آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 1:39 ص

2021م سنة حلوة جميلة.. ”لا تقولوا في موتاكم إلا خيرا“

المهندس هلال حسن الوحيد *

ترددتُ أن أكتب خاطرةً في ذيلِ السنةِ الغابرة 2021م، فماذا يمكن أن أكتب وليس عندي ما ينفع أحدًا في رحلةِ الحياة؟!

ماتت سنة 2021م في يومِ جمعةٍ جميل وماطر، وليست أقلّ شأنًا من العصاة الذين يموتون في ليلةِ أو يومِ الجمعة ويرجى لهم العفو والمغفرة من الله والعتق من النَّار. أعدكم أنه يأتي يوم تبكونَها وتَترحمون عليها وتقولون: كانت سنةً جميلة ولم تكن أسوأ من غيرها. ألم تقولون هذا عن السَّنوات العجاف اللواتي سبقنها؟!

ثم حذارِ من الإسراف في الاستبشار والتَّهاني بسنة 2022م، فالسنوات مثل النِّساءِ الحسان - يغرهنّ الثناء - ثم تصيب المادح الخيبة إذا هنَّ قفزنَ فوقَ رأسه وأرينه نجومَ السَّماء في منتصفِ النَّهار.

فكرتُ إما أن أذمّ السَّنة التي تصرمت - 2021م - وأذكر ما جرى فيها من متاعب، في نظرنا، أو أذكر الأحداث الجميلة التي حصلت فيها والأحداث التي كان بالإمكانِ أن تكون أشدَّ قساوة، ولكن بفضلِ الله لم تكن فاخترتُ أن أذكرَ المحاسن. وما الأيام إلا أوعية ليس لها دخل بما يجري فيها سوى أننا من نملأ تلك الأوعية بالسُّم أو العسل:

نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا
وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا

وَنَهجو ذا الزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ
وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا

إذًا لو اخترتُ تعداد المتاعب، لكنتُ ناكرًا لنعمِ الله، ومن أكبرها أن أيَّامنا امتدت وأعمارنا طالت ونحن جميعًا في عافية ﴿وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَآ. بينما كم من النَّاس ابتلي في مالهِ أو في صحته أو غيرها من البلوى؟ وإن كان العام المنصرم أتعبنا أكثر مما كنا نود، فنحن نطمع ونأمل أن يكون العام الجديد في لونٍ مختلف وطعمٍ مختلف.

وأنا في هذه المناسبة أطلب لكم من الله أن تكون حياتكم في السنةِ الجديدة أبيض وأبرد من الثلج وأَنعم من الحرير وأشهى وألذّ من العسل، وما كل ذلك على الله بعسير. سوف نحلم بأن تكون سنة - 2022م - أطيب وأشهى ممن سبقوها من السَّنوات، نحلم ولولا الحلم لما تمكنا من الحياةِ لحظةً واحدة.

ولكي لا يفوتني أن أجدد لكم المحبةَ والاعتذار من الأخطاء فيما سبق، فها أنا أقولها علانيةً من فوقِ السطوح وأوثقها بالكتابة: سامحوني إن كنتُ صدَّعت رؤوسكم بما لا يستحق، فذلك كان إنائي وكل إناءٍ بما فيه ينضح، وكلٌّ بقَدَرِه، فذاك كان بقَدَرِي لا بقَدَرِكم ومقداركم!

مستشار أعلى هندسة بترول