الأطفال المشخصين بطيف التوحد الذين لديهم أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة المصاحب يتخلفون في مقاييس الاستقلالية والتواصل الرئيسة
18 فبراير 2019
المترجم : عدنان أحمد الحاجي
المقالة زقم 360 لسنة 2021
Children on the Autism Spectrum with Co-occurring ADHD Symptoms Lag Behind in Key Measures of Independence and Communication
February 18,2019
دراستان جديدتان قدمتا نظرة متعمقة جديدة عن الصعوبات التي يواجهها الأطفال المشخصين بطيف التوحد ممن تظهر عليهم أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة «ADHD». وفقًا لنتائج توصل لها باحثون من مستشفى الأطفال في فيلادلفيا «CHOP»، يواجه هؤلاء الأطفال صعوبة في السلوك التكيفي[1] ، وهو مقياس رئيس للاستقلالية «الاعتماد على النفس،[2] .
بالإضافة إلى ذلك، تعرف الباحثون بشكل دقيق على وصلات وظيفية ضعيفة في شبكتين كبيرتين من شبكات الدماغ لدى الأطفال المشخصين بالتوحد ممن لديهم أعراض اضطراب نقص الانتباه فرط الحركة.
الدراسة الأولى، التي نُشرت في مجلة الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين[3] ، حللت السلوك التكيفي، وهو مقياس رئيسي يقيس كيف يكون الشخص قادرًا على القيام بوظائفه بشكل مستقل في المنزل والمدرسة والمجتمع. مهارات التواصل ومهارات الرعاية / الاعتناء الذاتية [أي يعتني بنفسه ذاتيًا بدون الحاجة إلى مساعدة من حوله] والمهارات الاجتماعية[4] هي أمثلة على السلوك التكيفي. العديد من المجالات التي يُحتاج فيها توظيف هذه المهارات غالبًا ما تكون مضطربة لدى الأطفال المشخصين بطيف التوحد، والفجوة بين الأطفال المشخصين بالتوحد وبين الأطفال الطبيعيين عادةً ما تتسع أثناء فترة المراهقة. الوقوف على العوامل التي تتسبب في اضطراب السلوك التكيفي وفهمها قد تميط اللثام عن منعطفات حاسمة تساعد على التدخلات العلاجية.
فقد أثبتت الدراسات المنشورة سابقًا أن الأطفال المشخصين بالتوحد والمشخصين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة المصاحب يعانون من اضطرابات في السلوك التكيفي بشكل أكبر مقارنةً بأولئك الذين لا يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة. بيد أن هناك العديد من الأطفال المشخصين بطيف التوحد من غير المشخصين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، ولكن لديهم بعض سلوكيات اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة. لذلك، يعتقد الباحثون في احتمال أن وجود هذه السلوكيات يمكن أن يؤثر في كيف يقوم الطفل بأداء وظائفه في كل من المنزل والمدرسة.
”باستخدام دراسة الحالات والشواهد[5] ، أردنا معرفة ما إذا كانت أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة مرتبطة بالسلوك التكيفي بغض النظر عما إذا كان الأطفال المشخصين بطيف التوحد مشخصين أيضًا باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة أم لا،“ كما قال بنجامين يريس Benjamin Yerys، دكتوراه وباحث في علم النفس في قسم الطب النفسي والعلوم السلوكية للأطفال والمراهقين في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا CHOP، وهو طبيب نفساني للأطفال في مركز أبحاث التوحد في CHOP والمؤلف الرئيس للدراسة. هذه الدراسة هي أيضًا الدراسة الأولى التي تبحث فيما إذا كانت هذه العلاقة بين أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة وبين السلوكيات التكيفية موجودة أيضًا في بيئة المدرسة ”. يُعد اثبات هذه العلاقة في أكثر من بيئة «مكان» أمرًا بالغ الأهمية لإثبات الآثار بعيدة المدى لأعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة في قيام الطفل بأداء وظائفه“.
وجد الباحثون أن أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة يمكن أن تتنبأ بدرجات اختبار السلوك التكيفي بين الأطفال المشخصين بطيف التوحد، حتى بعد مراعاة العوامل المهمة الأخرى، كالعمر والجنس ومعدل الذكاء وأعراض التوحد. أظهرت الدراسة أن هذه العلاقة كانت موجودة في بيئتي المنزل والمدرسة. [شرح موجز عن الاختبار في[6] ، وشرح تفصيلي عنه في [7] ]
بالإضافة إلى ذلك، وجدت الدراسة أن هذه العلاقة بين أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة وبين سلوكيات التكيف موجودة بالفعل، حتى إذا تم التعرف على الطفل على أن لديه اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، لكن لم يستلم تشخيصه رسميًا. ذكر الباحثون أن هذا الاكتشاف اكتشاف مهم لأن أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة قد تكون لها أولوية منخفضة كهدف علاجي لدى الأطفال المشخصين بطيف التوحد إذا لم يستوفوا معايير التشخيص السريري لاضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.
”تفيد هذه الدراسة بأن الأطفال المشخصين بطيف التوحد الذين لا تستوفي أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لديهم معايير التشخيص التقليدي الكاملة لاضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة قد يظلون مستفيدين من علاجات اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة،“ كما قال الدكتور روبرت شولتز، مدير مركز أبحاث التوحد وكبير مؤلفي هذه الدراسة.
في دراسة منفصلة نُشرت في مجلة الطب النفسي البيولوجي: علم الأعصاب الاستعرافي والتصوير العصبي Biological Psychiatry: Cognitive Neuroscience and Neuroimaging «انظر[8] ، وجد ييرس Yerys وزملاؤه دليلًا جديدًا على أن الروابط الوظيفية الضعيفة في شبكتين دماغيتين مهمتين لعمليات التفكير العليا - شبكتا الجبهية الجدارية frontoparietal network والبطنية ventral network - لهما علاقة بأعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة في الأطفال المشخصين بالتوحد. هذه هي الدراسة الأولى التي تربط بين أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة في شبكتي دماغ الأطفال المشخصين بالتوحد وتستند إلى دراسات سابقة على الشبكات العصبية لدى الأطفال الذين يعانون من أعراض التوحد واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة[9] .
”للمضي قدمًا في هذا الدراسة، يجب علينا تعريف خصائص / بروفيلات profiles الدماغ والسلوك المتعلقة بالتحكم الاستعرافي cognitive وعمليات الدماغ الرئيسة الأخرى الكامنة وراء أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة في إطار التوحد،“ كما قال يريس. ”بعد تعريف الخصائص، يمكننا ايجاد علاجات أو حزم من علاجات للخصائص المختلفة لاضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة في مجتمع التوحد. نأمل كمتخصصين في هذا المجال أن يؤدي اتباع مقاربة علاجية تناسب كل فرد بعينه إلى زيادة إمكانية تحقيق مخرجات ونوعية حياة أفضل على المدى الطويل بحزم علاجية تشمل أدوية وعلاجات سلوكية[10] “.