آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 1:36 م

تأملات خاطفة في سور المعوذات

المهندس أمير الصالح *

ونحن على مشارف شهر الرحمة المبارك وددت أن أشارك الإخوة القراء بتأمل خاطف عقدته لكل من سورة الناس وسورة الفلق. السورتان معروفتان على أنهما سور المعوذات. في كلتا السورتين الكريمتين أمر موجه من الله العزيز الحكيم إلى النبي الكريم ﷺ والمؤمنين باللجوء والاستجارة بالله العلي العزيز ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ لدفع شر أربعة أصناف من البشر:

1 - شر الأشرار وكيد الفجار ﴿مِن شَرِّ مَا خَلَقَ، و

2 - شر لوابس الظلمة وطوارق الليل والتظليل وانعدام الشفافية ﴿وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ، و

3 - شر السحرة والساحرات وأهل التضليل ومن يلجئ لتلكم الأعمال ﴿وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ، و

4 - شر الحاسد لما في أيدي الناس من النعم الإلهية والحاقد على الإنسانية ومروجي الكراهية لأهل الأخلاق والعفة والطهارة ﴿وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ.

وفي سورة الناس، يطلب الله من النبي وأتباعه الصادقين باللجوء والاستجارة ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ثم يردف الآية باية ثانية ﴿مَلِكِ النَّاسِ. ويثلث بالآية ﴿إِلَهِ النَّاسِ من شر صنف خبيث وسرطان فتاك وهو:

﴿الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ويكون مكان انعقاد أعماله في صدور الناس وعقولهم وفاعليه هم ﴿مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ.

ومؤسف مع بيان الهدي الرباني أن نرى ضحايا الإعلام المدلس الكاذب والتغرير بالوعود المعسولة للمراهقين في العلم والأدب والفلسفة واللعب والترفيه وكل شي في ازدياد كارثي. لأن الشيطان وعوده غرور ودجل وبيع وهم. حتما من له صلة بالله العزيز الحكيم يزداد يقينه يوم بعد يوم ومع تماطر الشواهد وتكاثر المصاديق على امتداد العصور والأمصار بأن الاعتماد والاتكال والثقة والنجاة والعزة فقط وفقط مع الله وبالله وتطلب منه. ولمن يود أن يقف على قاموس كامل لكل أو معظم تلكم المفردات فليقرأ دعاء الجوشن الكبير المروي عن آل البيت النبوي المحمدي بقلب صادق وانقطاع تام.