آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 1:39 ص

كيف نتخذ قرارات أخلاقية؟

عدنان أحمد الحاجي *

ديسمبر 16,2021

تشير دراسة جديدة إلى كيف يمكن أن يتغير سلوكك الأخلاقي بحسب على السياق

المترجم : عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 2 لسنة 2022

How Do We Make Moral Decisions?

December 16,2021

مقدمة الدكتور عبد الجليل عبدالله الخليفة

بحث يتناول ماهي الدوافع نحو سلوك معين، هل هي الشعور بالواجب الذي سمته الدراسة النفور من الذنب أو نسميه النفس اللوامة، أو هو الشعور بالذنب من عدم المساواة في المخرجات أي تبادل المصالح بين الجميع، أو الانتهازية والجشع.

وهل يتغير هذا الدافع حين تتغير الظروف والسياقات؟

يلاحظ ان الدراسة استنتجت ان حركة الدماغ تختلف عند اختلاف الدوافع، لكن قد نسأل هل اختلاف حركة الدماغ سبب أو نتيجة لاختلاف الدوافع؟

ولا نجد غرابة ان تتغير الدوافع مع تغير الظروف والسياقات، فالنفس الانسانية تتقلب مع الظروف، ولا يعني هذا بتاتا ان الحقائق الاخلاقية غير ثابتة كما ذكر المؤلف.

نص الدراسة

عندما يتعلق الأمر باتخاذ قرارات أخلاقية، غالبًا ما نتذكر القاعدة الذهبية: عامل الآخرين كما تحب أن يعاملوك. ومع ذلك، لماذا نتخذ مثل هكذا القرارات كان موضع جدل واسع. هل يدفعنا إلى ذلك شعورنا بالذنب [النفس اللوامة]، حيث لا نريد أن نشعر بالاستياء من خذلاننا الشخص الآخر؟ أو مدفوعين بتكافؤ الفرص[1] ؟ حيث نريد أن نتفادى تكافؤ المخرجات / الظروف[2] ؟ قد يستند بعض الناس إلى مبادئ كل من الشعور بالذنب والشعور بالإنصاف «تكافؤ الفرص» وقد يبدِّلون قواعدهم الأخلاقية وفقًا للظروف، بحسب الدراسة التي أجرتها جامعة رادبود Radboud - ونشرتها كلية دارتموث وهي تتعلق باتخاذ القرار الأخلاقي والتعاون. النتائج التي توصلت لها الدراسة طعنت في الأبحاث السابقة في الاقتصاد وعلم النفس وعلم الأعصاب، التي غالبًا ما استندت إلى فرضية أن الناس مدفوعون بمبدأ أخلاقي واحد، والذي يبقى ثابتًا بمرور الزمن. نُشرت الدراسة مؤخرًا في مجلة Nature Communications «انظر[3] ».

تثبت دراستنا عمليًا أنه بالسلوك الأخلاقي، فقد لا يلتزم الناس دائمًا بالقاعدة الذهبية. على الرغم من أن معظم الناس يظهرون بعض الاهتمام بالآخرين، فقد يُظهر البعض الآخر ما نطلق عليه ”بالانتهازية الأخلاقية“، حيث على الرغم من أنهم يريدون أن يظهروا أنهم أخلاقيون، لكنهم يريدون تعظيم منفعتهم الخاصة، " كما قال جيروين فان بار Jeroen van Baar في قسم العلوم الاستعرافية واللسانيات والنفسية بجامعة براون، والذي بدأ هذا البحث عندما كان باحثًا في كلية دارتموث الذي جاء كباحث زائر من معهد دوندرز Donders للدماغ والإدراك / الاستعراف Cognition والسلوك في جامعة رادبود.

”في الحياة اليومية، قد لا نلاحظ أن أخلاقنا تعتمد على السياق لأن سياقاتنا تنزع إلى أن تبقى كما هي يوميًا. ولكن في ظل ظروف جديدة، قد نجد أن القواعد الأخلاقية التي اعتقدنا أننا نتبعها دائمًا هي في الواقع مرنة جدًا“، كما أوضح المؤلف المشارك لوك چانغ Luke J. Chang، الأستاذ المساعد في العلوم النفسية والدماغية ومدير مختبر العلوم العصبية للوجدان الاجتماعي المحوسب Computational Social Affective Neuroscience Laboratory «مختبر كوسان Cosan Lab» في كلية دارتموث. وأضاف: "هذا له تداعيات هائلة إذا أخذنا في الاعتبار كيف يتغير سلوكنا الأخلاقي في ظل سياقات جديدة، مثلًا، أثناء الحرب“

