آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 12:09 م

المرأة رائدة للعمل التطوعي في قطيف الخير

أحمد منصور الخرمدي *

حققت المرأة في مجتمعنا النجاح الكبير بعد أن فرضت وجودها، والمكانة الرفيعة على ساحة العمل التطوعي والخيري وفي جميع المجالات والتخصصات حتى أنها أصبحت لديها الإدارة المتكاملة وبكل جدارة واقتدار، سيدة، متكلمة ومستشارة فذة من أجل النهوض بالمجتمع.

لقد ساهمت المرأة في تحقيق الشعور الجميل لدى مجتمعها بأهمية العمل التطوعي وما له من انعكاسات إيجابية في الحاضر والمستقبل، ولها الدور الكبير على نشر الثقافة والتحلي بالصبر وقوة التحمل والمسؤولية في القدرة على العمل وبذل الجهد والوقت وتذليل الصعوبات وطرح الحلول التصحيحية المناسبة. أنها أصبحت ركيزة من الركائز وداعمة قديرة، آخدةً في الاعتبار أن العمل التطوعي مطلب مشروع منذُ أن خلقت البشرية وحث عليه ديننا الحنيف ودعت إليه قيمنا الإنسانية السمحة، وقد ساهمت المرأة حتى أصبحت قادرة على العطاء والتأثير وفي تحقيق الشعور لدى المجتمع بأهمية العمل التطوعي وأثره في تعزيز الترابط نحو المشاركة المجتمعية وتقوية الانتماء الوطني بين الأفراد والمؤسسات الخيرية والتطوعية الأهلية، وسباقة للخير، قال تعالى: ﴿أُولَ?ئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ وامتثالا لقول النبي ﷺ «خيرَ الناسِ أنفعُهم للناسِ».

لقد أصبح العمل التطوعي في هذا الزمن من الضروريات الملحة أكثر من قبل، وهو مظهر من مظاهر التكافل الاجتماعي، ففيه تجاوز الشخص لذاته وتقديمه لحاجة الناس على راحته، فالمرأة تميزت في هذا الجانب عن سواها، فهي دائماً لديها الحماس والشعور بالمسؤولية والقدرة على العطاء والتضحية حتى صدق القول فيها، ”أنها وجدت في العمل التطوعي والخيري ملاذها وأولوياتها“ وأصبحت لها الأدوار المتعددة، حيث الخالق سبحانه وتعالى غرس في نفسها حب عمل الخير والحنان والعطاء والصبر والتسامح.

المرأة في مجتمعنا، هي رائدة في العمل التطوعي وشخصيتها تتناسب مع ما تقوم به من أدوار مضيئة والتي تعتبر مؤشراً على النضج والتفهم والإدراك للدور الواضح التي تقوم به وتمارس العمل لأجله يومياً ومن دون ملل أو كلل، في بناء المجتمع وذلك من خلال تقديم خدمات كبيرة وجليلة ومن أعمال متميزة وأنشطة فعالة على كافة الأصعدة، جميعها تسهم في تنمية واستمرار العطاء والتواصل الإنساني والتلاحم الاجتماعي والعمل التطوعي الناجح.

ولتعزيز دور المرأة السعودية وتمكينها في المشاركة وصنع القرار صفاً واحداً مع الرجل، فقد حصلت كما الرجل، على النصيب الأوفر، ضمن أهداف المملكة للرؤية 2030 وللارتقاء والعمل على زيادة عدد المتطوعين والمتطوعات وذلك إدراكاً من القيادة الحكيمة بأهمية العمل التطوعي وأثره الإيجابي على المجتمع وللحفاظ على ديمومته ونشاطه بالشكل الفعال والمطلوب.

إن المرأة ونظراً لما تمتاز به من حبها لمجتمعها وتعاونها مع أفراده، وبما تملكه من القدرة على التواصل والحوار وكذلك الإقناع مع تحملها المسؤولية الاجتماعية مع كل الظروف الحياتية وبكل شغف واقتدار وهي الأكثر إحساسا بمشاعر الآخرين وتعاوناً مع المحتاجين، فليس بالصعب عليها تبوأ الرئاسة للمجالس الإدارية والعضوية في الجمعيات الخيرية والتطوعية، وهذا ما قد تم من إنجاز بالفعل في الآونة الأخيرة، بتقدم عدداً من السيدات من أعضاء الجمعية الخيرية بجزيرة تاروت بمحافظة القطيف، تقدمن للترشح وللانضمام للمجلس في دورته القادمة، وهذا مما يدل أن هناك مؤشراً قوياً، يعطي انطباعا إيجابياً وصادقاً، لتحمس وإصرار المرأة في المشاركة، للرئاسة والإدارة والتخطيط والإشراف والتوجيه من أجل مستقبل أفضل، وخاصة إن مجتمعنا بأهله وكفاءاته المتميزة، يسوده ثقافة التعاون والعطاء من أجل إنجاح أي عمل تعاوني أو اجتماعي أو ثقافي يعود بالنفع للمجتمع والوطن.

نسأل الله أن يوفق الجميع وأن يتفاعل الأهالي كما هو موجود في العديد من الدول، بترشيح المرأة ودعمها وتمكينها لخوض التجربة، فهي حتماً تستحق وهي نموذج مضيء شهدت لها النجاحات العظيمة التي حققتها طوال السنوات الماضية في المشاركات المجتمعية المتعددة، الخيرية والتعاونية والتطوعية وغيرها والتي لا يمكننا حصرها في عجالة، وعملها للخير بأوسع أبوابه، والأمانة والتفاني والصبر والتسامح وحسن الاستقبال والمعاملة الحكيمة والحسنة.