آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 2:51 م

المعادلة المجتمعية الناجحة

جميلة الناصر

أن العملية التعليمية بكافة أبعادها هي عبارة عن معادلة متفاعلة العناصر شراكة مجتمعية لها أدوار يتقاسمها أطراف عدة أبرزها المدرسة، الأسرة والمجتمع، وجميع هذه الأركان تتعاون في تأدية رسالة التربية والتعليم على خير وجه وذلك من أجل الوصول إلى النتائج المرجوة التي يتمناها جميع الأطراف، ولا يتحقق ذلك إلا من خلال توثيق الصلات بين البيت والمدرسة وكل مؤسسة تعليمية. إن منح المؤسسة التعليمية دوراً أكبر لأولياء الأمور للمساهمة والمشاركة في دعم العملية التعليمية من خلال المساندة والمتابعة المستمرة للتحصيل العلمي والسلوكي لأبنائهم مِن قِبل المعلمة والمعلم والإدارة لزرع الثقة من خلال المصداقية وأُأكد بل وأجزم أن وجود العلاقة الإيجابية بين مشاركة أولياء الأمور ومستويات تحصيل الطلبة وسلوكياتهم واتجاهاتهم تثمر نجاحًا ليس فقط بالتعليم بل يخلق بيئة مدرسية صحية شاملة عامة وبيئة صفيه خاصة إذ أن الطالب والطالبة يتواجدون بالصف لعدة ساعات.

ومن هذا المنطلق وجدنا بالأسبوع الثاني بمدرسة الأوجام الابتدائية شراكة مجتمعية ناجحة جدًا أظهرت الإحساس بالمسؤولية مِن قبل الأمهات والمعلمة ساهمن بخلق بيئة صفيه صحية من خلال مساهمتهم في تنظيف وترميم الفصل بأكمله لمصلحة الطالبات والحفاظ على صحتهم الجسمية والنفسية وذلك دون إحالة الإدارة بالمنع من التصرف، حيث بدأ هذا المشروع المشتركي الناجح بطرح الفكرة على الإدارة وبعد عدة محادثات ومحاولات حثيثة تمت الموافقة.

وفي لقائي مع الأستاذة «دلال السنان» معلمة لطالبات الصف الأول 3 وهي المعلمة التي ساهمت ماديًا ومعنويا مع الأمهات في ترميم الفصل طرحت عليها عدة أسئلة شاكرة لها حسن اهتمامها.

ففي سؤالنا لها كيف وجدت الشراكة المجتمعية بين المعلمة وأولياء الأمور في إطار التعاون وما هي نتائج هذه المعادلة؟

أجابت: المعلم العنصر الأساسي في عملية جذب الطلاب إليه نبرة صوته ما تكون مرتفعة وسط يشد ويحسم بعطف وحنان ما يجرح مشاعرهم وأحاسيسهم، ينتقدهم نقد بناء يشجع ويحفز باللواصق أو باللسان ويضمن النجاح للطالب وبين المعلمة والأم.

وعن البيئة الصفية هل هي جاذبه أجابتنا بقولها: إن بيئة الفصل الجاذبة تساعد الطلاب على الشعور بالانتماء لهذا المكان يحبب الطلاب في الحضور والانتظام بالمدرسة. نظافة الفصل والطاولات والجدران والوسائل التعليمية المفيدة لها دور كبير في جذب الطلاب للتعلم بسرعة.

وعن نظرتها للشراكة المجتمعية هل كانت ناجحة مع الأمهات قالت: بالنسبة للشراكة المجتمعية مع الأمهات تفوق كونهم أمهات بل أخوات كلنا أسرة واحدة وبنية تحتية قوية لجميع الطالبات لا تخلو نقاشاتنا من المزاح بيني وبينهم نعم الأمهات والطالبات الأمهات جدا متعاونات مع المعلمة.

كما كان لي لقاء مع أم من أمهات الطالبات «أم فاطم الحماد» التي قامت بنفسها مع أم «فاطمة وجيه» بتنظيف الفصل والإشراف على العمال منذ بدء عملية التنظيف بأنفسهم إلى الإشراف على العمال في مرحلة الترميم والانتهاء منه، سألتها كيف وجدت التعاون وتقبل فكرة تنظيم الفصل مع المعلمة؟!

طبعا في البداية فكرة التنظيم والتفكير فيها حين جاءت ابنتي قالت لي ماما لا نستطيع الأكل في الفصل من الحشرات والذباب وعرضت الفكرة على الأمهات أولا بالذهاب إلى المدرسة والنقاش مع المديرة لإقناعها بتصليح الفصل ولماذا فصول البنات غير نظيفة في ظل الجائحة وأنتم وعدتمونا خلال إلقاء على ”التيمز“ بعودة أمانة إلى بناتنا وحدث النقاش لإقناع المديرة وبعدها طرحنا الفكرة على المعلمة وكانت متعاونة معنا جداً وتقبلت الفكرة برحابة صدر وبالعكس سعدت بتعاون الأمهات.

وبعد سؤالنا عن العوائق التي كادت أن تحول تنظيمهم وعملهم، قالت كانت هناك عوائق في البداية وهو رفض المديرة في البداية وبعد الإلحاح في النقاش الحازم وافقت على ذلك.

وأخيرًا قمنا بسؤالها عن هذا النجاح والإنجاز وهل نجحت معادلة الشراكة المجتمعية!؟

ثمرة النجاح هي ذهاب بناتنا إلى مكان نظيف بدون التفكير والخوف عليهم من أوساخ وحشرات التي كانت مصدر إزعاج إلى بناتنا وإلى جميع الأمهات.

والحمد لله أن الأمهات جميعهم تعاونوا ماديًا إلى نجاح فكرة معادلة الشراكة المجتمعية، ولقد شهدت برؤية عدة فصول تم تنظيفها وتغيير لا بأس به لطاولات وكراسي الفصول.

البيئة المدرسية جزء لا يتجزأ في حياة أطفالنا والتي لا يمكن أن نتخلى عنها وإن نجاح ذلك بضمان التعاون بين الأسرة والمؤسسة التعليمية وبين المعلمة الثقة والطالبات بزرعها التعاون مع الأسرة وحصاد ثماره من أجل نجاح من هم أمانةً بين أيديهم.

فهل سنشهد شراكة مجتمعية أخرى حقيقة كالأولى في ظل هذه الظروف بعد انقطاع دام سنتين!؟