آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 11:51 ص

تحية للشَّباب الذين يتحكمون في غرائزهم مع وفرةِ المشاهدِ المغرية!

من أجملِ الاختراعات الشبكة العنكبوتيَّة - إن لم يكن أجملها على الإطلاق - فيها كل شيء جيِّد، وسهَّلت الكثيرَ من نواحي الحياة. ويا للأسف لا يوجد أي اختراعٍ أو ابتكارٍ خالٍ من الشَّوائب، السكِّين البدائية تقطع وتقتل في آنٍ واحد! هذا الاختراع الجميل لا تكاد تضغط على زرّ إلا ويقفز مشهدٌ أو صورةٌ مغرية ويقفز معها صراعٌ بين شهوة وقوَّة على ضبطِ النَّفس، وأنتم تعرفون أي رغباتٍ تفور!

إذا قارنا هذا الزَّمان بالزَّمانِ الماضي الذي لم توجد فيه هذه المغريات، يجب علينا أن نوجه التحيَّةَ إلى شبابِ اليوم الذين هم في أوج القوَّة - ذكورًا وإناثا - عندما يتمكنون من ضبطِ إيقاعِ غرائزهم وأحاسيسهم الشهوانيَّة. هذه الأدوات لم تتهيأ ولم تتوافر للأقدَمين من الأجيال، وهي تهيأت في عصرنا الحديث.

في الماضي سرقة نظرة كانت من أصعبِ الأمور، فتبقى الغرائز تُعالج في الخيال، الآن لا سرقة ولا هم يحزنون، ضغطة زرّ وتبعث الآلةُ الصورَ والمشاهدَ حيَّة متحركة. الأرجل كانت هي المحرك والناقل الذي ينقل الإنسانَ من مكانه، الآن في عمله وفي مجلسه وفي غرفةِ نومه، في الحمَّام والمطبخ تتقاطر عليه الصور مثل رشَّات المطر.

”النَّظرة سهمٌ مسمومٌ من سهامِ إبليس، فمن تركها خوفًا من الله أعطاه الله إيمانًا يجد حلاوته في قلبه“.. ”ما من مسلمٍ ينظر إلى محاسنِ امرأةٍ ثم يغضّ بصره إلا أحدثَ الله له عبادةً يجد حلاوتها في قلبه“.. ”إياكَ والنَّظرةَ بعد النَّظرة، فإن الأولى لكَ والثَّانية عليك“ الكثير من الوصايا الإسلاميَّة الرَّائعة كان من السَّهل تطبيقها في الماضي، ولا أخال إلا أنَّ أجرَ وجزاء شبابِ اليوم الذين يستطيعون تطبيقها، أنه أعظم مرَّات من الذين لم تتوفر لهم كل هذه الإغراءات!

أحمدُ اللهَ أنه ليس عندي أبناء صغار الآن، لأنني أقرّ بأنه لم تعد للأهل سيطرة حقيقيَّة على ما يرى ويشاهد الأبناء، ولا يستطيعون أن يكونوا نواطير دائِمي الرقابة على تصرفاتِ الأبناء! ولا حلّ سحريّ يملكه الآباءُ والأمَّهات يعين في هذا الشأن سوى تعزيز الرَّقابة الذاتيَّة وتوضيح المخاطر، وممارسة العفَّة والامتناع عن قناعة وإدارك والدعاء للأبناءِ والبنات بالاستقامة.

مستشار أعلى هندسة بترول