آخر تحديث: 2 / 5 / 2024م - 1:07 ص

الرِّجال يطلقون منبِّه السيَّارة والنِّساء يشتمن!

المهندس هلال حسن الوحيد *

تذكر الإحصائيَّات - الأمريكيَّة - أن الرِّجال عندما يُحشرون خلفَ قائد سيَّارة يقود ببطئ يطلقون المنبّه بصورةٍ مزعجة دون تردد. أما النِّساء فإنهن يشتمن وإن كان معهن في السيَّارة أطفال! في كلِّ الأحوال يتفوق الرِّجالُ على النِّساء بنسبٍ متفاوتة، إذ في حين يقترب الرَّجلُ من السيَّارة التي أمامه بنسبة 55,5٪ فإن المرأةَ تقترب بنسبة 46,1٪. أما الزَّعيق فالرِّجال بنسبة 49,5٪ والنِّساء بنسبة 43,7٪. وكذلك إطلاق المنبِّه بنسبة 49٪ للرِّجال و39,9٪ للنِّساء. الفئاتُ العمريَّة بين 25 و29 سنة - من الرِّجالِ والنِّساء - هم أشدّ ضراوة في قيادة السيَّارة، مع ملاحظة أن كبارَ السنّ، فوق الستِّين، هم الأقل عنفًا تجاه السَّائق الآخر!

هذه الفروقات في السّلوك قد تبدو لا قيمةَ لها، إلا أنها تفصح عن طبيعةِ الذَّكر والأنثى في التَّعامل مع الآخرين وفي مختلفِ الحالات. الإحصائيَّات - حتى الآن - هي من خارج مجتمعنا القريب لأنه حديثُ عهد بقيادة المرأة السيَّارة، لكن من يراقب حركةَ المركبات في الشَّارع يلاحظ اختلافَ الفعل وردَّات الفعل بين الرَّجلِ والمرأة.

عموم الدِّراسات تذكر أن الرِّجالَ يدخلون في موجاتِ غضب القيادة أسرع وأعنف من النِّساء، فمثلًا قد يقطع الرَّجال الطَّريقَ على السِّائقِ المنافس بنسبة 15,5٪ بينما النِّساء، فقط بنسبة 8,3٪ أي النِّصف تقريبًا. وكذلك التَّلاسن يفعله الرِّجال بنسبة 5,7٪ بينما النِّساء يفعلن ذلك مع السَّائق الآخر بنسبة 1,8٪. أظنّ أن هذا - أو بعضه - حاصلٌ عندنا، فمن يراقب سلوكَ الجنسين حين تضيء الإشارةُ الخضراء، يلحظ - هم - الرِّجال المزعجون الذين يطلقون المنبِّه. أما النِّساء، فالله العالم ماذا يجول في خاطرهن، لا إحصائية بعد تذكر أي تصرف!

ما الفائدة من الأرقام تقولون؟! أغلبنا يتعرض لحالةِ غضب - أو أكثر - كلَّ يوم في الطريق، والعديد من الحوادث هي بسبب التوتر والغضب. أمَّا في الولايات المتَّحدة الأمريكية فإن الحوادث النَّاتجة عن غضبِ الطَّريق، والتي قد يكون فيها إطلاق الرَّصاص القاتل، فإنها تخلِّف ما يقارب 30 وفاة و1800 إصابة كلَّ سنة.

والفائدة الأهمّ هي: إذا كنتَ ضحيَّة غضب سائق آخر، فأفضل علاجٍ هو الهدوء ومواصلة الطَّريق نحو وجهتك بسلام. لا تدخل في عراكٍ معه ولا ترد على إشاراته، تحاشى النظرَ في عينه، وتأكد من ربطِ الحزام مخافةَ أن يتوقف فجأةً أمامك. وفي حال تبعك لا تجعله ينفرد بك!

مستشار أعلى هندسة بترول