداقة التي كان مذاقها العسل صارت خلًّا وحنظل! قال الإمامُ عليّ «عليه السَّلام»: لا تعجلن إلى تصديقِ واشٍ وإن تشبَّهَ بالناصحين.

لو ارتفعَ الذئبُ عن حبّ نفسه، وما نمَّ على الثعلب، ما سالت قطرةٌ واحدة من دمه. ولو كففنا - نحن أبناء آدم - عن النَّميمة ما خرَّبنا بيتًا واحدا. قال النبيّ صلى اللهُ عليهِ وآله لأصحابه: ألا أخبركم بشراركم؟ قالوا: بلى يا رسولَ الله، قال: ”المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة، الباغون للبراءِ العيب“. النَّمام في موسمِ الحصاد لا يحصل على شيء سوى التعب، مثله مثل من يزرع الرّيحَ ويحصِد العاصفة.

أجزم أنه لا حاجة لدراسات، لأن النميمة يمارسها الرِّجال والنِّساء على حدٍّ سواء، ولا علاقة للجنس بهذه الخطيئة، بل ربما فاق الرِّجال النساءَ في مجتمعٍ ما أو زمنٍ ما. وفي مكانٍ وزمانٍ آخر، النِّساء في أوقاتِ الفراغ، يثرثرنَ عن فلانة وعلَّانة، أليسَ كذلك؟!

مستشار أعلى هندسة بترول