Hidden Multiplier Trust Game

لدراسة اتخاذ القرار الأخلاقي في سياق المعاملة بالمثل، صمم الباحثون لعبة الثقة[4]  المعدلة تسمى لعبة الثقة الضاربة المخفية Hidden Multiplier Trust Game، والتي سمحت لهم بتصنيف القرارات في الثقة المتبادلة كدالة function لاستراتيجية الفرد الأخلاقية. باستخدام هذه الطريقة، تمكن الفريق البحثي من التعرف على أي نوع استراتيجية أخلاقية استخدمها أحد المشاركين «المتطوعين» في الدراسة من الاسترتيجيات التالية: كراهية «النفور من» عدم المساواة [حيث يتعامل الناس بالمثل لأنهم يرغبون في السعي لتحقيق التكافؤ في المخرجات / الظروف[1] ]، أو النفور من الشعور بالذنب «حيث يتعامل الأشخاص بالمثل لأنهم يريدون تجنب الشعور بالذنب» أو الجشع أو الانتهازية الأخلاقية «وهذه هي استراتيجية جديدة تعرف، عليها الفريق، حيث يتحول الناس من حالة النفور من عدم المساواة في المخرجات إلى النفور من الذنب بناءً على ما يخدم مصالحهم على أفضل وجه». طور الباحثون أيضًا نموذجًا حوسبيًا واستراتيجيًا أخلاقيًا يمكن استخدامه لتفسير كيف يتصرف الناس في اللعبة ولدراسة أنماط نشاط الدماغ المرتبطة بالاستراتيجيات الأخلاقية.

تكشف النتائج لأول مرة أن الأنماط الفريدة لنشاط الدماغ تكمن وراء استراتيجيات النفور من عدم المساواة والنفور من الشعور بالذنب، حتى عندما تؤدي الاستراتيجيات في النهاية إلى نفس السلوك. بالنسبة للمشاركين الذين كانوا انتهازيين من الناحية الأخلاقية، لاحظ الباحثون أن أنماط أدمغتهم قد تحولت بين الاستراتيجيتين الأخلاقيتين [بين استراتيجية النفور من عدم المساواة واستراتيجية النفور من الشعور بالذنب]عبر سياقات مختلفة. ”تُثبت نتائجنا التي توصلنا اليها عمليًا أن الناس قد يستخدمون مبادئ أخلاقية مختلفة لاتخاذ قراراتهم، وأن بعض الناس أكثر مرونة وسيطبقون مبادئ مختلفة بناءً على الظرف،“ كما أوضح تشانغ. "قد يفسر هذا لماذا يقوم الناس الذين نحبهم ونحترمهم أحيانًا بعمل أشياء نراها مرفوضة من الناحية الأخلاقية.

 

مصادر من داخل وخارج النص

[1] - https://ar.wikipedia.org/wiki/تكافؤ_الفرص

[2] - ”تكافؤ النتائج، أو تكافؤ الظروف، أو تكافؤ المخرجات هو مفهوم سياسي ومركزي لبعض الأيدولوجيات السياسية، ويُستخدم بصورة منتظمة خلال الخطابات السياسية، وغالبًا ما يُعد نقيضًا لمصطلح تكافؤ الفرص[1] ، ويصف الحالة التي يتساوى فيها الأفراد تقريبًا في الثروة والدخل أو ظروف الحياة الاقتصادية العامة. وتنطوي النتائج المتكافئة عمومًا على تقليل أو إزالة الفروقات المادية بين الأفراد أو العائلات في المجتمع، وعادة ما تشمل نقل الدخل أو الثروة من الأفراد الأكثر غنى إلى الأفراد الأكثر فقرًا، أو تبني تدابير أخرى لتعزيز تكافؤ الظروف. وقد ينطوي عليه أيضًا تكافؤ الأمور المهمة والقيّمة في الحياة. عرّف تقرير مجلة الفلسفة السياسية مصطلح تكافؤ النتائج أنه: «المساواة في الحال التي ينتهي إليها الأشخاص عوضًا عن الحال التي بدؤوا عندها»، لكنه اعتُبر تعريفًا مبسّطًا لأنه لم ينجح في تعريف ما المفترض له أن يكون متساويًا في المقام الأول.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/تكافؤ_النتائج

[2] - https://www.nature.com/articles/s41467-019-09161-6

[3] - ”لعبة الثقة، التي صممها بيرغ وآخرون. وتسمى“ لعبة الاستثمار ”، هي التجربة محلالاختيار لقياس الثقة في القرارات الاقتصادية. تم تصميم التجربة لإثبات“ أن الثقة هي أداةاقتصادية بدائية ”، أو أن الثقة أساسية فيالمعاملات الاقتصادية كما المنفعة الذاتية.“ ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان

https://en.wikibooks.org/wiki/Bestiary_of_Behavioral_Economics/Trust_Game

المصدر الرئيس

https://home.dartmouth.edu/news/2019/04/how-do-we-make-moral-decisions