آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 10:56 ص

العلامة العبيدان... نجمٌ لامعٌ في سماء المعرفة

الشيخ محمد الصويلح

العلم من أجلّ الفضائل وأشرف المزايا وأعزّ ما يتحلّى به المرء في حياته.

فالعلم أساس كل حضارة ومصدر معالي الأُمم، وهو عنوان التقدم والتفوق والازدهار في الحياة، وهو رائد السعاة وبه ينال المرء وسام الشرف في الدارين.

والعلماء هُم ورثة الأنبياء ومنارات العلم ودُعاة الحقّ، يسعون لتبليغ رسالة الله تعالى وإعلاء كلمة الحق.

وقد تضافرت الآيات والروايات على تبجيل العِلم وإكبار العُلماء، والإشادة بمكانتهم الرفيعة.

فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء.

وقال جل وعلا: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ.

وقال عز وجل: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ

وورد عن الإمام أبي عبد الله الصادق «عليه ‌السلام»: «إذا كان يوم القيامة، جمع اللّه عزّ وجل الناس في صعيد واحد، ووضعت الموازين، فتوزن دماء الشهداء مع مداد العلماء، فيرجح مِداد العلماء على دماء الشهداء».

كما ورد عن الإمام الباقر «عليه ‌السلام» أنه قال: ”عالمٌ يُنتفع بعلمه أفضل مِن سبعين ألفَ عابد“.

ولا غرابة أنْ يُوصف أهل العلم بتلك المزايا الجليلة، لأنهم المنار الذي يستنار به، ومن خلالهم تصل المجتمعات للأهداف المنشودة.

وقد بزغ في سماء القطيف أنوارٌ جَلِيَّة للكثير من الشخصيات العلمية منذ الزمن القديم والتي كانت موضع اهتمام لدى كبار علماء وفقهاء الطائفة حتى في مناقشة آرائهم ومتبنياتهم.

وحتى عصرنا الراهن لا زال اسم القطيف كنجم لامع في سماء المعرفة ولا زالت المنطقة تنتج الكثير من الطاقات والكفاءات العلمية، وأصبح للحوزة العلمية في القطيف اسماً ورقماً على مستوى العالم الشيعي.

ومن الشخصيات البارزة في منطقتنا والتي نسلط عليها الضوء سريعاً هو سماحة العلامة الشيخ محمد العبيدان دامت بركاته

فهو من العلماء العاملين والفضلاء البارزين والخطباء المتميزين.

عرفته منذ سن مبكرة، واستفدت بشكل مباشر وغير مباشر من أطروحاته العلمية والمنبرية الدقيقة.

فقد عرف سماحته بكرمه وجوده وسعة عطائه فهو بحرٌ في الجود والكرم ولا يبخل بالعطاء على أي كان ولا يرد واقفاً وقف على بابه.

سباق للخير، وداعم للجمعيات الخيرية بشكل مستمر، يتفقد أحوال الناس ويتواصل معهم على كثرة انشغالته.

يتواضع للصغير والكبير، ويتواضع لأبنائه الطلبة فتراه يخاطبهم بتواضع وكأنه يريد التعلم منهم وهو العالم الفذ، وتراه يرد على الاشكالات المطروحة بكل أريحية.

تميز بقبوله للنقد البناء، فقد أسس برنامجاَ لنقد بحوثه المنبرية والذي لاقى اهتماماً كبيراً من أبناء المجتمع خصوصاً في طبقة المثقفين والباحثين والمفكرين.

قطيفنا بخير ما دامت تنعم بوجود أمثال هؤلاء الأفذاذ والذين يعملون على بث الوعي الديني والثقافي والاجتماعي.