آخر تحديث: 26 / 4 / 2024م - 1:16 م

ماذا تخطط أن تقرأ من كتب في العام الجديد؟

المهندس أمير الصالح *

حتما إن كنت متابع لأحاديث أهل الثقافة والمغردون المهتمون بالثقافة العامة وشؤون التطوير الذاتي، فإنك سجلت تغريدات تدعوك لقراءة كُتب معينة تحت عناوين متعددة مثل ”كتب لا بد لك أن تقرأها“.

طبعا تلكم التوصيات في قراءه تلك الكُتب هي نتاج لاطلاع وتفضيل الكاتب أو المغرد/المغردون. وهذا صنيع يُشكرون عليه لأنه يعبر عن وجه نظرهم وجميل ما احتفوا به من كتب أو قراءات. وفي العادة، الموصي أو المغرد لا يميز في توصيته بناء على سن الموصى لهم والمناسب لقراءة هذا أو ذاك الكتاب. وفي ذات الوقت المتلقي لا يعلم حقيقة دافع التوصية من قبل الكاتب أو المغرد: هل تمت من أجل المفاخرة بعناوين كتب رنانة، أم من أجل الرياء في مجالس المثقفين، أم الاستعراض بما عرف من إنصاف المعرف أم الحب والإخلاص في نشر الجيد من المعرفة.

إلا أنك أنت أخي القارئ الكريم، سواء كنت ملتحق بجمعية ثقافية أو عضو في ديوانية افتراضية تهتم بالانتاج المعرفي والثقافي، فالأجدر بك في استثمار جل وقتك بعدما تُشخص تمام التشخيص محطات اهتماماتك والتوجه لسد احتياجاتك وشغفك وتطلعاتك المعرفية. فكثرة التوصيات والانسياق لقراءة كل تغريدة وكثرة اقتناء الكتب بناء على التوصيات دونما تمحيص منك بناء على المهارات التي تصقلك تعني فيما تعني إهدار للطاقة والموارد.

تخيل تأتيك توصية من مُغرد متخصص في كتب الفكر والمال والفلسفة والأدب «مثل library mindset» لعدد يلامس مائة كتاب دفعة واحدة كأفضل كتب يجب قراءتها في العام المقبل؛ لطفا أنظر الرابط:

وأورد هنا بعض من جملة الكتب الموصى بها حسب المغرد librarymindset@:

1 - Atomic Habits
2 - Deep Work
3 - The Almanack of @naval Ravikant
4 - Sapiens
5 - Can’t Hurt Me
6 - The Psychology of Money
7 - Think Like A Monk
8 - Steve Jobs
9 - A Calendar of Wisdom
10 - On the shortness of Life
11 - 12 Rules For Life
13 - Man’s Search For Meaning
14 - A Short History of Nearly Everything
15 - The Four Agreements
16 - The Power of Habit
17 - 21 Lessons for 21st Century
18 - Homo Deus
19 - Alchemist
20 - War and Peace
21 - Fact-fulness
22 - The Lessons of History
23 - The Power of Now
24 - I Will Teach you to be rich

من الطبيعي أن الشخص الطري عودا وسهل التشكيل فكرا سيتفاعل على أساس الاندفاع للقراءة دونما أي تمحيص أو إيجاد إجابة للسوال التالي: ماذا أستفيد من قراءة هذا أو ذاك الكتاب في الوقت الراهن على صعيد حياتي الشخصية والمهنية؟ وهل قراءة هذا الموضوع أو هذا الكتاب ذو أولوية قصوى أو مجرد إثراء معرفي أو لمجاراة متحدثين آخرين. في ذات الموضوع. أو مسايرة موضة وموجة في موضوع ما، أم أن هناك قراءات ذات أولوية أهم.

ذات الفكرة يمكنك أن تفعلها عند وجودك في ديوانية أو محفل أدبي واقعي أو ثقافي افتراضي يضم فيما يضم فئات عمرية مختلفة الأعمار والمستوى العلمي والمستوى الاقتصادي ومختلف الهموم ومتباين الشغف. فطبيعي أنك ترى الشخص ذو الدخل المالي المستقر والكبير في السن، المتقاعد أو التاجر الممتلئ مالا على سبيل المثال، فإن توصيات الكتب لدية تختلف تماما عن توصيات صاحب مهنة هندسية أو إدارة أعمال في منتصف أو بداية مشوارة المهني.

أخي العزيز الشاب اليافع والمثقف المندفع، حماسا تمهل في التفاعل مع أي توصية تتعلق بقراءة كتاب أو رواية أو مشاهدة فيلم قد يطرق مسامعك من كل حدب وصوب. ففي بعض ”القروبات“ الواقعية والافتراضية، قد يجد الإنسان المندفع ومن فرط الحماس لديه أنه أدخل نفسه في دوامة المجاملات الكثيرة والمعلومات الغير مفرزة والفائدة شبه المنعدمة والذهن المشتت والوقت المهدور. زد على ذلك أنه لو كان ذلك الشاب المتحمس اُبتلي بداء المشاغبات الفكرية، فقد يهمل شؤون حياته وشؤون حياة أسرته ويهدر وقته في قراءة أبواب لمواضيع لا يفقه منها شي إلا حبا منه في إقحام نفسه في نقاشات درامية. وقد يجعل نفسه أضحوكة لضحالة طرحه ويدخل في مناوشات يعتقد فيها أن كرامته العلمية على المحك، فيجعل رد الاعتبار لنفسه في الحوارات الفضفاضة والمهلهلة محور مشاركاته.

همسة 1:

بعض المجالس من الحكمة أن تجعل وجودك عنوانه الانصات للاستفادة من أهل الاطلاع الوفير والنافع والمعزز للإيمان

همسة 2:

متى آخر مرة احتضنت من تحب دون هاجس الخوف من كورونا؟