آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 12:27 ص

إذا دقَّ شهرُ رجب البَّاب.. شممنا روائحَ شهر رمضان!

يطل هلالُ شهر رجب فتظهر في الأفقِ ثلاثُ روائح. الأولى: رائحة يا الله قوينا على صيامه وبعده قوينا على صيام شهرِ شعبان وتمم لنا صيامَ شهر رمضان. تلك رائحة يشتهيها المؤمنون، رائحة الأرواحِ الصَّالحة. الثَّانية، روائح أطعمة شهر رمضان، فعندما تمشي بين الأحياء قبيل غروب الشَّمس تتسرب من الدّور روائحُ زكيَّة من روائحِ مأكولاتٍ خاصة بشهر رمضان

الله أعلم كيف تتغير أحاسيسنا بسرعة مرور الوقت، فبعد أن كان إحساسنا في الصغر أن السَّاعة في طول يوم واليوم في طول أسبوع، الآن ننتقل مثل النَّحلة هنا وهناك وهذا الشغل وذلك فإذا بالشمس تغرب، وتبدأ دورة يوم جديد، صار إيقاع الزمن سريعًا، فاليوم أقصر من ساعة والشَّهر أقصر من أسبوع. على هذا أغمضوا عينًا وافتحوا عينًا تلاقوا شهرَ رمضان قد جاء.

تقولون: استعجلتَ يا رجل؟ لا، لم أستعجل ولكن استمطرتُ الخيرَ من الله الذي يصبَّه على الأرض في رجب صبًّا. فهذا رسولُ الله ﷺ يقول فيه: ألا إن رجب شهر الله الأصم، وهو شهرٌ عظيم، وإنما سمي الأصمّ لأنه لا يقارنه شهرٌ من الشهور حرمةً وفضلًا عند اللهِ تباركَ وتعالى، وكان أهل الجاهلية يعظمونه في جاهليتها فلما جاءَ الإسلامُ لم يزدد إلا تعظيمًا وفضلًا.

في إطلالة شهر رجب نقدم للهِ عرائضَ ومطالبَ كثيرة، نحتاج أفراحًا بدلًا من الأحزان، هذه الأيَّام مثقلة بأعدادِ الموتى، كلٌّ بسببه وكل بأجله. لذلك يا ربّ نحتاج أن تعوضنا بدلًا من الأحزانِ أفراحًا. وأن تعطي من ينوي الصَّوم القوَّة والنَّشاط والصحَّة، وإن كنا طمَّاعين بحضرتك فلا بأسَ أن تشافي كلَّ مريض. ثم يا ربّ سامحنا - ليست آخرَ دعوة ولكنها مهمَّة - ردَّ لنا كلَّ غائب يشاركنا الأفراحَ وصيامَ شهر رمضان.

أما الرَّائحة الثَّالثة فهي رائحة الجنَّة: روي أنَّ الإمام الصَّادق أفادَ فيما أفاد: أنه إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من بطنانِ العرش: أين الرجبيون؟ أين الرجبيون؟ فيقوم أناسٌ يُضيء وجوههم لأهلِ الجنَّة، على رؤوسهم تيجان، تزفُّهم ملائكةٌ عن يمينهم وعن شمالهم. فيُمنحون الكثيرَ من الكرامات والمِنَح الإلهية، ثم أفادَ بأنَّ هؤلاء إنما استحقوا هذه المِنَح، وهذه الكرامات؛ لأنهم قد صاموا يومًا من رجب - من أوله أو وسطه أو آخره.

مستشار أعلى هندسة بترول